استكملت الجزائر جمع وثائق ومقترحات الفصائل الفلسطينية حول مسار المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي.
وذلك ضمن سياق ترتيبات تمهيدية لعقد مؤتمر الفصائل الفلسطينية الذي دعا إليه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، دون أن تعلن عن نتائج المشاورات الأولية والخطوة التالية.
وأجرى وفد حركة “الجهاد الإسلامي” بقيادة رئيس الدائرة السياسية للحركة محمد الهندي، لقاءات مع مسؤولين عن ملف مؤتمر الفصائل الفلسطينية في الجزائر كآخر فصيل فلسطيني يزور هذا البلد.
ووصف بيان للحركة اللقاءات بأنها “جرت في جو أخوي يتسم بالمسؤولية والحرص الكبير على استعادة الوحدة الفلسطينية”.
وأكدت الحركة على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية وطنية لكل أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
مشيرة إلى أن ذلك هو المدخل الطبيعي لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، إضافة إلى ضرورة انتخاب مجلس وطني جديد حيثما أمكن الانتخاب والتوافق في المناطق التي يتعذر فيها.
ووصل وفد الحركة إلى الجزائر السبت الماضي، بعد تلقي دعوة من الرئاسة الجزائرية لإطلاع المسؤولين الجزائريين على رؤية الحركة بخصوص استعادة الوحدة الفلسطينية، ضمن جهود حوار وطني فلسطيني تقوده الجزائر منذ إعلان الرئيس عبد المجيد تبون في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي مبادرة عقد مؤتمر للفصائل الفلسطينية في الجزائر، يسبق عقد القمة العربية.
وكان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة قد قال، على هامش مشاركته في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، إن الجهود الجزائرية تهدف “لجعل الجانب الفلسطيني المشارك في القمة يتحدث بصوت يعبّر عن جميع الفصائل”.
وقدم لعمامرة خلال مؤتمر صحافي مؤشرات إيجابية حول تحقيق تقدم في الحوار الفلسطيني الفلسطيني.
وقال “مشوار المصالحة الفلسطينية انطلق ونحن متفائلون بشأن المصالحة الفلسطينية على الرغم من أننا في بداية المشوار”، مضيفا أن الجزائر لديها تجربة سابقة في جمع وتوحيد الموقف الفلسطيني، على غرار نجاح دورة المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1988.
وكان لعمامرة بحديثه عن تجربة الجزائر في التعامل مع الملف الفلسطيني، يبرق برسائل سياسية إلى أطراف عربية قد تعتبر أن دخول الجزائر على خط الملف الفلسطيني هو منافسة لها على الملف، أو أن علاقة الجزائر بالملف الفلسطيني هي علاقة مرتبطة بالقمة العربية المقبلة.
وقبل وفد “الجهاد الفلسطيني” كانت وفود من باقي الفصائل قد زارت الجزائر خلال الفترة الماضية لإجراء مباحثات مع المسؤولين الجزائريين وتسليم مقترحاتها حول تصورات إنهاء الانقسام.
حيث سبقت زيارة وفد الجهاد زيارة مماثلة لوفد من “حركة فتح” ضم عزام الأحمد، ومحمد المدني، ودلال سلامة، وفايز أبو عيطة.
كما زار وفد “حركة حماس”، الذي ضم كلا من خليل الحية وعلي بركة، الجزائر، وكذا زيارة وفد “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” برئاسة نائب الأمين العام فهد سليمان، ووفد “الجبهة الشعبية القيادة العامة” بقيادة طلال ناجي.
ولم تعلن الجزائر عن الخطوة التالية بعد اللقاءات المنفردة مع الفصائل، وما إذا كانت هذه اللقاءات تعد تمهيدا للتحضير لمؤتمر عام يجمع الفصائل الفلسطينية في الجزائر، أم أن السلطات الجزائرية ستكتفي بهذه اللقاءات لصياغة مقترح وثيقة تقدم إلى الفصائل الفلسطينية للنقاش، مع أن تصريحات وزير الخارجية الجزائري السالفة الذكر توحي بوجود تصور لدى الجزائر بشأن عقد مؤتمر عام، وخاصة أن إرجاء موعد القمة العربية وتأخير انعقادها قد يمنح الجزائر مساحة أكبر من الوقت في هذا الاتجاه.
وكالات