غاب لمدة سنتين متتاليتين بسبب الأوضاع الصحيّة، وها هو يعود مستغلاً عودة الحياة إلى طبيعتها ليجد ترحيب آلاف التونسيين من شمال البلاد إلى جنوبها. إنه معرض تونس الدولي للكتاب الذي انطلق أول مرة سنة 1982 زارعاً عادة جميلة لدى أجيال متتالية من التونسيين، وهي اللهفة على شراء الكتب، وما أجملها من لهفة. مبروك المناعي مدير الدورة 36 للمعرض، أكد لـ«البيان» أن هذه الدورة هي دورة الأمل والتحدّي من أجل عودة معرض عزيز على قلوب التونسيين قُراءً وناشرين، مشيراً إلى استقبال هذه الدورة لـ150 ناشراً تونسياً و 300 ناشر من 20 بلداً.
يتميّز معرض تونس الدولي للكتاب بالأنشطة الثقافية المرافقة له من ندوات ولقاءات فكرية بلغت 10 ندوات و20 لقاءً حواريّاً مع كتّاب ومفكرين تونسيين وعرب، مثل الروائي والشاعر الأردني جلال برجس الحائز مؤخراً الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر العربية» عن روايته «دفاتر الورّاق»، التي أكد صاحبها أن هذه الرواية ستتحوّل إلى مسلسل ضخم من المنتظر بثّه في شهر رمضان من سنة 2023 ويضمّ نخبة من نجوم الدراما العربية.
الشاعر التونسي عبد العزيز قاسم تحدث عن تجربته في الشعر في ركن «تجربتي مع الشعر». في نفس الركن، الشاعر اللبناني شوقي بزيع تحدث عن قصّته مع الشعر قائلاً «وحدها القصيدة الجيدة قادرة على المقاومة، أما القصيدة الرديئة فترتقي إلى مرتبة الخيانة».
من جهة أخرى، كان الأدب الفرنكفوني محور اهتمام إحدى الندوات الفكرية التي طرحت تساؤلات حول التونسيين مستعملي اللغة الفرنسية، بشأن سبب تمسكهم بلغة ليست لغتهم الأم، وتهميش لغتهم الأصلية، العربيّة. كانت مصر حاضرة في المعرض من خلال لقاء حواري حول «العلاقات الثقافية التونسية المصرية». أما موريتانيا، فهي ضيف شرف المعرض. تتميّز موريتانيا بامتلاكها لثروة من المخطوطات الأصلية. وهنا يقول مبروك المناعي لـ«البيان» إن هذه الأسباب دفعت لاختيار موريتانيا ضيف شرف المعرض.
المصدر البيان