وضرب الزلزال الذي بلغت قوّته 7.2 درجات هايتي قرابة الساعة 8.30 (12.30 بتوقيت غرينتش) على بعد 12 كيلومترًا من مدينة سان لوي دو سود التي تبعد بدورها 160 كيلومترًا من العاصمة بور أو برنس وفق المركز الأمريكي لرصد الزلازل.
وأدّى الزلزال إلى انهيار كنائس ومحال ومنازل ومبان علق مئات تحت أنقاضها.
ويواصل السكان انتشال الضحايا المحصورين تحت الأنقاض، في جهود أشادت بها الحماية المدنيّة، قائلة إن “عمليات التدخل الأولى أتاحت سحب كثيرين من تحت الأنقاض، بينما تواصل المستشفيات استقبال جرحى”.
وقالت الحماية المدنية إن حصيلة ضحايا الزلزال ارتفعت إلى 304 قتلى على الأقل، إضافة الى مئات الجرحى والمفقودين.
وقال المسؤول عن الحماية المدنية جيري شاندلر إن 3 مراكز استشفاء في بيستيل وكوراي وروزو بلغت أقصى قدراتها الاستيعابية.
هذا وأعلن رئيس الوزراء أرييل هنري أن “الحكومة أقرت في الصباح حال الطوارئ لمدة شهر عقب وقوع هذه الكارثة”، داعيًا السكان إلى “التحلي بروح التضامن” وعدم الاستسلام للذعر.
وفي واشنطن عرض الرئيس جو بايدن مساعدة الولايات المتحدة، قائلا في بيان “أحزنني الزلزال المدمر الذي ضرب سان لوي دو سود في هايتي هذا الصباح”، مشددًا على إعداد “استجابة أمريكية فورية” لـ “تقييم الأضرار” ومساعدة المصابين.
وكان مسؤول في البيت الأبيض قال لصحفيين إن بايدن “أقر استجابة أمريكية فورية وكلف مديرة الوكالة الأمريكية للمساعدة الدولية (يو إس ايد) سامانتا باورز تنسيق هذا الجهد”.
انهيار فندق ومنازل
عند الساحل الجنوبي لهايتي انهار فندق “لو منغييه” المتعدد الطبقات بالكامل في لاس-كايس ثالثة أكبر مدينة في البلاد.
وانتشلت جثة مالك الفندق العضو السابق في مجلس الشيوخ بهايتي غابرييل فورتوني، من تحت الأنقاض بحسب شهود. وأكد رئيس الوزراء وفاته في وقت لاحق.
وشعر سكان مجمل البلاد بالزلزال، وتعرضت مدينة جيريمي التي يقطنها أكثر من 200 ألف نسمة عند الطرف الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة لأضرار كبيرة في وسطها المكون بصورة أساسية من منازل ذات طبقة واحدة.
وقال جوب جوزيف أحد سكان جيريمي “سقط سقف الكاتدرائية. الشارع الرئيسي مغلق. هنا يتركز كل نشاط المدينة الاقتصادي”.
وأورد تاماس جان بيار “لقد جن الناس. الأهل حملوا أبناءهم وغادروا المدينة بعد انتشار شائعات عن تسونامي”.
وكان المركز الأمريكي للجيوفيزياء أصدر تحذيرا من حدوث تسونامي إثر الزلزال، وسرعان ما ألغاه.
ومدينة جيريمي الشهيرة باسم مدينة الشعراء معزولة نسبيًا عن البلاد كون الطريق الوطنية التي تعبر الجزيرة لم تنجز بعد.
ذكريات 2010 الأليمة
ولا يزال البلد الأفقر في القارة الأمريكية يستذكر زلزال 12 كانون الثاني/يناير 2010 الذي دمر العاصمة والعديد من المدن.
وقُضى يومها أكثر من 200 ألف شخص وأصيب أكثر من 300 ألف آخرين، فضلًا عن تشريد مليون ونصف مليون من السكان.
وبعد أكثر من 10 سنوات على هذا الزلزال المدمر، لم تتمكن هايتي الغارقة في أزمة اجتماعية سياسية حادة، من مواجهة تحدي إعادة الإعمار.
يذكر أن هايتي هي إحدى بلدان البحر الكاريبي، وتعد أقدم جمهورية من أصل أفريقي في العالم وتبلغ مساحتها نحو 28 ألف كيلومترًا مربعًا.
ويقدر عدد سكان هايتي بنحو 12 مليون نسمة 95% منهم أفارقة جلبوا إليها في ظل العبودية في القرنيين السابع عشر والثامن عشر الميلادي.