أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، في بيان لمكتبه اليوم الأحد، الحداد الرسمي غداً الإثنين على ضحايا الزورق الذي غرق الليلة الماضية قبالة سواحل طرابلس شمال لبنان.
وقال بيان ميقاتي: “نعلن الحداد الرسمي غداً على ضحايا الزورق الذي غرق ليل أمس قبالة طرابلس، وتنكس حداداً الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدّل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع المناسبة الأليمة”.
وأضاف البيان أنّ ميقاتي أجرى اتصالاً بوزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وطلب منه التوجه إلى طرابلس وتقديم كلّ ما يلزم لعائلات الضحايا.
كما كلّف ميقاتي الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير بأن يكون إلى جانب الأهالي المفجوعين وبتقديم كل المساعدات الممكنة لهم.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، أعلنت السلطات اللبنانية إنقاذ 47 شخصاً أحياء من المياه اللبنانية، وانتشال 6 جثث بينهم طفلة، فيما يجري البحث عن مفقودين من مركب للمهاجرين بشكل غير قانوني من لبنان باتجاه أوروبا كان يقلّ أكثر من 70 شخصاً.
#الميناء_حزين#طرابلس pic.twitter.com/W887BNbsTP
— Mirna.A.D. (@Mirna57903374) April 24, 2022
وأدّى غرق الزورق إلى موجة احتجاجات شعبية في مدينة طرابلس، ازدادت وتيرتها عقب تشييع بعض الضحايا، حيث قام بعض ذوي الضحايا وحشود من سكان المدينة الغاضبين بإطلاق النار في الهواء بشكل كثيف وإحراق مكاتب انتخابية لسياسيين ومرشحين للانتخابات النيابية المقبلة، كما قاموا بطرد الجيش اللبناني من بعض أحياء المدينة وسط اتهامات له بالمسؤولية عن غرق الزورق.
مأساة طرابلس يحكيها هذا الطفل بتفاصيلها.. ماذا حصل بلسان هذا الطفل الذي كبُرَ قبل أوانه pic.twitter.com/ibFnn7qNUA
— رُضوان (@radwanmortada) April 24, 2022
توتر امام ثكنة القبة في طرابلس pic.twitter.com/psdfAqlfAD
— صوت كل لبنان vdlnews 93.3 (@sawtkellebnen) April 24, 2022
بدوره، أوضح قائد القوات البحرية في الجيش اللبناني العقيد الركن هيثم ضناوي في مؤتمر صحافي ملابسات غرق مركب طرابلس، مشيراً الى أنّ المركب الذي غرق صناعة 1974 وصغير طوله عشرة أمتار وعرضه 3 أمتار والحمل المسموح له هو 10 أشخاص فقط ولا وجود لوسائل أمان فيه.
وأكد أنّ دورية حاولت حث الزورق الغريق للعودة لأن الوضع غير آمن ولو لم نوقف الزورق لغرق خارج المياه الإقليمية اللبنانية، مضيفاً: “قائد المركب حاول الهرب فارتطم بمركب القوات البحرية للجيش اللبناني ولم يتم استعمال السلاح من قبل عناصرنا”.
وبحسب مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة فإنّ 1570 شخصاً هاجروا أو حاولوا مغادرة البلاد عبر البحر خلال عام 2021 معظمهم من اللاجئين السوريين ومن بينهم 186 لبنانياً.
وتتزايد محاولات الهجرة غير الشرعية من لبنان باتجاه دول أوروبيّة، من قبل لبنانيين وسوريين، في ظلّ تدهور غير مسبوق للأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة وارتفاع معدّلات الفقر، في بلد يمر بأزمة صنفها البنك الدولي على أنها واحدة من أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ أواسط القرن التاسع عشر.