العاصمة العلمية للمملكة المغربية، تحكي دروبها القديمة تاريخا عريقا. أسسها إدريس الثاني عام 789 م وجعلها عاصمة الدولة الإدريسية بالمغرب. احتفلت عام 2008 بمرور 1200 سنة على إنشائها.
صمدت وقاومت عوادي الزمن وعواصف الطبيعة، وبقيت تنبض بالحياة والعطاء اجتماعيا وعلميا واقتصاديا، وعدت أكبر منطقة خالية من المركبات والسيارات في العالم.
مدينة فاس هي ثالث أكبر مدن المملكة المغربية بعدد سكان يزيد عن 1.7 مليون نسمة و أكثر من المليونين مع حساب المناطق المجاورة(زواغة بنسودة عين الله (إحصائيات 2004 م). تأسست مدينة فاس 182 هجري/ 4 يناير 808
، على يد إدريس الثاني الذي جعلها عاصمة الدولة الإدريسية بالمغرب، حيث ستحتفل المدينة سنة 2008 بعيد ميلادها ال1200. تنقسم فاس إلى 3 أقسام، فاس البالي وهي المدينة القديمة وفاس الجديد وقد بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي والمدينة الجديدة التي بناها الفرنسيون إبان فترة الاستعمار الفرنسي.تُعد مدينة فاس من المُدن الساحرة بالنسبة لِزوارها، فهي مدينة قديمة ومُحاطة بالتلال والغابات، الأمر الذي جعلها من أجمل الأماكن في المنطقة هناك، كما إنها تتمتع بالعمارة المغربية الأصيلة التي لم يمسها أي تدخُل معماري حديث، بالإضافة إلى الشوارع الضيقة تتميز المدينة بِفن الفسيفساء والمداخل المُقوّسة والأعمال الحديدية الجميلة، كما أنها تتمتع بإرث تاريخي غني، حيث إنه يُمكن زيارة الآثار الرومانية التي تعود للعصور الوسطى، بالإضافة إلى أنقاض إمبراطورية تعود للقرن الثالث.
اختارت اليونسكو مدينة فاس كأحد مواقع التراث العالمي في عام 1981 م. تعد المدينة القديمة في فاس أكبر منطقة خالية من المركبات والسيارات في العالم.
تحظى فاس بموقع استراتيجي مهم باعتبارها ملتقى للطرق التجارية بين الشرق والغرب خاصة تلك التي كانت تربط سجلماسة بشمال المغرب. كما شكلت ساكنة المدينة خليطا من أمازيغ الأطلس المتوسط والقيروانيين والأندلسيين واليهود الذين ساهموا في تطورها العمراني والاقتصادي والثقافي.
في فاس عدة أسواق ومدارس أغلبها أسس زمن المرينيين مما يعكس دور فاس العلمي والحضاري حتى سميت العاصمة العلمية والثقافية للمغرب، من أمثال هذه المدارس نجد مدرسة الصفارين أسسها أبو يوسف يعقوب المنصور المريني والمدرسة المحمدية والمدرسة المصباحية ومدرسة العطاريين أسسها أبو الحسن المريني والمدرسة البوعنانية أسسها أبو عنان المريني وهي من أبهى المدارس وأجملها زخرفة وبهاء من بلاط وخشب مزخرف وأسقف عالية فهي تحفة ناطقة ببراعة يد الصانع التقليدي، ومما زادها روعة ساعتها المائية البديعة الصنع، التي تعطلت ولم يسطع أحد إلى الآن أن يفك سر عملها بالماء، أبدعها أبو الحسن علي بن أحمد التلمساني، كما تجد في فاس أول دار للدبغ في أفريقيا إذا يتجاوز عمرها ألف سنة.
صحيح أن هناك مواقع تاريخية وأثرية أخرى – مثل جامعتي “تاكسيلا” و”نالاندا” الهنديتين- أقدم من جامعة القرويين، وأن المجتمعات السومرية القديمة شرعت في تأسيس مدارس الكتابة (آي-دوبا) قبل عام 3500 قبل الميلاد، لكن جامعة القرويين تستحق الرقم القياسي بجدارة لأنها لم تتوقف عن نشر العلم والمعرفة منذ تأسيسها وحتى الآن. فضلا عن أنها أول مؤسسة تعليمية تمنح درجات علمية في العالم.