أكد خبراء في مجال الصحة، أمس السبت، أن المغرب تمكن من القضاء على مرض شلل الأطفال، وذلك بفضل عمليات التلقيح والتشخيص المبكر التي اعتمدها منذ عقود لمحاربة هذا المرض.
وأبرز المتدخلون، في ندوة نظمتها الجمعية الوطنية لعلم الأوبئة الميداني، بتعاون مع الشبكة الشرق – أوسطية للصحة المجتمعية، عبر تقنية التناظر المرئي، تحت شعار ” القضاء على شلل الأطفال.. معا نكتب صفحة من التاريخ “، أن المغرب كان قد أطلق الاستراتيجية الوطنية لاستئصال شلل الأطفال القائمة على محاور تتمثل أساسا في ضمان تغطية تحصين عالية ضد شلل الأطفال قبل السنة الأولى وكذا المراقبة الفعالة للشلل الرخو الحاد.
وأضافوا أن هذه الاستراتيجية تقوم كذلك على إعداد خطة استجابة لمواجهة المخاطر في حالة اكتشاف فيروس شلل الأطفال، وتنفيذ أنشطة التخلص والاحتواء المختبري لجميع فيروسات شلل الأطفال والمواد التي يحتمل أن تكون معدية، مسجلين، في هذا السياق، أنه تم اعتبار المغرب خال من شلل الأطفال منذ سنوات عديدة.
وسجل المحاضرون أن المغرب كان على الدوام من بين الدول الأوائل التي اعتمدت هذه الخطة الجديدة للقضاء على شلل الأطفال، مضيفين أن العالم عموما “على السكة الصحيحة نحو القضاء على هذا الداء”.
من جهة أخرى، تطرق الباحثون إلى تاريخ ظهور داء شلل الأطفال وأسبابه، مبرزين أن هذا المرض قد فتك بصحة عدد هائل من الأطفال عبر المعمور، قبل أن يهتدي الأطباء إلى اللقاح.
وأوضح خبراء الصحة المشاركين، في هذه الندوة الدولية، أن هذا المرض ينتشر عادة نتيجة غياب النظافة، وينتقل عبر التنفس، ليشن هجومه على الجهاز المناعي، كما أنه يغزوا الجهاز العصبي، وقد يشل حركة الدماغ.
وفي السياق ذاته، سلطوا الضوء على الاستراتيجية العالمية الجديدة للمناعة في أفق 2030، مشيرين إلى ضرورة إعادة النظر في الخطط السابقة قصد اجتثاث شلل الأطفال، لاسيما في بعض البلدان التي لا تزال تعاني من انتشار المرض والتي يصل عددها إلى حوالي 20 دولة.
ودعوا، في هذا الصدد، إلى تكثيف الجهود ومضاعفة الموارد المخصصة لمكافحة داء الشلل، منوهين بعمل منظمة الصحة العالمية التي تركز جهودها على الدول التي ينتشر فيها هذا المرض تحت شعار “عالم خال من شلل الأطفال”، وبالخطة العالمية الجديدة التي تتوقع استئصال شلل الأطفال في 2026.
علاوة على ذلك، قدم خبراء الصحة لمحة تاريخية حول تطور هذا المرض عبر التاريخ والكفاح من أجل الوصول إلى “حل معجزة”، الشيء الذي تحقق عام 1988، مشيرين إلى المبادرة التي قادتها منظمة الصحة العالمية من أجل الحد من انتشار شلل الأطفال، مبرزين أن هناك تقدما عالميا في هذا الاتجاه، إلا أن هناك دولا لا تزال تعاني من هذا المرض العضال.
يشار إلى أن جمعية الصحة العالمية الحادية والأربعون اعتمدت، في عام 1988، قرارا باستئصال شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم، وقد أدى ذلك إلى إطلاق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، برعاية كل من الحكومات الوطنية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الروتاري الدولية، ومراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها واليونيسيف، وبدعم من شركاء رئيسيين.
مصدر الخبر الاصلي موقع : سلطانة