مدينة مغربية الجغرافيا إسبانية السيادة، وتزخر بالعديد من المعالم التاريخية، التي توثق لتعاقب حضارات وقوى إمبراطورية كثيرة.
سبتة هي مدينة مغربية تحت السيادة الإسبانية ذاتية الحكم تقع على القارة الأفريقية ويعتبرها المغرب مدينة محتلة ولا يزال يطالب باسترجاعها، تقع مقابل لمضيق جبل طارق، تحدها من الشمال والجنوب والشرق البحر الأبيض المتوسط. يبلغ عدد سكان سبتة 82.376 نسمة (وفقاً لإحصائيات التعداد السكاني المؤرخ 1 يناير 2011)، وتبلغ مساحتها 19 كم مربع (معدل الكثافة السكانية 4.240,52 نسمة/كم²). يتألف سكانها من المسيحيين والمسلمين، مع وجود أقلية يهودية وهندوسية. وقد أصبحت المنطقة منذ عام 1995 تتمتع بصيغة الحكم الذاتي داخل إسبانيا بقرار البرلمان الإسباني عام 1995. في أقصى طرف المدينة تمتد شبه جزيرة ألمينة، وتضم أراضيها جزيرة سانتا كاتالينا.
تزخر مدينة سبتة بالعديد من المعالم التاريخية، التي توثق لتعاقب حضارات وقوى إمبراطورية كثيرة. ومن هذه المعالم الأسوار الملكية وخندق سان فيليبي، وكاتدرائية سبتة وكنيسة سانتا ماريا دي أفريكا والحمامات العربية.
كما تضم المدينة مجموعة من الحصون التي تعود إلى القرون الوسطى، ورصيف أو حوض به مراسي اليخوت والقوارب الصغيرة، ومسجد مولاي المهدي فضلا عن بنى سياحية شاطئية.
تبدأ قصة سقوط المدينتين مع ضعف إمارة بني الأحمر في غرناطة في القرن الخامس عشر الميلادي، ليحتل البرتغاليون سبتة عام 1415، ثم سقطت مليلية في يد الأسبان عام 1497، وظلت سبتة تحت الاحتلال البرتغالي حتى عام 1580 عندما قامت أسبانيا بضم مملكة البرتغال.
عندما خضع المغرب للحماية الفرنسية والاستعمار الإسباني، كان ذلك في النصف الأول من القرن العشرين، لكن الوجود الإسباني في مدينة سبتة يختلفُ تماما، لأنه يعود إلى عام 1668.
وبدأت هذا التشعب، في سنة 1415 تحديدا، عندما سقطت مدينة سبتة في قبضة البرتغال.
وفي سنة 1580 للميلاد، قامت إسبانيا بضم البرتغال إلى أراضيها.
وعندما أعلنت البرتغال استقلالها عن إسبانيا، فضلت ساكنة مدينة سبتة أن تبقى تحت سيادة مدريد.
تعددت المحاولات التاريخية للمغرب لاستعادة المنطقة، فكانت محاولة المولى إسماعيل في القرن السادس عشر الميلادي، حيث حاصر المغاربة مدينة سبتة دون أن يتمكنوا من استعادتها، وتواصل الكر والفر بين محاولات الاسترجاع المغربية وعمليات إحكام السيطرة الإسبانية التي تعززت أكثر منذ القرن ١٨ وتوطدت مع الحماية الإسبانية على شمال المغرب.
لقد شكلت زيارة الملك الإسباني السابق خوان كارلوس عام ٢٠٠٧ إلى المدينة، إشارة سياسية لتمسك مدريد بسيادتها على المدينة، قوبلت باستنكار مغربي رسمي وشعبي.
الموقع الجغرافي لسبتة مهم جدا من ناحية التجارة والحركة التجارية والعسكرية نظرا لموقعها الاستراتيجي في مضيق جبل طارق ، حيث تربط مياه البحر الأبيض المتوسط بمياه المحيط الأطلسي. العملة الرسمية لسبتة هي اليورو ، والمدينة جزء من منطقة ضرائب منخفضة للضرائب الإسبانية التي تشجع النشاط التجاري في المدينة. يعتبر قطاع صيد الأسماك وقطاع الخدمات من أهم ركائز اقتصاد سبتة.
سبتة هي واحدة من اثنين من الموانئ الإسبانية على ساحل شمال إفريقيا جنبًا إلى جنب، وتستخدم على نطاق واسع كموانئ نفطية ومراكز صيد. يعتمد اقتصاد سبتة بشكل أساسي على الميناء وتجارة التجزئة. تتميز المدينة باستقبال أعداد كبيرة من العبارات يومياً ، معظمها من إسبانيا. أسواق المدينة ومطاعمها الجميلة ، سبتة مدينة صغيرة بها خدمة حافلات تغطي معظم المدينة.
يتميز سبتة بمناخ متوسطي، بدرجات الحرارة معتدلة وعدم انتظام هطول الأمطار. ساهم في ذلك عاملان مهمان:
- جبل سيدي موسى: يلعب دورا أساسيا للوحدة الحرارية للمنطقة، حيث أنه يشكل حاجز للرياح المحملة بالرطوبة والقادمة من المحيط الأطلسي، مما يؤدي إلى هبوب رياح قوية تنزل عمودياً ما بين حافتي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
- مياه مضيق جبل طارق والبحر الأبيض المتوسط: حيث أن الفرق في درجات الحرارة بين مياه المضيق والرياح المحملة بالرطوبة من الأطلسي تسبب في هطول الأمطار بغزارة، ولكن بغير انتظام.
يبلغ المتوسط السنوي لدرجات الحرارة في سبتة 16,6 درجة مئوية، تسجل أعلى درجات الحرارة في شهر يوليو بينما تسجل أدنى درجات الحرارة في شهر يناير/فبراير، كما أن معدل سقوط الأمطار فيها يزيد عن الـ 600 ملم في السنة، ومعدل الرطوبة 84%.
يقع مطار سبتة الصغير للهلكوبترات في منطقة ميناء المدينة ما بين ذراع المرفئ الغربي وبين ميناء الصيد على بعد نصف كيلومتر شمال وسط المدينة.
هذا المطار هو الأول من نوعه في إسبانيا والهدف هو تأمين الاتصالات بالمدينة عن طريق الطيران وتوفير خدمة لطلبات المرور الجوي المتواجدة حالياً. اتصال سريع بشبه الجزيرة الإسبانية هو عامل رئيسي لتنمية الاقتصاد في سبتة.
المطار يتواجد في ميناء سبتة ما بين الرصيف الغربي وميناء بواخر صيد السمك فوق رقعة قد أخذت من البحر في شمال المدينة المنشآت التي في هذا الميناء هي ساحة لصف أو لتوقف الطائرات الهوائية المروحية ومبنى محطة من طابقين أي دورين ومحطة كهرباء ومبنى لخدمات النجاة ولإطفاء الحرائق.
لقد كانت فكرة إنشاء اتصال جوي منظم مع شبه الجزيرة فكرة قديمة الدراسة من قبل حكومة سبتة أمام المصاعب الطارئة في الأحوال الجوية الصعبة في مضيق جبل طارق والتي تمنع التنقل في مراكب المواصلات والتي تصل بين سبتة والجزيرة لأسباب جغرافية مثل الصفات الجبلية كان من المستحيل تحديد موقع للمطار حول مدينة سبتة والحل لهذه المشكلة هو إنشاء مطار للهليكوبتر. لكي يتم هذا المشروع كان من الضروري إيجاد منطقة ملائمة وهذه كانت نقطة غيرة سهلة للغاية لأنه لا يوجد أراضي كثيرة متوفرة في المدينة بالإضافة إلى أن هناك مناطق عسكرية هامة متواجدة في المنطقة.
ترفض المملكة المغربية حالياً الاعتراف بشرعية الحكم الإسباني على مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وتعتبرها جزء لا يتجزأ من التراب المغربي، حيث يتمتع سكانها من أصل مغربي بحقوق كاملة داخل المغرب كمواطنين مغاربة، ويطالب المغرب إسبانيا بالدخول في مفاوضات مباشرة معها؛ لأجل استرجاعهما. كما تعتبرهما إحدى أواخر معاقل الاستعمار في إفريقيا، غير أن المنطقة لم تصنفها الأمم المتحدة ضمن المناطق المحتلة والواجب تحريرها.
في عام 2001 ، لمحاربة الهجرة غير الشرعية ، بدأت مدريد ، بمساعدة الاتحاد الأوروبي ، في بناء حاجز سبتة. الحاجز عبارة عن سياج طوله 8 كيلومترات يعلوه أسلاك شائكة وكاميرات وأجهزة استشعار حرارية. تم تجاوز هذه القلعة من قبل مرشحي الهجرة سيرًا على الأقدام أو بالقوارب أو حتى بالسباحة في الأيام الأخيرة ، وهي الطريقة الوحيدة للوصول إلى منطقة شنغن دون محاولة العبور الخطير للبحر الأبيض المتوسط.