موقع المغرب العربي الإخباري :
سياسي محافظ مطلوب لمرحلة انتقالية بالجزائر يرى أن الحل الأنجع هو الجمع بين المرتكزات الدستورية في المادتين السابعة والثامنة.
يُتدوال اسم السياسي الجزائري أحمد طالب الإبراهيمي بشكل كبير في الأيام الأخيرة بين نشطاء “الحراك الشعبي”، كما وجهت إليه دعوات من جمعيات وفاعلين لقيادة المرحلة الانتقالية بدلا من رئيس الدولة الحالي عبد القادر بن صالح.
أحمد طالب الإبراهيمي هو ابن العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي نائب رئيس جمعبة العلماء المسلمين، وأحد مؤسسيها رفقة الشيخ عبد الحميد باديس رئيسها الأول.
ولد أحمد طالب الإبراهيمي يوم 5 جانفي 1932 بمدينة أولاد براهم (شرق الجزائر) لأسرة يقال أنها ترقى بنسبها إلى الصحابي أبي بكر الصديق.
كان من القلة القليلة من الجزائريين وقتها الذين التحقوا بالمدرسة الفرنسية، واجتاز جميع مراحلها التعليمية، قبل أن ينال شهادة البكالوريا ويلتحق بجامعة الجزائر نهاية الأربعينيات في تخصص الطب.
كان الإبراهيمي الوالد معارضا لالتحاق ابنه بالمدرسة الفرنسية بسبب محتواها الاغترابي، غير أن الشيخ عبد الحميد بن باديس أقنعه بفوائد تعلم الفرنسية وفضلها في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، ومن ثم درس أحمد طالب في مدرسة فرنسية وبرع فيها براعة مكنته من الالتحاق بالأقسام الثانوية عن جدارة واستحقاق.
في هذه المرحلة من حياة المؤلف أخذت الظاهرة الاستعمارية تتجلى في ذهنه وتكشف عن أنيابها، إذ اعتقل والده واقتيد بعنف نحو وجهة مجهولة إلى أن استقر به الأمر في الإقامة الجبرية بمدينة تبعد عن تلمسان مئات الكيلومترات، وكان السبب الأول في ذلك رفضه القاطع لتأييد فرنسا في حربها ضد ألمانيا عام 1939.
وفي ظل غياب الوالد الذي كان إما في السجن أو المنفى أو في جولة عمل، بدأ أحمد -الطالب في الأقسام الثانوية- يهتم بالسياسة ويزداد تعلقا بها إلى أن بلغ الأمر أوجه خلال أحداث مجزرة 8 ماي 1945 التي راح ضحيتها قرابة 45 ألف شخص من المشاركين وغير المشاركين في المظاهرات التي عمت شوارع مدن سطيف وقالمة وخراطة، ولم تعد مفردات “الوطن” و”الاستقلال” ومثيلاتهما مجرد كلمات، وإنما أصبحت تثير في نفسه كثيرا من الانفعال والتأثر.
التحق الإبراهيمي بجامعة الجزائر عام 1949 في السنة التحضيرية للطب وبها انخرط في جمعية الطلبة المسلمين لشمال أفريقيا وشارك في كل التظاهرات التي نظمتها.
وبالجامعة ولأول مرة اتضحت في ذهنه أهداف التعليم الاستعماري المتمثلة في فصل النخبة عن ثقافتها الأصلية وإشباعها بثقافة دخيلة تنهل منها حتى تصبح أداة للهيمنة الاستعمارية.
وأمام هذه المفارقة كان من واجب الإبراهيمي -كما يذكر- أن يخلص إلى رد فعل جذري وطريقة مثلى للدفاع، وكان ذلك من خلال جريدة باللغة الفرنسية باسم “الشاب المسلم”، تكون بالمقابل وسيلة للتأصيل ومن ثم وسيلة للتحرر.
وبعد خمس سنوات في جامعة الجزائر طار الإبراهيمي إلى باريس والتحق بكلية الطب فيها للسنة الخامسة التي توجت في آخرها بامتحان نظري وفق فيه بنجاح مكنه من التردد على المستشفيات الباريسية والالتحاق بها في السنة السادسة له. وابتداء من هنا وضع الإبراهيمي النضال فوق أي اعتبار آخر، فكان أولا في الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين ثم بعد ذلك في فدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني، ومن ثم المشاركة في العديد من الاجتماعات التي كانت تعقد في المدن الجامعية الفرنسية.
بعد استقلال الجزائر في 5 يوليو 1962، حاول أحمد طالب الإبراهيمي ترك العمل السياسي، وفضل الانغماس في نشاطه المهني كطبيب في المستشفيات الجزائرية، لكن حاله هذا لم يستمر طويلا على خلفية أحداث عرفتها البلاد وقتها.
وكان واضحا أن الإبراهيمي، المتأثر بمواقف والده الشيخ البشير الإبراهيمي، لم يكن راضيا بالسياسة التي انتهجها في ذلك الوقت الرئيس أحمد بن بلة في تسيير شؤون الدولة، فلم يتردد في إبداء معارضته للنظام.
انسخ الرابط :
Copied