خرجوا للعب فرحاً بعد انتهاء العام الدراسي، لكنهم للأسف لم يعودوا، هذه هي قصة الأطفال الثلاثة عبد الرحمان، 7 سنوات، إسحاق 8 سنوات ومحمـد الصالح، المدعو إبراهيم 12 سنة، ثلاثة إخوة من عائلة عيادي، لقوا حتفهم غرقاً ببركة مائية بالمكان المسمى وادي الزيات، ببلدية عين الزرقاء ولاية تبسة، هذه الحادثة خلقت فاجعة كبرى في الجزائر ومأساة هزّت قلوب كل من بلغ مسامعه فصولها بحيث تم تشييع الأطفال في جو مهيب شارك فيه أناس من ولايات أخرى تضامناً مع عائلة الضحايا.
الإخوة الذين كانوا يقطنون بمكان ليس بعيداً عن البركة، كانوا يلعبون، قبل أن يسقط أحد الإخوة في البركة ويحاول الثاني إنقاذه دون جدوى ليلتحق الأخ الثالث من أجل إنقاذ أخويه، لكن شاء القدر أن يلقوا جميعاً حتفهم في غياب أي أحد لمساعدتهم، حيث وجدوا جثثاً هامدة في البركة في الليل بعد أن أحس الأب بغيابهم وأدرك أن شيئاً مكروهاً حدث لهم، فبحث عنهم إلى جانب أصدقاء إلى أن تم العثور عليهم جثثاً هامدة في الماء في ظل وجود الوحل الذي تسبب في سحبهم للأسفل وعدم قدرتهم على المقاومة.
قال والد الضحايا «لقد أصبت في أعز ما أملك بسبب قيام أحد الأشخاص بحاجز ترابي من أجل جمع المياه وزوجتي في حالة انهيار»، مشيراً إلى أنه لن يسامح من تسبب في حرمانه من فلذات كبده.
أصبح وضع حواجز ترابية من قبل سكان الأرياف لتحويل مسار الأودية وتشكيل برك لسقي المزروعات والماشية، ظاهرة منتشرة بكثرة في ولاية تبسة الحدودية، وانتقد عدد من السكان عدم مراقبة السلطات قيام أحد الأشخاص بحاجز ترابي من أجل جمع المياه، حيث تشكل خطراً على الناس خصوصاً مع تهاطل كميات جد معتبرة من الأمطار، ما يؤدي إلى الانزلاق في أي لحظة باتجاه الوادي.
الحادثة تثير مجدداً دور السلطات المحلية وبالأخص البلدية في تأمين المحيط الذي يثير فضول الأطفال كالبرك والمجمعات المائية في زمن الصيف مع غياب مرافق للترفيه.
وكالات