درنة هي مدينة جبلية تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر. ويشطر المدينة مجري الوادي إلى شطرين وهذا الوادي يسمى وادي درنة وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا، وفي 2011 يبلغ سكان مدينة درنه حوالي 200.000 تقريباً. وهي المركز الإداري لبلدية درنة وقد اشتهرت المدينة بموقعها وبأحراشها الجبلية حيث تسقى بمياه عذبة تتدفق إليها عبر قنوات الساقية من نبعين غزيرين أحدهما يعرف باسم عين البلاد، والثاني باسم عين بومنصور وهذا تنحدر مياهه من ربوة عالية إلى مسيل الوادي يسمى الشلال أو شلال بومنصور. ولقد تغنى شعراء الفصحى وغير الفصحى بجمال درنة وبخضرتها النامية وظلالها الوارفة وبمائها العذب وهوائها العليل، كما أشادوا بكرم أهلها ورقة طباعهم. وتحدّث كتّاب وسياح عرب وأجانب عن أحيائها وآثارها وسماها بعضهم عروس ليبيا ودرة البحر المتوسط.
مناخ درنة متوسطي، معتدل حار صيفا وبارد شتاء مع ميل إلى الاعتدال في الفصلين، وتتراوح درجات الحرارة خلال فصل الشتاء في المدينة ما بين 9 و20 درجة، فيما ترتفع صيفا لتفوق الأربعين درجة. ويبلغ معدل هطول الأمطار السنوي فيها حوالي 600 مم وهو معدل معتبر يمكن من تغدية المائدة المائية بكميات هامة تنعكس على منابع الماء العذبة والجداول التي يشكلها سيلان هذه المياه.
كانت مدينة درنة الليبية يطلق عليها العديد من الألقاب التي اشتهرت بها وأصبحت جزءًا منها ، وهذه الألقاب هي درة البحر الأبيض المتوسط ، وأيضًا عروس ليبيا ، ولم تكن تلك الالقاب افتراء ، ولكنها حقيقة وصفها كل من زارها ، سواء كان شعراء أو كتابًا أو حتى سائحين ، كانوا مفتونين بجمالها وروعة طبيعتها ، مما يجعلها حقًا عروسًا تطل على البحر الأبيض المتوسط.
خلافا للغرب الليبي المنتمي حضاريا وتاريخيا إلى المغرب العربي وكان ضمن دائرة نفوذ جمهورية قرطاج ولاحقا ضمن مقاطعة أفريكا الرومانية التي تضم تونس الحالية وغرب ليبيا وشرق الجزائر، فإن الشرق الليبي كان ضمن دائرة نفوذ الحضارة الإغريقية ومن ذلك مدينة درنة. فخلال الحقبة اليونانية التي عاشها شرق ليبيا بالتوازي مع الساحل المصري المتوسطي وتحديدا خلال الفترة الهيلينستية، عرفت درنة باسم إيراسا وكانت تشكل مع أربع مدن أخرى مملكة تسمى بيتاووس.
وبعد سقوط قرطاج وجدت روما الطريق معبدة للهيمنة على الحوض المتوسطي فاستولت على مناطق نفوذ القرطاجيين والإغريق على حد سواء وخضعت درنة لقرون إلى الرومان. وبعد سقوط روما وتشتت مستعمراتها بين الأمم الغازية والمتمردين أراد البيزنطيون في القسطنطينية الاستيلاء على إرث روما باعتبارهم الإمبراطورية الرومانية الشرقية والأحق بهذا الإرث فاستولوا على مناطق عديدة منها درنة ومحيطها.
واعتنق سكان درنة الإسلام منذ القرن الأول للهجرة مع قدوم العرب إلى إقليم برقة فتحا وهجرة، لتكون المنطلق لفتح المنطقة المغاربية وتأسيس حاضرة إسلامية هي مدينة القيروان التونسية تكون قاعدة الارتكاز لحكم بلاد المغرب الكبير والانطلاق نحو الأندلس. فأصبحت درنة وكذا محيطها مناطق نفوذ للدولة الإسلامية الجديدة في المدينة المنورة ولاحقا في الكوفة في عهد علي بن أبي طالب. ثم خضعت للأمويين في دمشق والعباسيين في بغداد والفاطميين في المهدية والقيروان في تونس قبل انتقال هذه الدولة إلى القاهرة للاقتراب من بغداد حيث الخلافة العباسية لإنهائها والحلول مكانها.
يوجد في مدينة درنة العديد من الأحياء الهامة ، والتي توجد فيها بعض المواقع التاريخية والأثرية الشهيرة ، وأهمها حي الساحل الشرقي ، وكذلك حي الساحل الغربي ، بالإضافة إلى حي البلاد ، منطقة المغار ، وكذلك حي وادي امبخ، وحي باب طبرق، بالإضافة إلى حي الجبيلة ،وحي السلام ، وحي الشيحا.
يوجد عدد ليس بالقليل من الشوارع المهمة ، والتي تشكل مجمع المدينة ، وأهمها شارع عمر فائق شنيب ، وكذلك شارع شهداء الزاوية، بالإضافة إلى شارع إبراهيم أسطة عمر ، وهناك شارع عمر المختار وشارع أحمد الرفاعي، بالإضافة إلى شارع بلال وشارع الكنيسة وشارع البلاد. هناك أيضًا العديد من الميادين في المدينة ، مثل ميدان البياسة الحمراء ، وميدان الزاوية ، بالإضافة إلى ميدان الصحابة وميدان بياسة الطير.
تضمّ مدينة درنة عدّة أماكن للترفيه، تجعلها مدينة جاذبة للسياحة إن كانت الداخليّة أم الخارجيّة، متمثلّة هذه الأماكن ببعض الحدائق الكثيرة فيها، وخاصّة الطبيعيّة منها، إضافة إلى حديقة الطفل الجديدة، والكورنيش، والأسواق التي تزخر فيها، كسوق الظلام، وأيضاً سوق الخضرة، وسوق الفردة، وأيضاً سوق الفندق، إضافة إلى سوق الخرازة.