تقع مدينة زليتن على الساحل الغربي لدولة ليبيا، وتبعد عن العاصمة طرابس في الاتجاه الشرقي حوالي 150 كيلومتراً، كما تحدها من الغرب مدينة تُسمى الخمس، ومن الشرق مدينة مصراتة، ومن الجنوب بني الوليد، ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط.
يبلغ عدد سكان مدينة زليتن ما يقارب من 231 ألف نسمة وذلك وفقاً لآخر الإحصائيات المقامة في عام 2012 م، ولعلّ أكثر ما يميّزها حصولها على المركز الأبرز في البلاد في مجال تعليم الفقه المالكي، وتحفيظ القرآن؛ والسبب في ذلك يعود إلى كونها واحدة من أهم المؤسسات التعليميّة في البلاد على مرّ 500 عام، ولعلّ أهمّ هذه المؤسّسات هي زاوية سيدي عبد السلام.
يُعد سكان مدينة زليتن من أهم أصحاب رؤوس الأموال في ليبيا، إذ يسيطرون على تجارة السوق الليبي في عدد من المجالات منها مجال البناء والمجوهرات والقرطاسية والمواد الجلدية وغيرها، بالإضافة إلى استثمارهم الأموال في شتى المشاريع الاستثمارية والصناعات المختلفة في المدينة،[٢]وتُعد الغالبية العظمى من سكان المدينة من الأصول المغربيّة الأمازيغية، بالإضافة إلى نسبة قليلة من المهاجرين العرب، ويعملُ سكان المدينة في المهن العامة المختلفة التي توفرها السلطات الإدارية في المدينة منها الأعمال الحرفية، ويُعد قطاع العمل الزراعي من أشهر القطاعات التي تعمل فيها نسبة عالية من سكان المدينة.[٣] تاريخ مدينة زليتن يرجع بداية وجود مدينة زليتن إلى العهدِ الروماني القديم الذي سيطر على العديد من مناطق شمال أفريقيا، وكغيرها من المدن خضعت مدينة زليتن إلى حُكم العديد من الشعوب إلى أن وقعت تحت حكم الأمازيغ الذي عملوا على نشر الثقافة واللغة الأمازيغية بين سكانها، واستمرت سيطرتهم عليها إلى أن فُتحت المدينة خلال حملة الفتوحات الإسلامية على المنطقة، وفيما بعد بدأ الإسلام بالانتشار بين سكان المدينة من الأمازيغ، وأصبحت مدينة زليتن خاضعة للحُكم العثماني، وكانت تُعد من أهم المدن التي ساهمت في نشر الدعوة الإسلامية، وذلك في مختلف المدن الليبية والأفريقية، فانتشرت المساجد في المدينة، ومجالس الكُتاب التي تهتم بتعليم اللغة العربية وأصول الدين الإسلامي، وبعد انتهاء الحُكم العثماني للمدينة وقعت زليتن وباقي المُدنِ الليبية تحت الحكم الإيطالي، والذي استمر إلى منتصف القرن العشرين للميلاد، وبعد انتهاء الاحتلال الإيطالي شهدت المُدن الليبية حالة من التطور العمراني التدريجي، ومن ضمنها مدينة زليتن التي أصبحت من أهم المدن في البلاد.
تتميّز مدينة زليتن عن غيرها من المدن باحتوائها على العديد من الجوانب الفكرية لعل أهمها الجانب الديني والذي يتمثّل في منارات تحفيظ القرآن، وكذلك حلقات دروس الفقه والحديث، ولعلّ أهمّ هذه المنارات هي منارة الشيخ عبد السلام الأسمر، وكذلك منارة السبعة، بالإضافة إلى منارة البازة، وزاوية الفطيسي، وهي الزاوية التي كانت مقصداً للكثير من الوافدين الذين يأتون بهدف حفظ القرآن ودراسة علومه.
تحتوي زليتن على مناطق زراعية مهمة على مستوى البلاد ككل خاصة منطقة الدافنية وكعام حيث المزارع المنظمة والمخطط لها أبان الاستعمار الإيطالي، ومنطقة إزدو حيث يوجد بها مشروع زراعي وحيواني كبير وكذلك اشتهرت منطقة ازدو الشمالية والجنوبية بزراعة القرعة ولكن في الوقت الحالى تكاد تنتهى لملوحة المياه الجوفية.
تشتهر زليتن بوفرة أشجار النخيل، مما يعتبر أحد أهم مصادر دخلها الزراعي والذي يغطى إنتاجها العديد من المدن الليبية جنبا بجنب مع مناطق أخرى كفزان وهون، كما أن زراعة أشجار الزيتون واللوز والكرم مزدهرة خاصة في (البر) جنوب زليتن على حدودها مع بني وليد.
تزدهر أعمال العملات وتجارة المجوهرات في المدينة، والذي يضم سوق الذهب والعملات وشركة الصرافة وشركة ويسترن يونين وشركة مونيغرام ومصرف الأهلي ومصرف الأمة ومصرف الصحاري في نفس المكان.