زهير اليحياوي (8 ديسمبر 1967 في قصر حدادة – 13 مارس 2005 في تونس العاصمة) هو ناشط ومدوّن تونسي، الشهيد الأول لجيل الإنترنت. يعتبر رائد المقاومين في الفضاء الإلكتروني. زهير يحياوي المعروف أكثر بلقب التونسي هو أول ضحية لشرطة المعلوماتية في نظام بن علي.
في خريف 2001، أطلق هذا الشاب البالغ من العمر 33 عاماً والذي يحمل شهادة ماجستير في الاقتصاد، إنما عاطل عن العمل، مجلة إلكترونية بعنوان TUNeZINE في إشارة إلى الاسم الأول للرئيس زين العابدين بن علي، زين.
لاقى الموقع نجاحاً فورياً، في تونس كما في الخارج. فقد سحر الشبّان بنبرته الجريئة وبالموهبة التي يتمتّع بها محرّكوه الخمسة الأساسيون. أثارت كتابات فريق زهير يحياوي المدوَّنة باللغة العربية العامّية والتي تنطبع بفكاهة ساخرة، غضب السلطة التونسية. ففيها يوجد الأحداث الآنية والخيال السياسي والهجاء إنما أيضاً التأمل العميق، بلهجة تذكّر بموقع آخر جرى إغلاقه قبل ذلك بوقت قصير بعد عامَين من الوجود والنجاح وكان تحت اسم Takriz (أي طفح الكيل).
عندما نظم بن علي حملة إستفتاء للحصول على تزكية الشعب لتولي ولاية رابعة ، أطلق المرحوم زهير اليحياوي إستفتاءه الخاص و الشهير : هل تونس جمهورية أم مملكة أم حديقة حيوانات أم سجن؟
وقد نشر كذلك رسالة مفتوحة موجهة من قاض يرأس محكمة في تونس إلى بن علي و يشجب فيها النظام القضائي ، وهذا القاضي هو عمه المناضل مختار اليحياوي الذي أعرب عن “شعوره بالعار ” لكونه قاضيا في تونس و رفضه الإستمرار في إصدار أحكام تملى عليه مسبقا و لا يمكن إستئنافها و لا تعكس القانون على الإطلاق .
وعلى إثر هذا الموقف قرر المخلوع تعليق مهام القاضي مختار اليحياوي و تم إيقاف إبن أخيه بعد مدة من تعقبه والحكم عليه بالسجن عامين و التعرض للتعذيب الشديد ، كما أنه ناضل من داخل السجن و أضرب العديد من المرات عن الطعام ، وقد وصلت أخبار تحركاته النضالية إلى المجتمع الدولي فقد تحصل على جائزة ” الحرية عبر الفضاء السبراني ” من طرف ” مراسلون بلا حدود ” وعندما خرج من السجن لم يكن كما كان سابقا نظرا للتعذيب و الإضرابات المتعددة التي قام بها حيث أضعفته إلى أن توفي في 13 مارس 2005 ليصبح بذلك أول شهيد لجيل الإنترنات في تونس.
كان هذا كثيراً بالنسبة إلى نظام بن علي. وقد تقرّر أن يدفع العم وابن أخيه غالياً ثمن شجاعتهما. عُلِّق الأول عن ممارسة مهماته وخسر راتبه. أما الثاني فأوقِف بعد تعقّبه لأشهر عدّة، وتعرّض للتعذيب، وخضع للمحاكمة، وحُكِم عليه بالسجن عامَين بتهمة «نشر أنباء كاذبة هدفها الإيحاء بحدوث اعتداء» و«سرقة وسائل اتّصال واستعمالها بصورة احتيالية».
وفي الزنزانة التي قبع فيها المعارض الشاب، بدأ إضراباً عن الطعام للمطالبة بالحصول على العناية. وقد استغرق وقتاً قبل أن ينجح في إثارة انتباه المجتمع الدولي. فتحرّكت منظمات غير حكومية مثل مراسلون بلا حدود ومنحته جائزة «الحرية عبر الفضاء السبراني (الإلكتروني)».
بعد ثمانية عشر شهراً من الاعتقال وثلاثة إضرابات عن الطعام، خرج زهير اليحياوي من السجن. لكنه لم يعد الرجل نفسه. فالتعذيب والانقطاع المطوَّل عن الأكل والمعاملة السيئة أحدثت تحوّلاً لديه، وأضعفته. وفي 13 مارس 2005، توفّي في مستشفى الحبيب ثامر بسبب صعوبات في الجهاز التنفسي خلفها التعذيب.
تقول والدته باكية: «أفكّر فيه دائماً. أتخيّل كيف كان ليبدو رد فعله بعد سقوط بن علي. أريد ما حارب من أجله: الحرية في تونس. إذا رحل كل أعضاء التجمع الدستوري الديمقراطي، يكون ابني قد حقّق هدفه».