كشف رئيس اتحاد الأعمال بفالنسيا الاسبانية عن تضرر العديد من المنتجات الصناعية للبلاد جراء تأزم العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر ومدريد.
وخلال اجتماع جمع نائب المدير العام للمديرية العامة للتجارة الدولية للمفوضية الأوروبية، دينيس ريدونيت برئيس اتحاد الأعمال لمجتمع فالنسيا (CEV) ونائب رئيس المدير التنفيذي سلفادور نافارو، اشتكى الأخير من معاناة القطاع الصناعي بأكمله في البلاد.
كما عبر رئيس اتحاد الأعمال لمجتمع فالنسيا عن قلق رجال الأعمال التابعين لمنظمته من شلل العلاقات التجارية بين البلدين.
وأوضح سلفادور أن القطاع الصناعي بأكمله يعاني من انقطاع الصادرات والواردات، خاصة منتجات الزجاج والطلاء والسيراميك والكيماويات والبلاستيك والمنسوجات والأحذية والأغذية والرخام وغيرها الكثير.
كما عبر رئيس الاتحاد عن تخوفه من فقدان حصتهم في السوق الجزائرية مقارنة بالمصدرين الأوروبيين الآخرين.
الكشف عن حجم خسائر اسبانيا الاقتصادية بعد الأزمة مع الجزائر
وفي 23 سبتمبر 2022، كشفت صحيفة اسبانية عن حجم الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها مدريد جراء الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر في ظرف شهرين.
وقالت صحيفة “ذي أوبجكتف” الاسبانية إنه بناء على أرقام وزارة التجارة الإسبانية، فإن الصادرات نحو الجزائر انخفضت بـ235 مليون يورو في شهري جوان وجويلية، اللذين طُبّق فيهما حظر على دخول المنتجات الإسبانية إلى الجزائر بعد قرار تعليق معاهدة الصداقة بين البلدين.
كما أشارت الصحيفة نقلا عن وزارة التجارة الإسبانية إلى إن تصدير المنتجات الإسبانية انخفض إلى 28.6 مليون يورو في جويلية، مقابل 155.6 مليون في نفس الشهر من العام الماضي، وإلى 66.6 مليون يورو في جوان مقارنة بـ174 مليون في نفس الفترة قبل عام.
وباعتماد النسب المئوية، يكون تراجع الصادرات قد بلغ نسبة 81% في جويلية، و71% في جوان، مقارنة بالعام الماضي.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن ما يثير القلق، أن ما وصفته بالحصار الجزائري يسير في اتجاه واحد، إذ لا تقدر الحكومة الإسبانية على التعامل بالمثل مع نظيرتها الجزائرية، لأنها بحاجة ماسّة للغاز القادم من الجزائر.
وتشير البيانات إلى أن قيمة الواردات الإسبانية من الجزائر بلغت 514.6 مليون يورو في شهر جويلية، بزيادة 41.9% عن نفس الشهر من العام الماضي. أما في جوان، فقد بلغت الواردات 663.1 مليون يورو، أي بنمو قدره 49.1%. وهكذا، في وقت زادت الواردات الإسبانية من الجزائر بنسبة 45.8% خلال شهرين، خسرت الشركات الإسبانية 70% من مبيعاتها في السوق الجزائرية.
وتابعت الصحيفة القول أن الصادرات الإسبانية نحو الجزائر انخفضت بـ235 مليون يورو في شهري جوان وجويلية، اللذين طُبّق فيهما حظر على دخول المنتجات الإسبانية إلى الجزائر
وأشارت إلى أن أكثر القطاعات تضررا في إسبانيا، هي مصانع الخزف التي بلغت خسائرها 40 مليون يورو، وفق الجمعية المهنية للمصنعين. ويشير هذا المصدر، إلى أن المستوردين الجزائريين باتوا لا يقبلون حتى منتجات الشركات الإسبانية المصنعة في بلدان أخرى، وهو حل كان قد استخدم في السابق لتفادي الحظر على المنتجات القادمة مباشرة من إسبانيا نحو الجزائر.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام إسبانية، فإن منتجي الخزف الإسبان يخشون انقطاع العلاقات تماما مع زبائنهم الجزائريين، خاصة وأن الجزائر بعد إيطاليا كانت السوق الرئيسي الذي صدرت إليه الشركات الإسبانية منتجاتها.
وجاءت هذه الأزمة، لتقلب تماما السوق، ففي وقت كان يأمل مصنعو الخزف في بلوغ صادرات بقيمة 120 مليون يورو، وجدوا أنفسهم يتكبدون خسائر بنحو 25 مليون يورو في ظرف 50 يوما فقط.
وأدى كل ذلك لمناشدة الصناعيين الإسبان رئيس الحكومة بيدرو سانشيز لإيجاد حل للأزمة مع الجزائر وإيقاف نزيف الشركات الإسبانية.
موقع إسباني: هذا ما جنته مدريد من أخطاء سانشيز مع الجزائر وفرنسا
ويوم 20 سبتمبر 2022، عدد موقع إخباري اسباني الأخطاء التي وقع فيها رئيس الحكومة بيدرو سانشيز مع الجزائر وفرنسا.
وقال موقع “فوزبوبولي”، في مقال له بعنوان “من الخطأ الجزائري إلى المقاطعة الفرنسية: ما تخسره إسبانيا بسبب أخطاء الرئيس”، أن ازدراء خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو لعلم الولايات المتحدة عام 2003 سبب فتورًا في العلاقات مع واشنطن استمر قرابة عقدين.
وربط الموقع ذلك مع ما حدث مع الجزائر وأشارت إلى أن التحول المؤيد للمغرب في مارس الماضي سيطيل الأزمة مع الجزائر في ظل ضعف إسبانيا في مواجهة التحديات الإستراتيجية الحقيقية خاصة إذا قررت الجزائر زيادة أسعار الغاز.
كما أشار الموقع إلى أن مصادر مقربة من شركة الغاز الاسبانية ناتورجي أكدت أن العلاقة بين رئيس سوناطراك توفيق حكار وناتورجي فرانسيسكو رينيس مجمدة منذ ستة أشهر. بالإضافة إلى التهديد الدائم بأن الجزائر سترفع سعر الغاز أو تقليل العرض أو تقصير مدته، وبالمقابل “تتفاوض إدارة سوناطراك على التجديد منذ أسابيع مع دول أخرى، مثل إيطاليا التي التقى رئيسها ماريو دراجي أربع مرات بالرئيس عبد المجيد تبون، منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا وأصبح بيدرو سانشيز رئيسًا غير محبوب في الجزائر”.
كما أشار الموقع الإسباني إلى قيام إيمانويل ماكرون بتقارب استراتيجي مع الجزائر، حيث وقع (في 28 أوت) اتفاقية مع الرئيس تبون تشهد بـ “ديناميكية جديدة لا رجعة فيها” في العلاقات بين البلدين. وبطبيعة الحال ، فإنه يستمر في إعاقة الالتزام الإسباني تجاه “ميدكات”.
وقال الموقع أن رئيس الوزراء الاسباني سانشيز ارتكب ثلاثة أخطاء وهي:
1– الاعتقاد بأن تأثير إسبانيا في أوروبا أكبر مما تتمتع به بالفعل.
2- الثقة في أن ألمانيا ستؤكد قوتها في إقناع بروكسل بضرورة تمويل شركة “ميدكات”.
3- ازدراء رد فعل الحكومة الفرنسية، التي ليس لديها ما تكسبه والكثير من الأشياء لتخسرها مع المشروع.
وتابع الموقع القول إن فرنسا أكثر قدرة على مواجهة أزمة الغاز الروسي بفضل الاستقلال الذي وفرته لها محطات الطاقة النووية.
وأضاف أن خط “ميدكات”من شأنه أن يولد الصداع بسبب تكلفة الأعمال (بتمويل مشترك من قبل الاتحاد الأوروبي) والمعارضة المحتملة من قبل الجماعات البيئية.
وقال الموقع أن ماكرون لم يقصر في إعاقة خط “ميدكات” وليس من قبيل المصادفة أن رئيسة الوزراء الفرنسية ، إليزابيث بورن ، برفقة حاشية من وزراء المنطقة الاقتصادية ، قدمت الأربعاء بانوراما للطاقة لفرنسا لا وجود فيها لإسبانيا.
وذكرت صحيفة “El Periódico de la Energía” الجمعة. عرضت بورن رسمًا بيانيًا لتبادل الطاقة والشركاء الذين يمكنهم المساهمة بشيء للدولة الفرنسية. كانت ألمانيا وإيطاليا على الخريطة وغابت عنها إسبانيا.
وأوضح الموقع الاسباني أن محاولة سانشيز للانضمام إلى ألمانيا لم تسر على ما يرام في الإليزيه. المشكلة بالنسبة للرئيس الإسباني هي أن وزير الخارجية أولاف شولتس لم يستجب للغربة الاسبانية لأن خط “ميدكات” هو رهان على المدى المتوسط والطويل، ولأن ألمانيا لديها مشكلة إمداد خطيرة على المدى القصير.
حزب إسباني: فرنسا وإيطاليا احتلتا مكان مدريد في الجزائر بسبب سانشيز
وسوم 7 سبتمبر 2022، قال ألبرتو نونيز فيجو، الأمين العام لحزب الشعب، أكبر أحزاب المعارضة الإسبانية، إن سياسة رئيس الحكومة بيدرو شانشيز الخارجية، جعلت كلا من فرنسا وإيطاليا تستفيدان من موقع بلاده في الجزائر.
وقال ألبرتو نونيز فيجو، في حوار تلفزيوني، إنه لأول مرة يرى رئيس حكومة يقود سياسة خارجية ضد الجميع، إلى درجة أن إيطاليا وفرنسا سارعتا لاحتلال مكان إسبانيا في الجزائر بعد إلغاء معاهدة الصداقة، بعد انقلاب موقفه من نزاع الصحراء الغربية.
وزير خارجية اسبانيا السابق: سانشيز اختار أسوء توقيت للعبث مع الجزائر (فيديو)
وشهر أفريل 2022، قال وزير الخارجية الإسباني السابق، خوسيه مانويل مارغالو، أن حكومة بيدرو سانشيز اختارت أسوء توقيت لخلق أزمة مع الجزائر، وأن ثمن ذلك سيكون كبيرا في حال قررت وقف ضخ الغاز.
وقال مارغالو خلال حوار مع “تلفزيون مدريد” إنها “كانت أسوأ لحظة للعبث مع الجزائر”، خاصة في سياق الحرب في أوكرانيا، حسبه، حيث أن روسيا لديها 30٪ من إمدادات الغاز العالمية ويمكن أن تقطع ضخ نحو أوروبا في أي لحظة.
وحذر من عواقب تغيير سياسة اسبانية الخارجية تجاه القضية الصحراوية، والتي من بين نتائجها على حد قوله “إنه يمكن للجزائر أن ترفع الأسعار في أي وقت تريد ولا أستبعد أنهم سيخبروننا ذات يوم بوجود مشاكل في خط أنابيب الغاز وهو معطل”.
وشهر مارس الماضي، وصف دبلوماسي إسباني سابق ما جاء في رسالة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز إلى ملك المغرب بأنّه “محرج للغاية”.
وحسب ما نقلته صحيفة “إل إنديبندينتي”، فقد اعتبر سفير سابق لم تكشف عن هويته، أنّ “الشعور بالعار” أصبح سائدا بين أفراد السلك الدبلوماسي الإسبان بعد الكشف عن فحوى رسالة سانشيز.
وقال الدبلوماسي الإسباني:”تحتوي الرسالة على نقاط غير عادية ومفاجئة. لأنه على الساحة الدولية نادرًا ما تكتب دولة تواجه صعوبات مع دولة أخرى مثل هذه الرسائل”.
وأضاف:”إذا كانت هناك صعوبات في العلاقات بين بلدين، فإن ما يفعله البلدان هو الجلوس والتفاوض والإعلان بشكل مشترك عن نوع من الاتفاق”.
وتابع:”رسالة سانشيز أحادية الجانب. ومحتواها محرج للغاية.. إنه أمر غير مفهوم وغير معتاد من وجهة النظر الرسمية. كما أنه من غير المعتاد أن يكون متلقي الرسالة هو من ينشرها على الملأ”.
” ولم تحتوي رسالة سانشيز على أي ذكر لقرارات الأمم المتحدة ولا لسبتة ومليلية. ولم تحصل إسبانيا على أي ضمانات مكتوبة من المغرب فيما يتعلّق باحترام السيادة الإسبانية على المدينتين”، يقول المتحدث.
“كما لم تتحصّل إسبانيا على ضمانات من المغرب بالتخلّي عن استخدام الهجرة كأداة ضغط”، يضيف الدبلوماسي، قبل أن يعقّب :” لا يوجد ردّ مغربي على هذه الرسالة. لأن الردّ المغربي كان الدعاية فقط”.
الشروق