خلف تداول صور وفيديوهات للطفل ريان وهو يقبع في قعر بئر ووجهه شاحب وتعلوه كدمات وبعض الدماء، تأثرا واسعا واكبه استنكار لنشر مثل هذه الصور.
وتلقفت منابر إعلامية صور الطفل في حالة سيئة، مسارعة إلى نشرها لتحقيق نسب كبيرة من المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت الذي ندد فيه خبراء باستغلال صور الطفل، سارع المجلس المغربي للصحافة إلى مطالبة نساء ورجال الإعلام للالتزام بأخلاقيات الصحافة في تغطية عملية إنقاذ الطفل ريان.
ضرورة احترام المهنية
في تعليقها على الموضوع، قالت الدكتورة نادية لمهيدي، الخبيرة في الإعلام والاتصال، إن بث صور ريان في حالة مزرية تحت الركام لا يمت للعمل الرصين بصلة.
وأكدت المتحدثة في تصريح خصت به “سكاي نيوز عربية”، أن صورة ريان داخل الجب موجهة فقط لمهنيي الإنقاذ لخدمة الخطة التي وضعتها السلطات لإخراج ريان من البئر، وبالتالي فهي ليست موجهة إلى الرأي العام.”
وأكدت أستاذة الصحافة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، أن نشر صورة ريان في تلك الحالة يضرب عرض الحائط أخلاقيات المهنة التي تنادي بإلزامية الحفاظ على الحق في الصورة.
ونبهت نادية لمهيدي إلى أن اقتراب عدد كبير من الصحفيين وتجمهرهم بطريقة عشوائية بمكان الحادث قد يعرقل عمل قوات الانقاذ ويقوض مساعيها لإنقاذ الطفل العالق.”
وأضافت: “الطفل ريان سيخرج سالما إن شاء الله، وسيكبر ولن يحب الصور التي نشرت عنه وهو في تلك الحالة. فالعالم الرقمي له ذاكرة لا تنمحي. فما الفائدة من نشر مثل هذه الصور؟! ولهذا فإنه على الاعلاميين أن يتطرقوا للمواضيع التي تهم الرأي العام، بدل استغلال الأوضاع لخلق الإثارة على حساب المهنية.”
وخلصت الأستاذة لمهيدي إلى أننا “ننتظر خروج الطفل ريان سالما، كما ننتظر من الصحافة أن تخرج ناجحة في امتحان المهنية العسير الذي تجتازه اليوم.”
سكاي نيوز