لحوم متعفنة، قوانص دجاج فاسدة، لحم مفروم داخل آلة الفرم لأكثر من يوم…هي عينة بسيطة مما تكتشفه المداهمات اليومية للمصالح الرقابية، لدى بعض الجزارين النظاميين عبر الوطن، وهي تصرفات غير مسؤولة ولا أخلاقية قد تؤدي بالمستهلك إلى الوفاة تسمّما، ما يتطلب حيطة وحذرا عند شراء اللحوم بأنواعها.
كشفت الدوريات الأخيرة لمصالح أعوان الرقابة التابعين لوزارة التجارة وبمشاركة البياطرة، الكثير من التجاوزات والسلوكات غير المسؤولة في بعض محلات الجزارة بأنواعها والمطاعم عبر ربوع الوطن.
فمن حجز كميات من اللحوم غير صالحة للاستهلاك، إلى عرض لحم غير مختوم ومذبوح بطريقة غير شرعية للبيع، وبيع لحم مفروم سريع التلف وتركه في المبردات، وحجز نقانق فاسدة أو مصنوعة بطريقة غير صحية، وبيع دجاج مشوي فاسد..هي عينة مما تضبطه مختلف الهيئات الرقابية من تجاوزات ومخالفات، قامت لجنة حفظ الصحة والوقاية لبلدية الشريعة، في خرجة رفقة الطبيب البيطري للقسم الفرعي الفلاحي بالشريعة، والأمن الوطني، بجولة تفتيشية للمحلات التجارية مؤخرا، وتم على إثر ذلك ضبط محل به بقرة مذبوحة بطريقة غير شرعية وغير مختومة، إضافة للحم مفروم دون وجود طلب المستهلك. وبعد المعاينة من طرف الطبيب البيطري، تم حجز كمية تقدر بـ120كلغ، والتي تم إتلافها بحضور جميع الأطراف وصاحب المحل، بمركز الردم التقني بعد رش الكمية بملح الجير وردمها.
ووصل الأمر ببعض الجزارين، إلى درجة بيع دجاج غير صالح للاستهلاك إلى مطاعم الشواء، ولا ندري إذا كان صاحب المطعم على علم بوضعية الدجاج، أما تم خداعه.
وفي هذا الصدد، وعلى إثر الخرجة التفتيشية التي قامت بها مصلحة الوقاية والنظافة لبلدية سعيدة مؤخرا، فقد تم حجز وإتلاف 36 وحدة من الدجاج المشوي بوزن 40كلغ غير طازج وغير صالح للاستهلاك البشري.
كبد الدجاج بـ 800 دج للكلغ!!
ويشكو المواطنون بالخصوص، من ظاهرة التخزين غير الصّحي لقوانص الدجاج لدى الباعة، خاصة وأنها سريعة التلف. فبدل إتلافهم للقوانص التي يمر عليها أكثر من يومين في المحل، تجدهم يعرضونها للبيع مع خطورتها، وبسعر خيالي.
فكبد الدجاج لوحدها تباع بـ800 دج للكلغ.. !!ومثلها أجنحة الدجاج الفاسدة.. فلأن معظم الدواجن يتم إمساكها من أجنحتها، ما يتسبب في كسرها، ورغم ازرقاق الجوانح وتجمع الدم الفاسد فيها، يعرضها الباعة في المحلات وبمبلغ 250 دج للكلغ.
ويستغربُ المواطنون، إقدام بعض التجار على الغش خاصة في المواد الاستهلاكية سريعة التلف والتي قد تؤدي لوفاة مستهلكها. وهو ما تعكسه تعليقات رواد “الفايسبوك”، فشبه (عدنان .ع) التجار الغشاشين بـ “عصابة أشباه التجار وما أكثرهم..”. وقال (قاديرو) “بعض الجزارين وتهربا من المراقبة والتفتيش عبر الطرقات، يحضرون الذبائح غير المرخصة، في الصندوق الخلفي لسياراتهم”.
وفي الموضوع، أكد رئيس اللجنة الوطنية لتجار اللحوم، خير مروان في تصريح لـ “الشروق”، بأن بعض التجاوزات والسلوكات غير المسؤولة، موجودة في جميع القطاعات وليست حكرا على الجزّارين فقط، ومع ذلك يقول “نحن وباعتبارنا لجنة وطنية لتجار اللحوم، فنستنكر وبشدة مثل هذه التصرفات، والتي تضر بصحة المستهلك أولا، وتسيء إلينا كتجار للحوم ثانيا”.
وأضاف محدثنا، على المستهلكين أخذ الحيطة والحذر عند الشراء، فمثلا ممنوع شراء اللحم المفروم مسبقا، لأنه سريع التلف، كما أن اللحوم الحمراء والبيضاء الفاسدة تكون ظاهرة للعيان “فمثلا ترى لونها مزرقا أو تصدر منها بعض الروائح غير الطبيعية، والجزار النظيف نعرفه، من طريقة ترتيبه للمحل”.
ضبط 47 قنطار دجاج فاسد بتبسة
وبولاية عنابة حجزت الفرقة المختلطة للتجارة 156 كلغ من لحوم غير صالحة للإستهلاك، قادمة من مذبح غير شرعي. وتمثلت الكمية المحجوزة في قرابة 99 كلغ من اللحوم الحمراء و50 كلغ من اللحوم البيضاء بدون وسم وغير صالحة للإستهلاك، اضافة الى قرابة 4 كلغ من اللحم المفروم و2 كلغ من المرقاز الفاسد إضافة إلى قرابة 2 كلغ من كبد مجمد فاسد.
أما بولاية تبسة، وللمرة الثانية وفي ظرف أسبوع فقط، ضبطت لجنة حفظ الصحة والوقاية، المرفوقة بمفتش بيطري من القسم الفرعي الفلاحي بدائرة الشريعة، بحجز كمية من الدجاج يقدر وزنه بـ 4 قنطار و70 كلغ، اضافة إلى 10 كلغ من كبد الدجاج غير صالحين للاستهلاك. والكمية الفاسدة اكتشفها مصالح الأمن الوطني لدائرة الشريعة على متن وسيلة نقل غير مطابقة لشروط الصحة والنظافة.
وحسب المعلومات المتوفرة من خلية الاعلام والاتصال بلدية الشريعة، فالكمية المجوزة كانت محمولة في وسيلة نقل أو شاحنة صغيرة، مُبَرِّدها معطل، وبالتالي لم يحترم السائق احترام شروط نقل مواد سريعة التلف والمتمثلة في لحم دجاج وكبد الدجاج.
وتم إتلاف المحجوزات بحضور المصالح المعنية، بعد رشها بملح الجير وردمها في حفرة عميقة.