الباجي قائد السبسي واسمه الكامل محمد الباجي بن حسونة قائد السبسي (يُلفظ الاسم حسب الدارجة التونسية: الباجي قايد السبسي)،
ولد السبسي بسيدي بوسعيد في العاصمة التونسية عام 1926، عاش في أسرة فقيرة، وكان والده مزارع توفي وهو في سن التاسعة من العمر.
تلقى تعليمه بمدرسة الصادقية في تونس، ثم انتقل إلى فرنسا سنة 1948 أين درس المحاماة وتخرج من جامعة السربون.
عاد إلى تونس ليمارس المحاماة، إلى أن اختاره رئيس تونس الحبيب بورقيبة ليكون مستشارا له عام 1956.
ورأى العديدون في السبسي واحدا من رموز نظام الحبيب بورقيبة، وتقلد العديد من المناصب أثناء حكم الحبيب بورقيبة.
وفي 1963 عين على رأس إدارة الأمن الوطني بعد إقالة إدريس قيقة على خلفية المحاولة الانقلابية التي كشف عنها في ديسمبر 1962. عام 1965 عين وزيرا للداخلية بعد وفاة الطيب المهيري، وقد ساند من منصبه التجربة التعاضدية التي قادها الوزير أحمد بن صالح. تولى وزارة الدفاع بعد إقالة هذا الأخير في 7 نوفمبر 1969 وبقي في منصبه لغاية 12 جوان 1970 ليعين سفيرا لدى باريس. جمد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري عام 1971 على خلفية تأييده إصلاح النظام السياسي وعام 1974 وقع رفته من الحزب لينضم للمجموعة التي ستشكل عام 1978 حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة أحمد المستيري، وقد تولى في تلك الفترة إدارة مجلة ديمكراسي المعارضة. رجع إلى الحكومة في 3 ديسمبر 1980 كوزير معتمد لدى الوزير الأول محمد مزالي الذي سعى إلى الانفتاح السياسي، وفي 15 أبريل 1981 عين وزيرا للخارجية خلفا لحسان بلخوجة.
وكانت اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان قد وُجهت للسبسي حين توليه وزارة الداخلية بالتزامن مع اتهام نظام بورقيبة بتعذيب معارضيه السياسيين.
بعد انقلاب زين العابدين بن علي، تولى السبسي رئاسة البرلمان بين 1990و1991، ثم انسحب من السياسة ليعود إلى المحاماة.
عقب هروب زين العابدين بن على من تونس في يناير 2011، إثر قيام الثورة هناك، ثم استقالة محمد الغنوشي من رئاسة أول حكومة مؤقتة بعد الثورة، تم تعيين السبسي رئيسا للحكومة الانتقالية في تونس.
وظل السبسي يدير البلاد بشكل مؤقت إلى أن تولت حركة النهضة الإسلامية الحكم بفوزها بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في أكتوبر 2011. وكان السبسي دائم الهجوم على المتشددين ووصفهم بأنهم “أكبر خطر على تونس”، وقام في عام 2012 بتأسيس حزب “نداء تونس” لمواجهة حركة النهضة الإسلامية لـ “خلق التوازن مع الإسلاميين في المشهد السياسي”، حسب وصفه.
فاز السبسي بالانتخابات الرئاسية التونسية عام 2014 ليصبح الرئيس الرابع لتونس.
وأثار السبسي الكثير من الجدل بتصريحاته وقراراته، خاصة لدى الإسلاميين سواء داخل أو خارج تونس. ففي عام 2017، أمر السبسي بتكوين لجنة تتولى مسؤولية وضع تصورات متعلقة بالمساواة والحريات الفردية وفقا للدستور التونسي الصادر عام 2014 والمعايير حقوق الإنسان، لتنتهي بإصدار تقرير رفضته حركة النهضة الإسلامية.
وطرح السبسي مشروع قانون للمساواة في الإرث بين الرجال والنساء، باعتباره امتدادا للإصلاحات الاجتماعية التي بدأها في عهد بورقيبة، كما أثار الجدل كذلك لاقتراحه إلغاء تجريم المثلية الجنسية في البلاد.
وواجه حزب نداء تونس، الذي أسسه السبسي، أزمة كبيرة حيث استقال العديد من أعضائه احتجاجا على ما أسماه بعضهم “جمود سياسي” ومطالبة حافظ السبسي، نجل قايد السبسي، بالتخلي عن منصب رئيس الحزب، ليصرح السبسي علنا عن “عدم رضاه” عن أداء الحزب وتحدث عن “حملة مسعورة” ضده وضد ابنه بدعوى التوريث.
وفي الخامس والعشرين من جويلية 2019، أعلنت الرئاسة التونسية خبر وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي عن عمر ناهز 92 سنة، وكان قد نقل قبل يوم إلى المستشفى العسكري إثر “وعكة صحية”.