أعلنت القوة الجوفضائية، التابعة لحرس الثورة في إيران، السبت، استهداف الأراضي الفلسطينية المحتلة بعشرات الصواريخ والمسيّرات، رداً على عدوان الكيان الصهيوني ضد القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأكد البيان الصادر عن قيادة حرس الثورة أنّ العملية التي تحمل اسم “الوعد الصادق” تأتي “في إطار معاقبة النظام الصهيوني على جرائمه”، بما في ذلك الهجوم على القسم القنصلي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق واستشهاد القادة العسكريين والمستشارين الإيرانيين.
وأوضح البيان أنّ العملية تمت بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي وتحت إشراف الأركان العامة للقوات المسلحة وبإسناد رجال الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومساندة وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة.
وتابع البيان أنّ أبطال حرس الثورة ردوا على جرائم الاحتلال وهاجموا الأهداف العسكرية المهمة لـ”جيشه” في الأراضي المحتلة ودمروها بنجاح.
وطمأن البيان الشعب الإيراني بأن حرس الثورة وبقية القوات المسلحة الإيرانية ستدافع حتى الرمق الاخير عن المصالح القومية وستحبط محاولات الأعداء لزعزعة أمن واستقرار البلاد.
بدورها، أكدت الخارجية الإيرانية أنّ القوات المسلحة الايرانية قامت بهجمات عسكرية على قواعد عسكرية تابعة للاحتلال الإسرائيلي انطلاقاً من حقها المشروع في الدفاع عن نفسها وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وقالت إنّ الهجوم جاء رداً على الاعتداءات المتكررة للكيان الصهيوني واستهداف المستشارين العسكريين الإيرانيين المدعويين من قبل الحكومة السورية، ولا سيما الهجوم الاخير على الأماكن الدبلوماسية الإيرانية في دمشق.
واستطردت بأنّ اعتماد إيران على الإجراءات الدفاعية لأعمال حقها في الدفاع المشروع يعكس نهجها المسؤول تجاه حفظ السلام والأمن الإقليمي والدولي، في حين يواصل الكيان الصهيوني جرائم الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني إضافة الى مواصلته اعتداءاته العسكرية المتكررة على دول الجوار واشعال المنطقة أكثر.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن 3 موجات من الطائرات المسيّرة انطلقت من إيران نحو “إسرائيل”، وقال الناطق باسم “الجيش” الاحتلال الإسرائيلي إنّ إيران أطلقت عشرات الطائرات المسيّرة، مساء السبت.
وذكرت مصادر إسرائيلية لإذاعة “جيش” الاحتلال أنّ الهجوم الإيراني على “إسرائيل” سيتضمن صواريخ “كروز” أيضاً، وليس طائرات مسيرّة فقط، وهو ما أكده حرس الثورة في إيران، عبر قوله إن “الرد يشمل عشرات المسيرات والصواريخ”.
وأكد المحلل السياسي في موقع “والّاه” الإسرائيلي، باراك رافيد، نقلاً عن مسؤول أمني وصفه بـ “الكبير” في كيان الاحتلال، أنّ الهجوم الإيراني يتضمن مئات من الطائرات الهجومية من دون طيار.
ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى مسيّرات انطلقت من اليمن، وأعلنت بلدية “حيفا” المحتلة حالة الطوارئ في ظل هذه الأحداث.
وقدّرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن تحاول إيران مزامنة هجوم الطائرات من دون طيار مع صواريخ أسرع، والتي سيتم إطلاقها لاحقاً، موضحةً أنّ الطائرات المسيّرة البطيئة يمكن استخدامها لتشتيت انتباه الدفاعات الإسرائيلية.
ووفقاً لمصدر أمني، أصدرت حكومة الاحتلال تعليمات تضمنت الدخول لملاجئ أكثر حماية من الصواريخ الدقيقة.
وتفاعلت حالة هلع وقلق في الجبهة الداخلية، التي أُصدرت فيها إجراءات مشددة وفقاً لتقديرات أمنية، إذ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ كلّ السياسيين الإسرائيليين تلقوا أوامر بالبقاء في “إسرائيل” وإلغاء سفرهم إلى الخارج.
من جهته، أعلن المتحدث باسم “الجيش” الإسرائيلي، دانييل هغاري، تغييرات في سياسة الجبهة الداخلية يسري مفعولها ابتداءً من الساعة الـ11:00 من مساء اليوم السبت، وتستمر لغاية الساعة نفسها من يوم الاثنين المقبل.
وفي تفاصيل الإجراءات، “يُسمح في غلاف غزّة بالتجمع في المناطق المفتوحة حتى 100 شخص، وفي المناطق المبنية حتى 300 شخص، وتغلق الشواطئ”، بينما لم يُسمح في مستوطنات أخرى إلا بتجمّع 30 إسرائيلياً في المناطق المفتوحة، و300 في المبنية.