عبر ثلاثة أسرى من قيادات الحركة الأسيرة في سجن نفحة الصحراوي للاحتلال الاسرائيلي عن تقديرهم لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، و لموقف الجزائر الداعم دائما للقضية الفلسطينية، مستنكرين في ذات الوقت قرار التطبيع المخزي لنظام المخزن المغربي مع الكيان الصهيوني.
و أعرب الأسرى و هم حسام زهدي شاهين و ناصر عويص و ماجد المصري في رسالة بعثوا بها لمحاميهم, تحصلت “وأج” على نسخة منها, عن شكرهم للجزائر, مؤكدين على انه “بهذه الروحية النبيلة لاتزال ثورة الجزائر تنبض في فلسطين, والتعاون الاعلامي المشترك بين الجزائر وفلسطين هو شريان حياتها”.
و دعا الاسرى إلى مزيد من التفاعل مع دعوة الرئيس تبون, التي أثلجت صدور الفلسطينيين ورحب بها الرئيس الفلسطيني, محمود عباس, “لاستضافة الفصائل الفلسطينية على طريق تحقيق المصالحة الوطنية, و استلهام العبر من تجربة الثورة الجزائرية العريقة في محطتها الفارقة بين ما قبل وما بعد انشاء جبهة التحرير الوطني”.
كما دعوا “بأمل ومحبة كل القوى والتنظيمات الجزائرية الحرة, وكذلك الجماهير الجزائرية العظيمة الى ممارسة أعلى أشكال الضغط المعنوي على الكل الفلسطيني بغية انجاز المصالحة الوطنية على قاعدة سلطة شرعية واحدة نحو انجاز الاستقلال و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة انطلاقا من مربع حركة التحرر الوطني, وليس من أي مربع آخر”.
“هذا هو التأثير الحقيقي الذي يدق جدران زنازيننا بإنسانية ومحبة, ويجعلنا نستقبله وقوفا على أقدامنا المكبلة بالسلاسل والإبتسامة ترتسم على وجوهنا, هكذا تفاعلنا مع إعلان الرئيس الجزائري, السيد عبدالمجيد تبون لأخيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن فتح خزينة الدولة التي تمر بضائقة اقتصادية صعبة, لكنها لم تبخل على امداد الخزينة الفلسطينية الفقيرة أصلا بمبلغ مائة مليون دولار ليتقاسم معنا شعب الجزائر كعادته لقمة العيش الكريم, ويعلن بسخاء وكرامة عن فتح أبواب الجامعات الجزائرية لتقديم ثلاثمائة منحة دراسية للطلبة الفلسطينيين”, يضيف الاسرى.
و اكدوا على ان “الجزائر, الثورة, لازالت تعيش فينا, حتى و إن لم نعش يوما واحدا فيها, وكلما قرأنا عنها قصة, أو جاءنا منها خبر طيب, اتسعت بطيفها زنازيننا الضيقة, وحلقت أرواحنا فوق أسوار السجن وبنادق السجان, وهي تعانق مفدي زكريا وكل شهداء الجزائر فوق أنقاض سجن “بربروس”.
و بخصوص التطبيع مع الكيان الصهيوني, قال الاسرى ان “جماعة التطبيع التي تسيطر عليها فكرة المصالح التافهة التي تقايض الكرامة والوطن الراسخ رسوخ التاريخ بمجموعة امتيازات زائلة, زوال الانسان نفسه الذي لطخ سمعته ودنس وطنه بآثار أقدام الغزاة, هذه الجماعة القليلة في بحر الجماهير العربية الأصيلة, ستبقى رهينة القوى الخارجية, لن تجد لها مكانا في صفحات المجد, لأنها صارت سكينا في غمد الطغاة”.
و تابعوا : “كل من يشد القضية الفلسطينية نحو اتجاهات تشوهها سرعان ما سيجد نفسه منزوع الإرادة, وخاضعا للإملاءات الخارجية, وغير قادر على الدفاع عن أبسط القيم والمبادئ النضالية التي تقوم عليها حركة التحرر الوطني (…)”.
و اضافوا انه “يجب أن تكون ندا حقيقيا حتى تحترم وتنتصر على أعدائك وتنتزع حريتك, هذا ما علمتنا إياه الثورة الجزائرية, وكل ثورات العالم التي أنجزت واجباتها, و نحن نقاتل الاستعمار الصهيوني بروح الثورة الجزائرية, لأن الإعلام الجزائري بمختلف مشاربه الفكرية والسياسية يقف إلى جانبنا بروح الثورة الفلسطينية, وحنجرة المواطن الجزائري, وقبضات أبناء الشعب الجزائري العظيم تصدح بأصواتنا المعذبة, وتطرق أبوب ومسامع العالم بزنود جزائرية حررت الجزائر وهي تمتد نحو فلسطين”.
و لم يفوت الاسرى الفرصة للتعبير عن سعادتهم بتتويج المنتخب الجزائري لكرة القدم بكأس العرب, حيث هنأ هؤلاء “الخضر”, قائلين : “هنيئا للجزائر حكومة وشعبا بفوز منتخبها الوطني بكأس العرب الذي تلألأ بين سواعد الأحرار, وهنيئا بإعلامها الحر الذي لايزال يحرس الكلمة الصادقة التي تعبر عن نبض الجماهير, وتعكس طموحاتهم وهمومهم”.
يذكر أن ناصر عويص أسير محكوم عليه بمؤبدات في سجون الاحتلال, وهو قائد كتائب شهداء الأقصى, بينما الأسير حسام شاهين, من القدس المحتلة, فهو من قيادات الصف الأول لحركة فتح, معتقل منذ أكثر من 20 عاما ومحكوم عليه بالمؤبد.
أما الأسير ماجد المصري فقد أمضى أكثر من 20 عاما في سجون الاحتلال الصهيوني وهو محكوم عليه بالمؤبد.
و يتواجد الثلاثي في سجن نفحة, على بعد حوالي 200 كم عن مدينة القدس المحتلة, و يعتبر من أشد السجون الاسرائيلية قسوة حيث استحدث خصيصا للقيادات الفلسطينية من المعتقلين.
المصدر وكالة الأنباء الجزائرية