مولاي سليمان هو أبو الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن الشريف (ولد 20 محرم 1180هـ / 1760م – توفي 13 ربيع الأول 1238هـ / 28 نوفمبر 1822م) كان سلطاناً مغربياً من سلالة العلويين. وهو ابن السلطان محمد الثالث. حكم بين 1797 – 1822م.
في السنوات الثلاث الأولى حكم سليمان بن محمد في مدينة فاس، أي حتى عام 1795. دخل في حروب أهلية للسيطرة على المملكة. واصل التمركز والتوسع للمملكة كما فعل أبيه، وأنهى القرصنة التي كانت موجودة على ساحل المغرب. كجزء من صراع المغرب الطويل مع إسبانيا والبرتغال، أوقف سليمان كل التجارة بينه وبين دول أوروبا، ولكنه واصل العلاقة القوية مع الولايات المتحدة مثل أبيه.
اعتمد على سياسة الانغلاق أو ما يسمى سياسة الاحتراز وهذه السياسة الاحترازية تعني الانغلاق على العالم الخارجي فقد قطع جميع الصلات التي بين المغرب و أوروبا وقلل من المعاهدات التي أبرمها الحاكم السابق حيث انتقلت من 11 إلى 3 معاهدات وأغلق جميع المراسي ومنع العلاقات التجارية الدبلوماسية… وذلك كله خوفا من انتشار وباء الطاعون بالإضافة إلى الخوف من أوروبا حيث عاصر عهد الثورة الفرنسية وعصر الحروب التوسعية للإمبراطور الفرنسي نابليون، وأن الفترة التي قضاها سلطانا على المغرب عرفت هزات اجتماعية كانت نتيجة الإصلاحات الدينية التي أدخلها المولى سليمان على مذهب المغاربة.
تميزت فترة حكم المولى سليمان بكونها كانت فترة انغلاق داخلي، في وقت كانت أوروبا ثورة فكرية كبرى. حيث منعت الدولة المغربية في عهده تصدير اغلب المواد الفلاحية والغذائية خاصة الحبوب والزيوت والصوف والمواشي، وفرضت رسوما جمركية مرتفعة على الواردات، وأغلقت الدولة المغربية عدة موانئ في وجه التجارة الخارجية وبالتالي تقلص عدد التجار الأوروبيين المقيمين بالمغرب. وكان سلطان المغرب آنذاك جد متحفظ في تعامله مع الغرب، ومنعته من ذلك روحه المحافظة وطبائعه الدينية المتأصلة، وهو ذاته المزاج الذي جر عليه مشاكل مع بايات الترك في الجزائر الذين كانوا ينظرون إليه بعين الريبة، خاصة بعد أن بايعه أهالي تلمسان وفضلوه على البقاء تحت سلطة الأتراك. وكان عرب تلمسان يدعون مع المولى سليمان في الصلاة بالمساجد، وتشبثوا به أميرا للمؤمنين لدرجة أنه نزح عدد ضخم منهم إلى المغرب تاركين تلمسان، وتدخل المولى سليمان من أجل الصلح بينهم وبين باشا الترك، فترجاهم السلطان أن يعودوا إلى ديارهم، فخاطبوه بقولهم: «نذهب إلى بلاد النصارى ولا نجاور الترك ونجمع علينا الجوع والقتل».
كتب مولاي سليمان عدة مصنفات منها:
- رسالة العلا للمجد، وأهداها لمعلمه ويناقش فيه الفهرس الفاسي.
- حواشي على شرح الخرشي
- تقاليد في حكم الغناء
- رسالة في حكم الغناء (كتبه على نمط كتاب ابن تيمية ” كتاب السماع والرقص”)
كما شتهر بكتابة الرسائل.
توفي السلطان سليمان بن محمد في 28 نوفمبر عام 1822، وخلفه عبد الرحمن بن هشام.