تعرف على سويسرا المغرب

0
مشاركة
240
مشاهدة
موقع المغرب العربي الإخباري :

إفران مدينة مغربية، وهي عاصمة إقليم إفران، وتضم 659 14 نسمة، حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014. تعتبر من أقدم المدن المغربية الجبلية وتقع على ارتفاع 1600 متر فوق سطح البحر، وعلى مساحة 3573 كم². وتمتاز بالبرد القارس والثلوج التي تغطي سفوح جبالها في الخريف والشتاء، واعتدال الجو في الربيع والصيف، وتجذب الزوار بشلالاتها المائية وطبيعتها الخضراء. كما تصنف حسب دراسات عالمية كأكثر المدن المغربية والعربية نظافة.

وقد حافظت إفران على طابعها المعماري الخاص، الذي أقامه المستعمر الفرنسي في 1930، ومازالت تحمل المدينة هذا الطراز المعماري وفق معايير محددة وخاضعة للمراقبة، والبيوت الشتوية الكائنة فيها تماثل بيوتا بالمحطات السياحية العالمية في أوروبا ووكندا والولايات المتحدة الأمريكية.

يطلق عليها لقب فريد في المغرب: سويسرا الصغيرة. تم تصنيف هذه المدينة الجميلة الصغيرة كثاني أكثر مدينة نظيفة في العالم في عام 2013.

تتمتع المدينة بإمكانات سياحية هائلة. فمواقعها والأماكن الأخرى المحيطة بها ذات جمال استثنائي ونادر. وقد كانت واحدة من الأماكن المفضلة لدى الملك الراحل الحسن الثاني الذي غالبا ما كان يقصدها للتزلج أو لقضاء عطلته في قصره الملكي، الجميل والمزهر والكبير جدا والذي يقع في أعالي المدينة قبالة حدائق الحب. 

يكمن جمال هذه المدينة في تنوع المناظر الطبيعية في جو هادئ حيث تمتزج نقاوة الهواء مع الروائح العطرة من الأرز والعرعر لتضفي لمسات سحرية تهدئ أرواح الزوار.

نظرا لموقعها الجغرافي المتميز، كانت إفران، منذ القديم، ملاذا صيفيا للمخيمات الصيفية ومكانا للاستمتاع بالطبيعة للزائرين.

يتوسط المدينة برفعة ويعتبر واحدا من رموز المدينة وأحد أكثر الأماكن تصويرًا في المنطقة بأكملها. ينسب هذا النحت الحجري، الذي يعود إلى الحرب العالمية الثانية، أحيانا إلى سجين ألماني، أحيانا إلى آخر فرنسي، الجيروندي هنري مورو.

لا ترتدي المدينة طوال أيام الشتاء غير ردائها الأبيض، تتلون الشوارع وأسقف المنازل بالبياض الناصع، تتزين حدائق البيوت “برجال الثلج”، ويتقاطر على المدينة من كل أنحاء المغرب وخارجه زوار يطلبون سحر مناظرها الجبلية وشلالاتها المتجمدة، وحتى بردها القارس.

فعلى سفوح جبال الأطلس المتوسط شمال المغرب، وعلى ارتفاع يقدر بـ 1700 متر عن سطح البحر، تأوي في هدوء مدينة “إفران” (240 كيلومترًا شمال الرباط)، التي تنتظر في كل عام حلول الشتاء، حتى تغرق كل مدن الشمال المغربي في سباتها، تصارع برده القارس، لتتميز مدينة “إفران” المشهورة بثلوجها وغابات الأرز والبلوط التي تطوق ضواحيها، وزوارها الذين يهجرونها صيفًا ويقبلون عليها شتاءً.

وقد شهدت إفران هذا العام تساقط الثلج بشكل غير مسبوق لم يعهده ساكنوها منذ عقود، ولبضع ليال كانت كافية لقطع العديد من الطرق عن المدينة، لتغرق شوارعها في لبوس أبيض.

وبحسب ما يقول أغلب زوارها، تحيل الطبيعة في الشتاء مدينة إفران إلى زمن آخر مختلف عن ذاك الذي تعيش على إيقاعه باقي المدن المغربية، ولا تشترك معها سوى في أصل التسمية الأمازيغي مثل معظم الحواضر المغربية؛ حيث تعني كلمة إفران باللغة الأمازيغية: الكهف أو المغارة.

وتنتمي إفران معماريًا وتاريخيًا إلى عهد الاستعمار الفرنسي، الذي أنشأ المدينة عام 1929 على طرازه المعماري لتحاكي منتجعًا أوروبيًا يأوي إليه المستوطنون الفرنسيون طلبًا للراحة وحين الحنين للوطن، فــ”إفران” كما درج المغاربة على تسميتها هي “مدينة أوروبا المغربية”.

وفي زمن الاستعمار، بنى الفرنسيون وغيرهم من البعثات الأجنبية الأوروبية بيوتًا خشبية في إفران تشبه تلك المنتشرة في الأرياف الفرنسي خاصة المستقرة على سفوح جبال “الألب”، كما أقاموا منتجعات كان يقصدها أهل النخبة ورجال السلطة الفرنسية، وهذا الطابع يكسب المدينة هوية خاصة؛ حيث يرتبط تاريخ المدينة بتاريخ قاصديها من السياح الأوروبيين بصفة خاصة.

لا تستيقظ المدينة مبكرًا في شتائها البارد، فطبيعتها السياحية تُغنيها عن الانخراط في نظام المدن الروتيني الرتيب، ينتظر أهلها وزوارها انقشاع ضباب الصباح، وتوقف رذاذ المطر الضعيف الذي يتساقط على شوارعها ومرور الكاسحات لفتح بعض الطرق المغلقة التي غطاها الثلج ليلاً، حتى تستفيق المدينة وتستأنف نشاطها.

وإن كانت قساوة المناخ تؤرق سكان بعض القرى المجاورة للمدينة الجبلية، ويستعجلون انقضاء فضل الشتاء طلبًا للدفء بعد معاناتهم بسبب البرد ومحاصرة الثلوج، إلا أن أهل إفران “المدينة الأوروبية المغربية” الذين يقطن أغلبهم في منازل خشبية صممت لتتلاءم وطبيعة المنطقة، لا يستقبلون هطول الثلوج الكثيف بذات القلق، فهي موسم للكبار لتحقيق دخل وفير من عائدات السياسية، وفرصة للصغار حتى يصنعوا مجسماتهم الثلجية، فيما يبدع بعض النحاة تماثيلهم التي تكسوها زرقة الجليد الباهتة، ويعبر أهل الحي أزقتهم تزلقًا.

ويقول علي مفتاح المرشد السياحي في مدينة إفران: «تشهد المدينة خلال فصل الشتاء تساقطات ثلجية مهمة، وهذا ما يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد بمدينة إفران ومتنزهاتها وجبالها وقراها القريبة. أما عبوش الغالي التي تملك محلاً صغيراً لبيع الخبز والحلويات المحلية، فتقول: التساقطات الثلجية في مدينة إفران تأتي بالخير على سكان المدينة وتسعد الأطفال والكبار وتنشط الحركة الاقتصادية بفعل الرواج الذي يخلقه توافد الزوار المغاربة من مختلف المدن المغربية خاصة المدن القريبة فاس، وتازة، ومكناس، ومدن أخرى للاستمتاع ببياض الثلج ولوحاته الساحرة.

اللاحق

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءةً

أحدث العناوين