يؤكد تحليل لمركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى “متانة العلاقات الجزائرية الروسية”، مستندا في ذلك لجملة من الشواهد، خاصة مع بداية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا منذ شهر فيفري الماضي.
يقول التقرير المعنون بـ”الغذاء والطاقة: كيف تشكل المخاوف المحلية لدول شمال إفريقيا مقارباتهم إزاء روسيا”، إن “الجزائر تجنّبت إصدار أي تعليق سياسي بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث اقتصرت مراسلات وزارة الخارجية الرسمية على وضع رعاياها في أوكرانيا وكيفية إجلائهم”.
وبحسب التقرير فإنه “يمكن فهم موقف الجزائر هذا بالنّظر إلى وتيرة تقدّم العلاقات العسكرية التي جمعت بين الجزائر وموسكو خلال السنوات القليلة الماضية، حيث وصلت القيمة الإجمالية للصفقات العسكرية الموقعة بين الرئيسين بوتين وبوتفليقة في 2001 إلى 2.5 مليار دولار، زوّدت بموجبها موسكو الجزائر بأسلحة جوية وبرية وبحرية لسنوات”.
ويُقدم المركز البحثي معطيات أخرى للدلالة على عمق التعاون الوثيق بين البلدين، ويقول “تُعتبر روسيا الدولة الرئيسية التي تزوّد الجزائر بالحبوب، تليها أوكرانيا وفرنسا التي تراجعت في الآونة الأخيرة كمزودة للقمح إلى السوق الجزائري وسط العلاقات المتوترة ومطالب الجزائر بأن تعترف فرنسا بالجرائم المرتكبة خلال حقبة الاستعمار”. وبما يتعارض مع موقف المغرب الذي أصبح يشبه أكثر فأكثر موقف الولايات المتحدة إزاء الحرب، اتهم وزير الخارجية الإسباني الجزائر بالانحياز إلى الموقف الروسي ردًا على إقدام الدولة الشمال أفريقية على إلغاء “معاهدة صداقة” ثنائية .
علاوة على ما سبق شكلت الزيارات بحسب مركز واشنطن تأكيد للتعاون المتميز على محور الجزائر وموسكو “ظهرت العلاقة الوطيدة بين البلدين من خلال زيارة رئيس الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، ديمتري شوغاييف، مارس 2022، وهو المسؤول الروسي الرفيع المستوى الأول الذي يزور الجزائر منذ بداية الأزمة الأوكرانية، حيث شارك في اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية حول التعاون العسكري والتقني. وخلال الشهر نفسه، زارت نائب وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان الجزائر تمهيدًا لزيارة بلينكن أواخر مارس، حيث ناقش مسألة الأمن في المنطقة والعلاقات التجارية مع الرئيس الجزائري”.
وقدر المركز أن العلاقة المتميزة للجزائر مع موسكو، لن يثير حفيظة أوروبا من الجزائر بسبب حاجة القارة العجوز للغاز، وذكر “وبعيدًا عن الدبلوماسية، يبدو أن أوروبا بحاجة أكثر من أي وقت مضى لإمدادات الغاز من الجزائر وسط تعليق العمل بمشروع خط أنابيب نورد ستريم 2 المزمع تنفيذه، غير أن العلاقات بين الجزائر وإسبانيا تزداد توترًا بسبب موقف الأخيرة من قضية الصحراء الغربية، علمًا بأن الجزائر كانت أشارت أواخر أفريل إلى احتمال وقف واردات الغاز إلى إسبانيا. غير أن الجزائر أعلنت أنها ستفي بجانبها من التزامات الغاز القائمة حاليًا مع مدريد”.