تحت عنوان: “تهديد فاغنر يتزايد في وسط مالي” قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، إن مرتزقة فاغنر الروس يتقدمون في وسط دولة مالي، حيث بات ينتشر الآن على ما يبدو أكثر من 300 من القوات شبه العسكرية والجنود الروس شمال العاصمة باماكو، بما في ذلك بضع عشرات منهم سيتم نشرهم في تمبكتو حيث توجد قوات الخوذ الزرق الأممية لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، مما يطرح مشكلة التعايش بين هاتين القوتين الدوليتين بأهداف ومبادئ وقواعد اشتباك مختلفة تماما.
كان رجال مجموعة فاغنر والمدربون الروس المحتملون إلى جانب القوات المسلحة المالية، قد وصلوا إلى مالي بأعداد صغيرة منذ منتصف ديسمبر الماضي عن طريق الجو. لكن وفقا لمصادر “لوموند”، فإنهم لم يمروا عبر الضوابط الحدودية المعتادة في مطار باماكو وتم إنزالهم سراً في نهاية المدرج، وبالتالي فإن هوياتهم غير مؤكدة. ثم تم نقلهم عن طريق البر تدريجيا إلى وسط مالي على الرغم من النفي الرسمي من قبل السلطات المالية.
واعتبرت “لوموند” أن نشر رجال فاغنر أو الجنود الروس في وسط مالي ليس بالأمر الهيّن؛ حيث إن السلطة المركزية في مالي تخلّت عن وسط البلاد في السنوات الأخيرة، وفوّضت جزءا من الأمن لميليشيات الدفاع عن النفس المحلية، المتّهمة بارتكاب انتهاكات. في الوقت نفسه، تجنبت فرنسا دائما وبحذر، اشتباك جنود عملية “برخان” في تلك المنطقة.
وتساءلت “لوموند”: “هل الطغمة العسكرية في مالي التي استولت على السلطة بعد انقلاب أغسطس 2020، ستميل هنا إلى الانقلاب على أمل بدء استعمار عسكري، في وقت تتزايد الضغوط الخارجية والداخلية؟”. واعتبرت الصحيفة أنه إذا نجح العسكريون في اجتذاب شعبية محلية معينة من خلال شن محاكمات مناسبة للغاية ضد شخصيات من الأنظمة السابقة، فإن السلطات الانتقالية تحاول الآن الرهان على تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى نهاية فبراير 2022. وقد رفضت معظم الأحزاب السياسية المالية بالفعل هذه النية الواضحة للاحتفاظ بالسلطة. كما أن الدول والمنظمات الحاضرة في البلد منزعجة وقلقة بشأن تدهور الوضع في مالي، التي كان لها بالفعل تأثير خطير على جيرانها.
وتتجه كل الأنظار الآن إلى قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي ستعقد في 9 يناير. وبينما قام مبعوثو الحكومة الانتقالية المالية في الأيام الأخيرة بجولة في عواصم المنطقة لتقديم أجندتهم الجديدة، يظهر “خط من الغضب” بين رؤساء دول غرب أفريقيا، حسب مصدر فرنسي. وقال الأخير: “حتى أولئك الذين كانوا أكثر ترددا في تشديد العقوبات، مثل توغو، يرون أنهم وصلوا إلى نهاية منطقهم”.
بعد إعلان حظر السفر على العديد من حكام البلاد حاليا، يمكن للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أن تفرض حصارا على الحدود وتطالب بتجميد حسابات مالي في البنك المركزي لدول غرب أفريقيا. وهي إجراءات يمكن أن تؤدي إلى انهيار الاقتصاد المالي الهش، ودفع جزء من السكان إلى ردود فعل القومية. فالجميع داخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا غاضب من السلطات المالية.
يمثل تقدم مجموعة فاغنر في مالي مشكلة أيضا بالنسبة لفرنسا. على الورق، لا تتعايش القوات الروسية والفرنسية. حوالي 300 إلى 400 كيلومتر تفصل بين تمبكتو وموبتي وغاو، حيث احتفظت قوة “برخان” بقاعدتها الرئيسية. لكن الجيش الفرنسي يقدم أيضا دعما قتاليا للجيش المالي.