تعيش تونس منذ الثورة حالة من التوتر السياسي وصعوبة العيش، الشعب الذي ثار وحلم بمستقبل ينقله من حياة الخوف والفقر إلى الانتعاش الاقتصادي، الشعب المثقف الذي حافظ على رونق تونس الخضراء ولم يسمح لأي تدخل خارجي، لقد وصل حكم قصر قرطاج إلى الرئيس قيس بن المنصف بن محمد سعيد.
الرئيس السابع والذي ولد في 22 فبراير 1958، وهو سياسي وأستاذ جامعي مساعد تونسي، وقد اختص في القانون الدستوري، واشتهر بمداخلاته الأكاديمية المميزة للفصل في الإشكاليات القانونية المتعلقة بكتابة الدستور التونسي بعد الثورة.
حصل الرئيس سعيد على شهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس 1985، وعلى دبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري تونس 1986، وأيضاً على دبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني بسان ريمو إيطاليا 2001.
وأما عن حيات المهنية، عمل الرئيس سعيد كمدرس بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة 1986-1999، وعمل أيضاً مدرس بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس منذ 1999، وأيضاً مدير قسم القانون العام بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة 1994-1999، بالإضافة لذلك كان عضواً لفريق خبراء الأمانة العامة لجامعة الدول العربية المكلف بإعداد مشروع لتعديل ميثاق جامعة الدول العربية 1989-1990.
ترشح قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية التونسية 2019، وانتقل على إثرها ليخوض الدور الثاني للانتخابات إلى جانب نبيل القروي فيما عرف في تونس “بالزلزال الانتخابي”، وفاز قيس سعيد بالأغلبية الساحقة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي دارت بتاريخ 13 أكتوبر 2019.
بدأ الرئيس سعيد مهامه في رئاسة تونس رسمياً في 23 أكتوبر 2019، وسط حضور غفير في مجلس النواب، من نواب مجلس النواب المتخلي والرؤساء السابقون ورؤساء الحكومات السابقين ورئيس الحكومة يوسف الشاهد وأعضاء الحكومة وممثلي الهيئات والمنظمات الوطنية، وعدد من الشخصيات الوطنية، إضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بتونس، قام الرئيس المنتخب قيس سعيّد بأداء اليمين الدستورية وإلقاء خطاب للشعب التونسي.
كان للرئيس سعيد نشاطات عدة، إلا أن الخلافات السياسية التي عصفت بتونس، والديون الطائلة التي على عاتقها، أدت إلى التوترات السياسية وحركات الشارع، وسط وعود حكومية لا يزال ينتظر التونسيون تنفيذها، الذين عانوا من عدة أزمات سياسية واقتصادية وعانوا من جائحة كورونا، تونس تحتاج إلى تكاتف سياسي واجتماعي، فحال الشباب لم يتغير، لا تزال البطالة والفقر وغيرها من الأزمات تشكل عائقاً أمام أحلامهم.