خلص استطلاع للرأي قام به “البارومتر العربي” إلى أن المغرب نجح في كسب رضا أغلب مواطنيه بخصوص تدبير أزمة جائحة فيروس “كورونا” المستجد، إذ تصدّر المغرب، وفق استطلاع حديث، دولَ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مستوى أعلى نسب الرضا عن أداء الحكومة أثناء الجائحة.
وبلغت نسبة الرضا عن أداء الحكومة في تدبير جائحة “كورونا” في المغرب 86 في المئة، وركزت آراء المواطنين المستجوبين على استجابة الحكومات للجائحة بالاستناد إلى عاملين أساسيين، وهما نوعية الرعاية الصحية وآثار جائحة “كوفيد” على الاقتصاد؛ وفق ما ذكرت صحيفة “هسبريس” الإلكترونية.
وحسب المصدر نفسه، فإن المواطنين المغاربة يَعتبرون أن الحكومة أحسنت تدبير الآثار الاقتصادية والصحية المترتبة عن كوفيد 19 في آن واحد؛ بينما لم تتعدّ نسبة المعبّرين عن رضاهم عن أداء الحكومة في لبنان 16 في المئة، لتكون بذلك صاحبة أدنى المعدلات المسجلة في البلدان التي جرى فيها استطلاع الرأي الذي أنجز خلال الفترة ما بين آذار/ مارس ونيسان/ أبريل 2021.
واستطاعت الحكومة أن تحافظ على نسبة رضا عن الرعاية الصحية متقاربة بين الفترة التي كان فيها عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا قليلاً والفترة التي بلغت فيها الإصابات ذروتها، إذ أعرب 52 في المئة من المغاربة خلال شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل عن رضاهم تجاه نظام الرعاية الصحية، بانخفاض طفيف قدره 6 نقاط مقارنة مع معدلي تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2020، حين لم تكن حالات الإصابة بلغت ذروتها بعد.
وسجّل استطلاع البارومتر العربي أن غالبية بسيطة من المغاربة (56 في المئة) يروْن أن الحكومة أحسنت الأداء في ما يتعلق بإبقائها على الأسعار منخفضة.
وحسب المعطيات التحليلية الواردة في استطلاع “البارومتر العربي”، فإن ما يميز المغرب عن الدول الأخرى التي جرى فيها الاستطلاع، وهي الجزائر وتونس وليبيا والأردن ولبنان، هو أن حملة التطعيم التي أطلقتها الحكومة المغربية كانت فعّالة، إذ تلقى حوالي تسعة ملايين ونصف مليون مغربي الجرعة الأولى من اللقاح على الأقل إلى حد الآن.
ويفيد الاستطلاع بأن المغاربة متحمسون للحصول على لقاح فيروس كورونا، ويُحتمل أن يصل عدد الذين سيُطعمون باللقاح، إذا توفر، إلى 77 في المئة على الأقل من إجمالي السكان، وهي أعلى نسبة تطعيم بالمقارنة مع باقي البلدان الخمسة التي جرى فيها الاستطلاع.
وتتواصل عملية التطعيم، حيث بلغ عدد المستفيدين من الجرعة الثانية من اللقاح إلى حدود مساء أول أمس الأربعاء، 7 ملايين و683 ألفاً و878 شخصاً، فيما تلقى 9 ملايين و369 ألفاً و489 شخصاً الجرعة الأولى.
وأعلن عن تسجيل 500 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، و303 حالات شفاء، وأربع وفيات جديدة خلال 24 ساعة.
ورفعت الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 524 ألفاً و975 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 آذار/ مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 512 ألفاً و97 حالة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 9221 حالة، ووصل مجموع الحالات النشطة إلى 3657 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال 24 ساعة، 20 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 192 حالة، أربع منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و97 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي، أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ(كوفيد-19) فقد بلغ 6.1 في المئة.
وأفاد موقع “اليوم 24” أن مراكز التطعيم في مدن مغربية مختلفة عاشت خلال الآونة الأخيرة على وقع احتقان غير مسبوق بسبب عدم تمكّن مجموعة من المواطنين من الاستفادة من الجرعة الأولى من اللقاح ضد فيروس كورونا. ونفى سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للتطعيم، ما أشيع حول توقف المراكز عن إعطاء الجرعة الأولى من اللقاح للمواطنين، من خلال الجزم بالقول إنها أصبحت تستقبل فقط أصحاب المواعيد المتعلقة بالجرعة الثانية بعد أن أضحى المغرب على حافة استنفاد ما تبقى من مخزونه من اللقاح.
وأكد في الآن ذاته أنّ مخزون اللقاحات ضد فيروس كورونا، لم يتبقّ منه الكثير في انتظار التوصل بالشحنات الجديدة، ويتعلق الأمر بمليون ونصف المليون جرعة من لقاح “سينوفارم” الصيني و650 ألف جرعة من لقاح “أسترازنيكا” في إطار آلية “كوفاكس” العالمية لتأمين اللقاحات، قبل أن يفصح أنّ المغرب وخلافاً لبعض الدول، حرص على استفادة المواطنين من الجرعتين الأولى والثانية.
وأشار في تصريح للموقع المذكور أن عملية التطعيم ما زالت مستمرة دون مشاكل تذكر وأنّ من لديهم مواعيد مسبقة، هم فقط من سيستفيدون من الجرعة الأولى بعد أن تقاطر على مراكز التطعيم في مدن متفرقة، مجموعة من المواطنين بسبب جواز سفر اللقاح، ما جعلهم يحجّون بكثرة إلى مراكز التطعيم، رغم أنّ البعض منهم لم تحن بعد مواعيد تلقيهم اللقاح، والبعض الآخر انقضت التواريخ المحددة لاستفادتهم من التطعيم ولم يحترموها.
القدس العربي