سكيكدة المسماة قديما روسيكادا، تقع الولاية شرق الشريط الساحلي الجزائري علي أمتداد 140 كلم تقريبا، وهي عاصمة لولاية سكيكدة تمتاز بشواطئ جميلة، وميناء سكيكدة حاليا من الموانئ الرئيسية في الجزائر.
أنشأت المدينة على موقع نهر زرامنة وهي محصورة بين تلال بويعلي سبع بيار في الغرب وتلال سكيكدة الموادر، المسماة بوعباز في الشرق. ما زال الجزء الأكبر من المدينة الفينيقية والمدينة الرومانية التي بنيت على أطلالها مطمورا. ولم يظهر من تلك المدينة الفينيقية الكبيرة سوى بعض الآثار الجنائزية الواقعة في في أعالي أستورا قرب مبنى الساعة.
تعتبر نقطة التدفق لكل المبادلات التجارية القادمة من المدن المجاورة وكذلك هي محور تجاري بين الجوانب الأربعة ” الشرق، الغرب ،الشمال والجنوب ” وهي أيضا مركز اتصال بين داخل المنطقة والبحر ومدينة سكيكدة شرقا، وهذا عبر مختلف فترات الاحتلال التي تزامنت عليها، بفضل مينائها (كثيرا ما يخلط اسمه باسم ميناء ستورا) الذي يتميز بخصوصية وجوده في المركز الروماني سينوس نوميديكوس (Sinus Numidicus) في خليج نوميديا وهو واحد من الخلجان الأكثر أهمية في شمال أفريقيا، بين رأس بوقروني في الغرب ورأس الحديد في الشرق.
في عهد الملك نوميديا أصبحت سكيكدة وأستورا إحدى مدن الفترة النوميدية، فنشأت العلاقات التجارية بين الرومان والنوميديا، وبعد سقوط مملكة نوميديا أصبحت المدينتان من المستعمرات الرومانية؛ حيث سُمِّيت المدينة باسم كولونيا فينيريا روسيكادا، وكانت مصدراً للمنتجات الزراعية، وازدهرت المدينة في عهد الأباطرة الأنطونيين، ولكنها تعثرت ودمرت عام 439م مع دخول الوندال إليه، ثمّ انتعشت مرة أخرى مع قدوم المسلمين إليها في القرن السابع الميلادي، وعرفت حينها باسم رأس سكيكدة، ومع دخول الفرنسيين إلى الجزائر احتلت هذه المدينة عام 1838م، وسميت باسم فيليب فيل، وبعد تحرير الجزائر أصبح اسم المدينة سكيكدة، وهو الاسم الحالي لها.
أهم الآثار الرومانية في المدينة هو المسرح (الفوروم) الروماني، ويقع في مركز سكيكدة، ويعتبر من المسارح الرومانية القديمة، حيث يتسع لستة آلاف متفرج، وهو أكبر المسارح الرومانية في الجزائر وأفريقيا، بالإضافة إلى الجسور الرومانية المنشأة من الصخور الكبيرة.
رز الكثير من الأعلام المشهورين في مدينة سكيكدة؛ مثل: الدكتور عبد القادر نطور؛ الأكاديمي والكاتب والصحفي، ومن الكتّاب أيضاً: نبيل فارس، وعبد الرزاق بوحارة، ومصطفى نطور، وأحمد شنيقي، ومن الشعراء: إدريس بوذيبة، ومسعود حديبى، وعبد الحميد شكيل، وعلي بوزوالغ، والشيخ الطاهر نطور المفكر والإمام.