هو محامي وسياسي ووزير تونسي سابق. المستيري من مواليد 2 جويلية 1925 وهو مناضل زمن الاستعمار ومن بناة الدولة التونسية الحديثة في عهدها الجمهوري، ويلقب المستيري في تونس بـ”أبو الديمقراطية” لكونه أول من عارض في العلن الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، بعد تبنيه لخطة التعاضد الزراعي، وهو ما كلفه الاستبعاد من الحزب الاشتراكي الدستوري لسنتين منذ عام 1968، قبل طرده نهائياً منه عام 1973. وأسس الراحل عام 1978 أول حزب معارض في البلاد، أطلق عليه حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، وتم توقيفه وسجنه بعد 8 سنوات من تأسيس الحزب، قبل فترة قصيرة من انسحابه من الحياة السياسية. وعاد اسم المستيري إلى التداول بعد ثورة يناير 2011، إذ منحه تاريخه السياسي مكانة اعتبارية، جعلته الشخصية السياسية الأولى التي يتم اللجوء إليها في أي صراع أو خلاف.
تزوج أحمد المستيري سنة 1956 بسعاد شنيق، ابنت الوزير الأكبر الأسبق محمد شنيق، لديه خمسة أبناء، منهم أربعة أولاد وهم إدريس والطاهر وحاتم والمنصف، وبنت وهي سيمة.
رغم إجماع أغلب الأطراف السياسية على مصداقية الرجل ونصاعة ماضيه وتاريخه إلا أن الخلاف حول الجدوى من اختياره رئيسا مقبلا للحكومة التونسية، كان ينطلق من دواع لا تتصل بنزاهته أو بجدارته، بل كانت تنبع أساسا من كبر سنه وانتمائه إلى حقبة أخرى تختلف جذريا عن مرحلة أفرزت الحراك الثوري الممهد للثورة التونسية.
برز بدفاعه (بصفته محاميا) عن المناضلين الوطنيين أمام المحاكم الفرنسية العسكرية والمدنية، وتقول بعض المصادر التاريخية إنه تعرض إلى محاولة اغتيال على يد المنظمة اليمينية الفرنسية “اليد الحمراء”، وهي ذات المنظمة الضالعة في اغتيال فرحات حشاد في 5 كانون الأول 1952.
بعد مروره السريع على مسؤولية تمثيل تونس في مجلس الأمن للأمم المتحدة (على خلفية قضية القصف الفرنسي لقرية ساقية سيدي يوسف الحدودية في فبراير 1958) تسلم المستيري حقيبة المالية والتجارة. ثم تقلد منصب سفير في الاتحاد السوفييتي السابق عام 1960، وفي الجمهورية العربية المتحدة (قبل الانفصال عام 1961) ثم انتقل لترؤس الدبلوماسية التونسية في الجزائر، وعاد إلى تونس ليصبح وزيرا للدفاع انطلاقا من عام 1966.
توفي يوم الأحد 23 مايو 2021 ميلاديًّا، الموافق 11 شوال 1442 هجريًّا، عن عمر ناهز 96 عامًا، وحضر جنازته رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس البرلمان راشد الغنوشي.
هذا واعتبر رئيس الحكومة هشام المشيشي أن المستيري” أحد أبرز المناضلين الوطنيين زمن الاستعمار ومن بناة الدولة التونسية الحديثة بعد الاستقلال”.