خليفة بلقاسم حفتر، هو ضابط عسكري ليبي شارك في انقلاب سنة 1969م، وكان من الضباط البارزين في الجيش الليبي خلال السبعنيات والثمانينات خلال حكم معمر القذافي لليبيا.
ولد بالفيوم في سنة 1943م من أب ليبي مهاجر ينتمي لقبيلة الفرجان وأم مصرية، دخل الكلية العسكرية الليبية وتخرج منها في سنة 1966م، ثم قام بالمشاركة في انقلاب سنة 1969م على النظام الملكي في ليبيا، كانت آخر رتبة له في الجيش الليبي قبل أسره في معركة وادي الدوم بشمال تشاد في 22 مارس سنة 1987م هي رتبة عقيد ركن.
تخلى القذافي عن حفتر؛ إذ أنكر بداية أي وجود للقوات الليبية في تشاد – الموقف الذي دفع حفتر لأن يكرس حياته لإسقاط الزعيم الليبي. وفي أواخر الثمانينيات، انشق حفتر عن نظام القذافي وسافر إلى الولايات المتحدة، حيث أفادت تقارير بقربه من المخابرات الأمريكية.
وانتهت بذلك صلته بالجيش الليبي حتى سنة 2011م، عاد من الولايات المتحدة الأمريكية إلى ليبيا في مارس 2011م والتي كان لجأ إليه في سنة 1990م، وأعلن عن انضمامه للثوار، فقام رئيس المجلس الوطني الليبي الإنتقالي مصطفى عبد الجليل بمنحه رتبة لواء.
وبعد فترة بعيدا عن الأضواء، عاد حفتر إلى الأضواء في فبراير/ شباط 2014 عندما ظهر عبر التلفزيون في تسجيل مصور وهو يعرض خطته “لإنقاذ البلاد”، داعيا الليبيين إلى النهوض في وجه المؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان المنتخب الذي تشكل بعد الثورة. وحينها كانت جماعة أنصار الشريعة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، وغيرها من المجموعات المحلية قد أعلنت السيطرة على مدينة بنغازي – ثاني أكبر المدن الليبية.
وفي مايو/ أيار 2014، أطلق حفتر ما أسماها “عملية الكرامة” في بنغازي وفي الشرق ضد جماعات إسلامية مسلحة من بينها جماعات مقربة من الإخوان المسلمين، فنجح بتقديم نفسه على الساحة الخارجية باعتباره خصم الإسلاميين في ليبيا، وهو ما أكسبه دعم دولتي الإمارات ومصر.
وقد زعم حفتر أنه يعمل باسم التحالف الجمهوري الليبي، وأن لديه قوات موالية له موجودة في طرابلس، وشدد أن إعلانه عن الإنقلاب ليس بمحاولة انقلاب، لأن زمن الانقلابات قد ولى، لكنه “تصحيح لمسار الثورة”، وأن محاولته ليست تمهيداً للحكم العسكري لكنها وقوفاً إلى جانب الشعب الليبي. كذلك أعلن حفتر عن خارطة طريق مكونة من خمسة بنود.
وقد أعلن رئيس الهيئة التحضيرية للحوار الوطني فضيل الأمين، أن حفتر يتكلم باسمه الشخصي، فيما أكد عضو الائتلاف الجمهوري الليبي عز الدين عقيل، أنه لا شيء في الشارع يشير إلى وجود أي تحرك غريب، أو أي مدلولات على انقلاب عسكري، مؤكدًا أنه لا أحد يمكنه أن يجزم بما يجري، حسبما نقلت صحيفة «الحياة» اللندنية.
وتشير بعض المعلومات إلى أنه يحظى بالدعم من بعض ضباط الجيش المتقاعدين بالإضافة إلى ضباط الذين طالهم العزل السياسي، ولذلك أعلن عن التحرك باسم القيادة العامة العسكرية في البلاد والعمل على تشكيل المجلس الأعلى للقضاء بالتشاور مع القوى السياسية والثورية في ليبيا.
حصل على العديد من الدورات العسكرية منها قيادة الفرق في روسيا بامتياز.
وفي مارس/ آذار 2015، عينه مجلس النواب الجديد (الذي حل محل المؤتمر الوطني العام) قائدا عاما لقوات “الجيش الوطني الليبي”، الذي تمكن بعد نحو عام من طرد الفصائل الإسلامية المسلحة من معظم أنحاء بنغازي.
في عام 2017؛ اتهم رمزي الشاعري نائب رئيس مجلس مدينة درنة والمحاميان ريان غودمان وأليكس وايت حفتر بارتكابِ جريمة حرب بسببِ إصداره أمرًا بقتلِ الأسرى أثناء استعادة مدينة درنة. يُوصَف حفتر على أنه «أكثر أُمراء الحرب قوة في ليبيا» حيث قاتل «مع وضد كل الفصائل المهمة» في النزاع الليبي، كما يُوصف بأنه يَحكم «بقبضةٍ من حديد».
في 12 نيسان/أبريل 2018؛ أُفيد أن حفتر دخل فِي غيبوبة بعد إصابته بجلطة دماغية وتم نقله إلى المستشفى تحت العناية المركزة في باريس. ذكرت وسائل إعلام مَحلية في وقت لاحق أن المشير خليفة حفتر قد مات؛ لكنّ مصادر مقربة منه نفت تلكَ الشائعات وأكّدت أنه لا زالَ على قيد الحياة. بحلول 25 نيسان/أبريل؛ تم التأكيد على أن حفتر على قيد الحياة حيثُ عادَ إلى بنغازي بعد تلقي العلاج في باريس.
في 4 نيسان/أبريل 2019؛ دعا حفتر قواته العسكرية إلى التقدم نحو طرابلس عاصمة الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا من أجلِ السيطرة عليها. قوبل ذلك بتوبيخٍ من أنطونيو غوتيريش الأمين العام لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. في 7 نيسان/أبريل شّنت الطيران التابع للمشير غارة جوية على الجزء الجنوبي من طرابلس حيثُ استهدفَ مجمع باب العزيزية العسكري. في وقت لاحق من ذلك الشهر؛ اعترفَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالدور المهم الذي لعبه حفتر في «مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية» وناقشَ الثنائي «رؤية مشتركة» للانتقال إلى «نظام سياسي ديمقراطي مستقر».
في أعقاب النكسات العسكرية الضخمة التي تلقتها قوات حفتر في حزيران/يونيو 2019 على يدِ قوات حكومة الوفاق وذلك بعدما فشلَ في الاستيلاء على طرابلس؛ أمر خليفة حفتر ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي باستهدافِ السفن والشركات التركية كما أمرَ باعتقال المواطنين الأتراك في البلاد. بعد توجيه كل هذه التهديدات إلى أنقرة؛ اختطفت قوات حفتر فعلًا ستة مدنيين أتراك على متنِ سفين في الأول من تمّوز/يوليو فردّت وزارة الخارجية التركية على عمليات الاختطاف قائلةً: «نتوقع إطلاق سراح مواطنينا على الفور وإلا ستُصبح عناصر حفتر أهدافًا مشروعة لطيراننا.» سويعات بعد ذلك حتى أُعلن عن إطلاق سراح المُعتقلين الأتراك والتراجع عن كل التهديدات السابقة.
حفتر هو مواطن مزدوج الجنسيّة؛ حيثُ يملك جنسية أمريكية إلى جانبِ جنسيته الليبيّة. لدى حفتر خمسة أبناء وابنة وهم صدام حفتر وخالد حفتر اللذانٍِ يعملان كضابطيِ في الجيش الوطني الليبي بالإضافةِ إلى الصادق حفتر الذي يقطنُ ليبيا والابنان الآخران همَا عقبة حفتر الذي يعمل في مجال العقارات والمنتصر حفتر أمّا ابنتهُ الوحيدة فهي أسماء حفتر وتعيشُ في فرجينيا بالولايات المتحدة.
إلى جانب لغته الأم العربية؛ يتحدث حفتر أيضًا الإنجليزية والإيطالية والروسية بالإضافةِ إلى باللغة الفرنسية.