كشف اتحاد المغرب العربي، الاثنين، عن موقفه من الأزمة الدبلوماسية التي تعصف بالعلاقات بين تونس والمغرب جراء استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “بوليساريو” إبراهيم غالي.
وعبر الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش في بيان له موقع بمدينة مراكش المغربية، عن أسفه لما آلت إليه الأمور بين تونس والمغرب بسبب الزيارة التي أداها زعيم البوليساريو خلال ندوة تيكاد-8.
وأوضح البكوش أنه نصح تونس بالقیام بمبادرة صلحیة إثر قطع العلاقات بین الجزائر والمغرب، ثم بعقد خلوة مغاربیة بين وزراء خارجية الدول المغاربية والأمین العام لصالح الحل السیاسي في لیبیا، إلا أنه شاهد “بكل أسف وألم فرصة أخرى تھدر وتغیب فیھا المبادرة بمناسبة انعقاد القمّة الیابانیة الأفریقیة الثامنة بتونس”.
وقال الأمين العام لاتحاد المغرب العربي إنه تفاجأ بأزمة جديدة في العلاقات الثنائية بين تونس والمغرب وهي علاقات “تمرّ بامتحان عسیر آخر یضاف إلى ما یعیشه المغرب الكبیر من أزمات”.
وتابع بقوله: “لكلّ هذا نغتنم فرصة استجابة لیبیا وموریتانیا أخیرا لدعوتنا إلى عقد خلوة مغاربیة لوزراء الخارجية مع الأمین العام خاصة بالأزمة اللیبیة لنوجّه نداء في العلن إلى الدول المغاربیة لاستكمال الاستجابة لعقد الخلوة الخماسیة وإنجاحھا واغتنام مناسبتھا لتحقیق الأھداف التالیة: صیاغة خطة سلام في لیبیا. وعقد لقاءات ثنائیة على هامش الخلوة لحل المشاكل الثنائیة. وتعیین أمین عام جدید یواصل العمل الذي أنجزناه مغاربیا وأفریقیا ودولیا خلال السنوات الست الماضیة وفي الأثناء أواصل تحمل مسؤولياتي كاملة”.
والجمعة، استدعت تونس سفيرها بالمغرب للتشاور، بعد استدعاء المملكة المغربية سفيرها بتونس، ومقاطعتها أعمال القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الأفريقي “تيكاد 8″، وذلك لاستقبال الرئيس سعيد، زعيم جبهة “البوليساريو” للمشاركة في القمة.
ومن جانبها، ردت تونس في بيان لوزارة خارجيتها، مشددة على أنها “حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء الغربية التزاما بالشرعية الدولية، وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلا سلميا يرتضيه الجميع”.
وأوضحت تونس أن الاتحاد الأفريقي “قام في مرحلة أولى بصفته مشاركا رئيسيا في تنظيم ندوة طوكيو الدولية بتعميم مذكرة يدعو فيها كافة أعضاء الاتحاد الأفريقي بما فيهم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية للمشاركة في فعاليات قمة تيكاد-8 بتونس، ووجه رئيس المفوضية الأفريقية، في مرحلة ثانية دعوة فردية مباشرة للجمهورية الصحراوية لحضور القمة”.
ولاحقا، اعتبرت وزارة الخارجية المغربية بيان نظيرتها التونسية أنه “ينطوي على العديد من التأويلات والمغالطات”، مضيفة أنه “لم يزل الغموض الذي يكتنف الموقف التونسي، بل ساهم في تعميقه”.
عربي 21