يتوجه السياح في فصل الصيف إلى تونس الخضراء، وهم في حالة اشتياق إلى تلك المناظر الخلابة التي تتميز بها معظم المدن والمناطق التونسية، وولاية سوسة هي إحدى الولايات التونسية، والتي تقع في مكان مستعمرة حضرموت كما أطلق عليها الفينيقيون والتي شمخت فيها منذ 3000 سنة تقريبًا، فهي مدينة حديثة العهد ومنتجع يحظى بشعبية بين الأوروبيين خاصةً.
كما يُطلق على مدينة سوسة أحيانًا اسم “لؤلؤة الساحل” (في إشارة إلى القسم المركزي من الشاطئ الشرقي لتونس)، علاوةً على أنها تحظى بقيمة عالية لما تتمتع به من شواطئ خلابة. فهي مدينة عربية إسلامية نشأت منذ القرن 7 بعد الميلاد، وتضم العديد من المعالم الرائعة الجاذبة للزوار، مثل الجامع الكبير الذي يرجع تاريخه إلى القرن 9، كما تعد المدينة القديمة بها أحد مواقع التراث العالمي التي أدرجتها منظمة اليونسكو.
ويحد مدينة سوسة من الجهة الجنوبية العاصمة تونس، ومن الجهة الشرقية مدينة القيروان، ومن الغرب مدينة المنستير، ومدينة صفاقس من الجهة الشمالية، تأسست المدينة على يد الفينيقيين عام 1101ق.م، حيث إنّها تعتبر أقدم من مدينة قرطاج، ويظهر ذلك من بنيانها، أحيائها ذات الطابع العثماني، والفينيقي، وتقسم المدينة إلى عدّةً متعمديات مثل: سيدي الهاني، وسوسة المدينة، وسوسة سيدي عبد الحميد، والنفيضة، وهرقلة، وسوسة الرياض وغيرها من المتعمديات.
ويبلغ عدد سكان مدينة سوسة ما يقارب 674.971 ألف نسمة حسب إحصائيات عام 2014م يتحدث سكان المدينة اللغة العربية، والتي تعد اللغة الرسمية لأهل هذه المدينة، ويتبع معظم السكان الدين الإسلامي، ويمتاز سكانها بمهارتهم في تحضير الأكلات الشعبيّة، واستعمالهم لزيت الزيتون في تحضير أطباقهم، وخاصةً طبق الهريس المكوّن بشكل أساسي من الفلفل الأحمر الذي يدخل في تحضير جميع أنواع الأطباق.
ومن ناحية النشاطات الرياضية ينشط في ولاية سوسة العديد من الأندية الرياضية أبرزها نادي النجم الرياضي الساحلي. الذي ينشط في الرابطة التونسية المحترفة الأولى لكرة القدم ومثّل تونس في العديد من المحافل الدولية. وينشط النادي في الملعب الأولمبي في تونس الذي يتسع لخمس وعشرين ألف متفرج.
وأيضا من ناحية التعليم، تهتم كل الولاية بالتعليم وتتوفر الكثير من المؤسسات التعليمية التابعة لجامعة سوسة أهمها المعهد النموذجي في سوسة والمدرسة الاعدادية النموذجية بسوسة المدينة إضافة إلى مجموعة هامة من الجامعات والكليات ومقرات التكوين المهني.
أما بالنسبة للمعالم السياحية في سوسة فهناك المتحف الأثري: أنشأ هذا المتحف في مدينة سوسة عام 1897م على قسم من القصبة التي بناها الأمير الأغلبي أبو العباس محمد عام 851م في المنطقة الجنوبية العربية من المدينة، ويحتوي هذا المتحف على العديد من اللوحات الفسيفسائية التي تم العثور عليها أثناء التنقيب الذي أجري عام 1882، و1883م والتي تعد من أهمّ ثاني اللوحات بعد تلك المعروضة في المتحف بباردو، ويتكون المتحف من مدخل رئيسي يوجد فيه قسم لاستقبال الزوار حيث يحتوي على مكان لحجز التذاكر، ومكتبة صغيرة الحجم تعرض تاريخ المنطقة، وأبرز معالمها. دواميس سوسة: هي عبارة عن خمس مدافن تحت الأرض توجد في المنطقة الشمالية الغربية من مدينة سوسة، وتحتوي هذه المدافن على فتحات للتهوية، أو الإنارة حيث كانت تضاء بقناديل زيتية توضع على هذه الفتحات، وأطلقت عليها العديد من التسميات المستوحاة من الزخارف، والنقوش التي عثر عليها في داخلها مثل: مدافن الراعي الصالح، أو هيرميس، أو أجرييا.
وبالنسبة إلى النشاط الاقتصادي والدخل المالي لأهالي الولاية، فالأمر لم يقتصرعلى الازدهار الاقتصادي في مدينة سوسة على النشاط السياحي بل وصل إلى النشاط الصناعي حيث إنها تنتج نسبة عالية من الزيوت، كما أنها تحتوي على عدد من المصانع منها مصنع البلاستيك، ومصنع لتجميع السيارات، ومصنع لصنع الآلات الميكانيكية، ومصنع للنسيج، كما تحتوي المدينة على ميناء ساحلي يتسبب في تنشيط علميات النقل، والتفريغ، والشحن، كما تمتاز أراضيها بملائمتها للزراعة، وتربية المواشي من بقر، وغنم، ودواجن.
ورغم كل ما تم ذكره من معلومات رائعة حول هذه الولاية، إلا أن الاستعمار لم يترك مكاناً إلا ترك فيه أثراً سلبياً على كافة الأصعدة، فقد احتجّ مواطنون تونسيون ومكوّنات من المجتمع المدني ومنظمات أمام مقر السفارة الإيطالية بتونس، تنديداً بالنفايات الإيطالية التي تقبع في ميناء سوسة منذ أشهر، حاملين معهم باقات من الأزهار بدل النفايات كخطوة رمزية للاعتراض.
وحمل المحتجّون أكياس قمامة تحتوي باقات زهور كحركة احتجاجية، مردّدين عدّة شعارات، منها ” تونس حرة حرة والبوبالة (النفايات) على برة”، و”تونس زين البلدان ماهيش مصب الطليان”.