أظهر تقرير حديث لرائد عالمي في الأمن السيبراني أن برمجياته الدفاعية أحبطت ما لا يقل عن 29.7 مليون هجمة ضد الجزائر في عام 2022، منها أكثر من 19 مليون تهديد طال عناوين بريد إلكتروني جزائرية.
وأفاد بيان لـ”تراند ميكرو” الشركة المتخصصة في الأمن السيبراني العالمي، تلقت “الشروق” نسخة منه، بأن برمجياته اكتشفت وأحبطت أكثر من 19 مليون تهديد طال عناوين بريد إلكتروني لجزائريين، كما منعت أكثر من 400 ألف هجوم ضار استهدف عناوين URL، و34 ألف مس مضيفي عناوين URL، إلى جانب تحديد وإيقاف أكثر من نصف مليون هجوم باستعمال برمجيات خبيثة.
وصرح المدير الإقليمي لمنطقة شمال إفريقيا بـ”تراند ميكرو” أشرف سراج، بأن “التطورات التكنولوجية أتاحت عالما من الفرص للمنظمات في الجزائر، لكنها جاءت أيضا بتحديات مختلفة في مجال الأمن السيبراني، كما أدى تعقيد المشهد الرقمي إلى زيادة كبيرة في التهديدات السيبرانية التي يمكن أن تعرض العمليات والبيانات الساسة للشركات إلى الخطر”.
وأضاف أنه “من الأهمية بمكان أن يكون لدى الشركات فهم شامل لنقاط الضعف لديها، واعتماد نهج أمني متعدد الطبقات لتأمين بنيتها التحتية الرقمية، و”تراند ميكرو” ملتزمة بتزويد الشركات الجزائرية بالأدوات والخبرات اللازمة لتتمكن من الإبحار المشهد السيبراني الذي يتطور ويتحول باستمرار”.
وعلى الصعيد الدولي، سلط التقرير الذي حمل عنوان “إعادة التفكير في الأساليب الدفاعية”، الضوء على الزيادة كبيرة في عمليات اكتشاف التهديدات العالمية، حيث كشفت عن نموها بنسبة 55 بالمائة، فضلا عن ارتفاع في عدد البرمجيات الخبيثة بواقع 242 بالمائة.
والتقرير الذي أعدته مؤسسة “تراند ميكرو” اليابانية، سلط الضوء على الاتجاهات التي لها آثار مهمة على مستقبل الأمن الرقمي والسيبراني، وشدد على أن الجهات الفاعلة في التهديد كانت تستهدف بشكل عشوائي المستهلكين والمؤسسات، مما جعل عام 2022 عاما صعبا لمحترفي الأمن السيبراني.
وقبل أشهر، أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن الجزائر تواجه حربا سيبرانية مسعورة للتشويش على البناء الوطني، منوها بجهود منتسبي الصحافة الوطنية في التصدي لها.
واعتبر رئيس الجمهورية أن هذه الحرب ينفذها بالأصالة أو بالوكالة محترفو الأكاذيب حقدا على الجزائر التي استعادت دورها الريادي على الصعيد الإقليمي والدولي، وسعيا منهم إلى التشويش والتضليل في هذه المرحلة من البناء الوطني.
ومطلع شهر أفريل الماضي، حذر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، من المنظمات التخريبية التي تعمل على استغلال وسائل تكنولوجية متطورة لأغراض التجسس والتخريب والعمل على فك الرابطة الوثيقة التي تجمع بين الشعب ومؤسساته.
وحسب شنقريحة، فإن الدرك الوطني يسجل نتائج مشجعة في مجال محاربة الجريمة الإلكترونية، وذلك من منطلق أن “الفضاء السيبراني قد أصبح مسرحا للجريمة المنظمة والهجمات ضد المواقع الحكومية”.
الشروق