قائد عسكري قرطاجي ينتمي إلى عائلة بونيقية (فينيقية) عريقة، ويُنسب إليه اختراع العديد من التكتيكات الحربية في المعارك لا زالت معتمدة حتى اليوم. ويقول الجنرال الأمريكي نورمان شوارزكوف: ” تعلمت الكثير من حنبعل، حيث طبقت تكتيكاته في التخطيط لحملتي في عاصفة الصحراء”.
ولد حنبعل في مدينة قرطاج، وذلك في عام 247ق.م وتوفي عام 183ق.م، ورافق والده وهو في سن التاسعة من عمره في إسبانيا، وفي عام 221ق.م اختاروه الجنود قائدأ، وذلك من بعد اغتيال زوج أخته صدربعل، حيث استطاع بسط نفوذ قرطاج على شبه الجزيرة الإيبيرية كاملةً، بالإضافة لإحدى المحميات الرومانية، حيث رأت الإمبراطورية الرومانية أن ذلك يُعتبر خرقاً للمعاهدة التي تمّت على إثر الحرب البونيقية الأولى، ولذلك طالبت بتسليمها القائد العسكريّ حنبعل، ولكنه رفض طلبها، وكان ذلك سبباً في وقوع الحرب البونيقية الثانية التي كانت بين الفترة 218 -201ق.م.
كان أبوه حملقار برقا قائداً للقرطاجيين في الحرب البونيقية الأولى، وكان أخواه صدربعل وماجو من أعظم قادة القرطاجيين، وكان شقيقاً لزوجة القائد صدربعل العادل، وصف المؤرخون حنبعل بأنه أسوأ كوابيس روما وبكاسر هيبتها وصوّره الرومان على أنه وحش يهوى القتل وسفك الدماء. حتى أنّهم عندما يخشون وقوع كارثة في جميع المجالات يقولون: (باللاتينية: Hannibal ad portas) وتعني «حنبعل على أبوابنا».
في سنة 218ق.م بدأ حنبعل يزحف باتجاه روما عندما غادر مدينة قرطاجنة في إسبانيا بجيش يبلغ عدده قرابة 40.000 جنديّ، حيث عبر به جبال الألب، وجبال البيريني خلال أسبوعين تقريباً، وبالرغم من وعورة الطريق، ومهاجمات القبائل المعادية له، فقد استطاع أن يُلحق خسائر كبيرة بقوات الرومان في الكثير من المعارك، ومن أشهر هذه المعارك: معركة كاناي التي هزم فيها الروم، وكبدهم خسائر بشرية كبيرة، ثم واصل سيطرته على الكثير من المقاطعات والمحميات الرومانية حتى عام 211ق.م، حين حاصر عاصمة روما، ولم يستطع اختراق تحصيناتها.
يعتبر حنبعل واحدا من أعظم القادة العسكريين في العصور القديمة، جنبًا إلى جنب مع الإسكندر الأكبر ويوليوس قيصر وسكيبيو الإفريقي وبيروس الأيبيري. علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد ومحمد الفاتح.الكثير من قادة العصر الحديث أمثال نابليون بونابرت ودوق ولينجتون و مصطفى كمال اتاتورك , يعتبرون حنبعل “قائداً استراتيجياً موهوباً”. كما تناولت العديد من الأفلام والبرامج الوثائقية قصة حياته.