تعد ليبيا من الدول السياحية الحديثة التي لم يسوق لها إعلاميا كوجهة سياحية إلا بشكل بسيط وخجول بسبب الحصار واعتماد الدولة على موارد النفط بشكل كامل، إلا أنه في السنوات الأخيرة قبل 2011 بدأ المشهد السياحي في ليبيا آخذ في النمو بعد رفع الحظر الجوي وتطبيع العلاقات مع الغرب، فقد شهدت العاصمة طرابلس خلال السنوات الأخيرة نهضة عمرانية شملت إنشاء فنادق ومراكز تسوق وتحديث شبكات الطرق والبدء في تنفيذ مطار طرابلس العالمي الجديد والقادر على تقديم الخدمات ل20 مليون مسافر سنويا، كما شهدت مدينة بنغازي ثاني كبرى المدن إطلاق مشروع بنغازي 2025، كما أن مشاريع بناء المنتجعات السياحية انطلقت في مناطق الجبل الأخضر وزوارة ومناطق أخرى، وقد استفادت الدولة من الطفرة النفطية الأخيرة في دعم البنية التحتية الأساسية للسياحة.
تتمتع ليبيا بالمناخ الصحراوية لكنها معتدلة على طول الساحل على البحر الأبيض المتوسط الذي يتميز موسم شتاء بارد ممطر وصيف حار جاف وتتراوح درجات الحراة من 10 درجات مئوية إلى 30 درجة مئوية، وتجلب الرياح الغربية السائدة العديد من العواصف والأمطار الإعصارية في شمال ليبيا من شهر تشرين الأول إلى شهر آذار.
تمتلك ليبيا مجموعة من أكثر المواقع الأثرية الرومانية خارج شبه الجزيرة الإيطالية على امتداد ساحلها، وتمتلك أيضاً أحد أطول السواحل 1935 كم على البحر الأبيض المتوسط صالح للاستثمار السياحي، ويوجود في ليبيا واحدة من أكبر الصحاري في العالم والتي تستهوي السواح المولعين برحلات السفاري مثل منطقة بحيرة قبر عون عالية الملوحة بالجنوب الغربي، كما بها مناطق تعتبر كمحكيات طبيعية في شرق ليبيا كمنطقة الجبل الأخضر والتي تفوق مساحتها مساحة لبنان، وتمتلك تاريخ إغريقي روماني في في عدة مواقع مثل لبدة، صبراتة، قورينا، طلميثة، أبولونيا، يوسبريدس، توكرة وقصر ليبيا.
من ظواهر الجذب الصحراوية الأخرى أراضي السرير والحمادات وأهمها سرير تيبستى أما الحمادات فأشهرها الحمادة الحمراء وحمادة تنغرت وتعتبر التكوينات الصخرية المتأثرة بعوامل التعرية الهوائية كالحصى المتعدد الأشكال من الظواهر الفريدة التي تغطى سطح الحمادات والسرير .
هذا وتمتلك منطقة الصحراء الليبية حياة نباتية وحيوانية متميزة بقدرتها على مقاومة الظروف الطبيعية الصعبة المتمثلة في الجفاف والحرارة معظم شهور السنة ، و يتسم الغطاء النباتي الصحراوي عموماً بالتنوع رغم الفقر في الكثافة ويتمثل في أشجار الاتل والطلح والسنط والاكاسيا وأعداد هائلة من الاعشاب الطبية النادرة ، أما الحياة البرية فتشمل أنواع من الحيوانات كالغزلان والودان إضافة إلى أنواع من الطيور والحشرات ، وتمثل هذه الموارد الحيوية إضافة أخرى إلى المعالم الطبيعية الخاصة بالصحراء وأحد عوامل الجذب المهمة للسياح خاصة الباحثين ومحبي الطبيعة .
و تنتشر الوديان الجافة بصورة كبيرة في الصحراء الليبية وهى تمثل تناقضاً واضحاً مع الجفاف السائد حالياً وتعد هذه المناطق من أغنى مناطق الصحراء بالمياه الجوفية مما جعلها مناطق استيطان بشرى على مر العصور وفضلاً عن مناظرها الطبيعية الناتجة عن انتشار الواحات والغطاء النباتي المميز المتمثل في النباتات الطبية وحطايا النخيل والأعشاب والأشجار الصحراوية التي تجتذب البحاثة ومحبي الطبيعة تكثر بالوديان أثار مسارات قوافل الإبل والمسارات الرملية والمدن القديمة ومن اشهر وديان منطقة جنوب غرب ليبيا الصحراوية وادى الشاطى ووادي الحياة الذي يتمتع بشهرة سياحية كبيرة كونه مستقر للقبائل الجرمية الليبية التي أقامت حضارة صحراوية مازالت أثار ها باقية حتى الآن ، إضافة إلى وادى عتبة ووادي برجوج وأودية جبال اكاكوس التي تضم مظاهر تعرويه صحراوية كالأعمدة الراسية والموائد الصخرية والقباب والقلاع الكاذبة والتي تعد من أجمل المناظر الطبيعية ومن هذه الأودية وادى أيادار وممر تخرخورى وادى افزجارن ووادي تشونيات.