نشرت صحيفة الشرق الأوسط، كاريكاتير يعبر عن الصراع التي يواجهه العالم من حروب وأوبئة، حيث اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية وسط انتشار جائحة كورونا التي بلغت الإصابات أكثر من 443 مليون حالة.
على مدار التاريخ الإنسانى شهد العالم العديد من الأوبئة والطواعين التى حصدت أرواح ملايين البشر، وكنت سبب فى دمار الحياة الإنسانية، وتسببت فى انهيار الأنظمة الاقتصادية بل وأيضا سبب انهيار إمبراطوريات، وتوقف فتوحات وحروب. لكن أيضا انتشرت تلك الأوبئة لعدة عوامل اجتماعية وصحية، ومنها ضمن أسباب اندلاع الحروب، وذكر العديد من المؤرخين وقائع انتشار الأوبئة بسبب ظروف الحرب وآليات القتل الممنهج التى كانت تقع بسبب تلك الحروب، ومن هذه الوقائع:
الطاعون يظهر فى الحرب البيلوبوتيسية
الحرب البيلوبوتيسية
جل المرض ظهوره بأثينا عام 430 قبل الميلاد خلال ثاني سنوات الحرب البيلوبونيسية، وعلى حسب ما نقله المؤرخ ثوسيديديس نشأ هذا الوباء بجنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا عند مناطق بجنوب إثيوبيا وانتقل منها نحو مصر قبل أن يحل بأثينا عن طريق ميناء بيرايوس الذي اعتمد عليه الأثينيون خلال الحرب مع إسبرطة.
فمع اندلاع المعارك، امتلك الإسبرطيون وحلفاؤهم أعدادا كبيرة من الجنود فركزوا جهودهم على الحملة البرية، وفى المقابل امتلكت أثينا عددا هاما من السفن والبحارة ففضلت الانسحاب خلف أسوار المدينة وشن حملة بحرية ومهاجمة قوات إسبرطة انطلاقا من البحر، وبسبب الانسحاب، تزاحم عدد كبير من السكان داخل أسوار أثينا وسط ظروف صحية سيئة مسهّلين بذلك عملية انتشار الوباء.
سقوط بغداد
بعد سقوط عاصمة الدولة العباسية بغداد فى 14 فبراير 1258م، استباحوا دم الناس، ورغم اختلاف التقديرات حول عدد القتلى في بغداد إلا أنه من المتفق أنَها كانت أعدادا ضخمة جدا، وقد تناثرت الجثث في الطرقات كأنها التلول، ثُم تساقطت عليهم الأمطار فتغيرت صورتهم، وأنتنت المدينة من جيفهم، وتغير الهواء، واضطر هولاكو أن ينقل مخيمه من المدينة بِسبب رائحة العُفونة التي انطلقت من جيف القتلى.