أفادت وكالة “رويترز” للأنباء بأنّ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، “CIA”، وليام بيرنز، قام بزيارةٍ غير معلنة إلى السعودية ، هذا الأسبوع، والتقى المسؤولين فيها، وأكد تعزيز التعاون الاستخباري بين البلدين.
وذكرت المصادر أنّ الزيارة استهدفت “إظهار التزام الولايات المتحدة المصالح المشتركة، ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب”.
وقال مسؤول أميركي أن بيرنز زار المملكة العربية السعودية، “حيث التقى نظراءه في الاستخبارات وقادة البلاد بشأن المصالح المشتركة”.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنّ بيرنز أعرب عن إحباطه من السعوديين، وفقاً لأشخاص مُطلعين، حيث أخبر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أنّ الولايات المتحدة شعرت بالصدمة من تقارب الرياض الأخير مع إيران وسوريا.
وأشار بيرنز، حسب المصادر، إلى أنّ تقارب الرياض الأخير كان مع “الدول التي لا تزال تخضع لعقوبات شديدة من قِبل الغرب، وقد تمّ تحت رعاية المنافسين العالميين لواشنطن”.
شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية اضطرابات طوال العامين الماضيين، ولا سيما بعد تعهد الرئيس الأميركي، جو بايدن، جعل السعودية دولة “منبوذة”.
وعلى رغم التوتر بين الولايات المتحدة والسعودية في الأعوام الأخيرة، فإن العلاقات بين البلدين، ظلت قوية، عسكرياً واستخبارياً، بحيث اختتمت الولايات المتحدة والسعودية مؤخراً أول مناورة مشتركة لمكافحة الطائرات من دون طيار، في مركز اختبار عسكري جديد في الرياض.
وبالإضافة إلى جهود وكالة الاستخبارات المركزية لتعزيز العلاقات بالسعودية، اتخذت المملكة أيضاً خطوات لتوسيع شراكاتها العسكرية والاقتصادية مع الولايات المتحدة.
ووقعت السعودية مؤخراً صفقة ضخمة مع شركة “بوينغ” الأميركية، قيمتها 37 مليار دولار لشراء أكثر من 120 طائرة. وقال البيت الأبيض آنذاك إنّ الاتفاقية يمكن أن تخلق أكثر من مليون وظيفة في 44 ولاية في الولايات المتحدة.
إلّا أنّ التطورات الأخيرة في المنطقة، وخصوصاً الإعلان المفاجئ لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بوساطة صينية، أثارت تساؤلات بشأن مستقبل العلاقات الأميركية السعودية.
وأثّرت العلاقات المتنامية للسعودية بكل من الصين وروسيا في العلاقات الأميركية السعودية مؤخراً، ليظهر حديث متكرر بشأن إمكان أن تؤدي هذه العلاقات إلى الابتعاد عن تحالف السعودية التقليدي مع الولايات المتحدة.
وكان الناطق باسم البيت الأبيض الأميركي قال، في تصريح، الإثنين الماضي: “لا نتفق مع السعودية في كل الأمور، لكننا لا نزال شركاء”.
يُذكر أنّ وكالة الأنباء البحرينية، أعلنت أنّ ملك البحرين استقبل مدير “CIA” في العاصمة المنامة، في زيارةٍ غير معلنة مسبقاً، ولا محددة المدة، كما بحث الجانبان العلاقات الثنائية، وسُبل تطوير “مُختلف جوانب التعاون بينهما”.
