تقع مدينة مكناس في شمال شرق المملكة المغربية، وتبعد عن العاصمة الرباط مئة وأربعين كيلومتراً شرقاً، تعتبر كلمة مكناس من الكلمات الأمازيغية، التي تعني المحارب، وتعرف مدينة مكناس بكونها مدينة ذات طابع فلاحي خصب، وتعتبر من أهمّ المدن التي لعبت دوراً مهماً في تاريخ الغرب الإسلاميّ، يبلغ عدد سكان المدينة المليون نسمة، وتبلغ مساحتها 79210كم2، أي ما يعادل 11 بالمئة من إجمالي مساحة المملكة المغربية، وتقسم مدينة مكناس إلى قسمين، الأول هو عمالة المنزه، والقسم الثاني هو عمالة الإسماعيلية.
شيد هذه المدينة العاهل العلوي المولى اسماعيل في نهاية القرن السابع عشر لتكون عاصمة لملكه، وتفنن في بنائها وإبداعها، فجلب اليها الأيدي الفنية العاملة التي شيدت الأبواب الهائلة وكأنها تنبثق من الأرض، وكذلك الأسوار اللامتناهية المحيطة بالاصطبلات والمخازن العظيمة، وقد رسم المولى اسماعيل بنفسه الخطوط الرئيسة للقصور والحدائق والأحواض ويذهب بعيدا في تحقيق أمانيه الشاسعة التي طالما كانت تفوق الأحلام. ومكناس هي احدى العواصم التاريخية الأربع للمملكة المغربية.
تأسست مدينة مكناس في عام 711 من طرف قبيلة مكناسة الأمازيغية ، ومنها تستمد اسمها. هي واحدة من المدن الإمبراطورية الأربعة في المغرب وسادس أكبر مدينة في المملكة وفقا للتعداد وكانت عاصمة للمغرب في عهد مولاي إسماعيل (1672-1727). وتم تسجيل مدينة مكناس تراثا تاريخيا لليونسكو منذ عام 1996.
في تعداد عام 2014، بلغ عدد سكان مدينة مكناس 520428 نسمة بعدما كان في عام 2004، 469169 نسمة.
هناك العديد من الآثار العظيمة والمهمة التي يأتي السياح لمشاهدتها، ومن أعظم هذه الآثار: باب المنصور الضخم، الذي ذاع أسمه بسبب النقوش الفسيفسائية الموجودة عليه. القصر الملكي المشهور بأسواره القديمة. مسجد بريمة. القصر الجامعي الذي يعتبر من أهمّ المتاحف للفنّ المغربي.
تتميز مكناس بمناخ معتدل صيفا يميل إلى البرودة في فصل الشتاء، وتمتاز بنواح جبلية رائعة أهمها إفران التي يلقبها السياح ب«سويسرا القارة الأفريقية» بسبب فيلاتها الجميلة ومناظرها الشبيهة بجبال «الألب» بثلوجها وأشجارها الباسقة، كما تحتوي على مركز تزلج في جبل مشليفن (2000 متر) وهبري (1.600 متر) إضافة إلى مدينتي آزرو وخنيفرة المشهورتين بصناعتهما التقليدية العريقة وكونهما مركزين للصيد والقنص وبمناخهما الجبلي الصحي.
بحكم موقعها الجغرافي في سهل سايس، أحد أخصب الأحواض الفلاحية المغربية، وبفضل الموارد المائية المهمة التي تتوفر عليها المنطقة، تعتبر الفلاحة والصناعات الغدائية والفلاحية من أهم الأنشطة الاقتصادية للمدينة، إلى جانب صناعة الأخشاب والصناعة التقليدية والسياحة.
رغم ذلك، تعاني المدينة منذ عقود من مشاكل اقتصادية واجتماعية متفاقمة من تجلياتها ارتفاع نسبة البطالة (18.8% في 2017، وهو من أعلى المستويات الوطنية) وعدم استغلال مؤهلاتها السياحية والاقتصادية.