المال لا يشتري السعادة، لكن تطوير بعض الصفات العقلية يمكن أن يساعدك على تحقيقها.
هل تريد حقا أن تكون سعيدا؟
وفقًا لعلماء النفس، سيتعين عليك العمل على نقاط قوتك العقلية أي كل تلك الصفات الداخلية التي يمكن أن تساعدك في الحفاظ على صحة عقلية جيدة، دون السماح لنفسك بأن يطغى عليك العالم وضغوطه، بحسب موقع “جي كيو” الفرنسي.
نبحث جميعًا عن السعادة ونريد أن نشعر بالرضا عن حياتنا. والمشكلة تكمن في أننا نميل إلى البحث عن إجابات مقنعة لكن في غير محلها. نتخيل أن سعادتنا مرتبطة، على سبيل المثال، بالعيش في منزل فاخر أو العثور على زوجة جميلة للغاية أو سيارة آخر طراز التي طالما حلمنا بها. ومع ذلك، فقد أثبت العلم مرارًا وتكرارًا أن هذه الأمور ليست مقياسا للسعادة الحقيقة.
يجب أن تنبع السعادة من داخلك ولهذا من الضروري تقوية بعض جوانب عقليتك. هناك العديد من نقاط القوة العقلية التي يمكنك العمل عليها. في هذا الشأن، أجرى عالم النفس ريان إم نيميك دراسة حول هذا الموضوع ونشرت في مجلة علم النفس اليوم والاستنتاجات كالآتي: لقد حدد الباحث 24 مصدرا للقوة، بعضها أساسي لتحقيق درجة معينة من السعادة.
لم يقم الطبيب النفسي رايان م. بهذ الإجراء بمفرده، فقد أطلقت جامعة هارفارد أيضًا دراسات مماثلة وأجرى العديد من الخبراء التجارب نفسها. وتبين أنه من خلال هذه الدراسات المتعددة، يمكننا تحديد بعض النقاط الأساسية.
فيما يلي القوى العقلية الضرورية للسعادة بحسب ما ترجمته “وطن“:
المرونة
كان الأستاذ تال بن شاهار من جامعة هارفارد هو من اقترح هذا المفهوم. يتعلق الأمر بالمرونة والتكيف مع الإجهاد وإدارة المشاعر السلبية بشكل أفضل وفهم أنها جزء من الحياة ويمكنها مساعدتنا على النمو وأن نصبح أقوى من خلال التعلم.
يجب مواجهة أي شيء سيئ يحدث ومجابهة تقلبه لمصلحتك الخاصة: مثلما تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، التي تقتضي منا التعرض لبعض الكدمات، ما يجعل عضلاتنا تنمو أكثر.
الاعتذار
هذه النقطة أساسية لأنها تساعدك على تحرير نفسك من الثقل الهائل التي تعاني منه بسبب الحقد أو الاستياء الكامن في قلبك وعقلك. من خلال مسامحتك للآخؤ أو الاعتذار، أيضًا تتخلي عن كل تلك المشاعر السلبية والغضب، بالإضافة إلى أنك ستتعلم التخلي عما يؤلمك بحيث تمنع تأثيرها فيك لفترة طويلة، حتى تتوقف نهائيا عن تحمل هذا العبء.
الإِبداع
الإبداع مفيد، فهو يمنحك القدرة على تخيل حلول أكثر وأفضل لمشكلة معينة، لاكتشاف مسارات وإمكانيات جديدة، ولكن يمكن أيضًا أن يكون وسيلة للتعبير عن المشاعر وإطلاقها بطريقة صحية وبناءة، حتى لا تغرق في كوب من الماء ولا تتعثر في مشكلة أو تمر بفترة مؤلمة.
الذكاء العاطفي
يتعلق الأمر بفهم عواطفك وعواطف الآخرين وتعلم تنظيم نفسك والاستماع واكتشاف تأثيرك في الآخرين وتأثيرهم فيك. بفضل هذا، يمكنك اكتشاف الأشياء التي تؤثر فيك بشكل سلبي وما يضغط عليك أو يجعلك حزينًا، فضلا عن إيجاد أفضل الطرق للتعامل معها.
هذه المهارة مهمة أيضًا في العمل، حيث من الضروري العمل بشكل أفضل في فريق لتصبح قائدًا جيدًا.
اعرف كيف تقول لا
نجد جميعًا صعوبة في قول كلمة “لا” إلى حد ما، ولكن من المهم جدًا تطوير القدرة على القيام بذلك. يتيح لك ذلك عدم الاضطرار إلى التعامل مع المواقف التي تزعجك أو تجعلك غير مرتاح، وإلا ستجد نفسك مثقلًا بعبء العمل المفرط أو الأشخاص الذين يضغطون عليك.
المفتاح هو معرفة حدودك وتجنب أن ينتهي بك الأمر بتحمل أعباء كنت في غنى عنها.
المثابرة
التعثر أو الفشل أمر طبيعي، ما يهم حقًا هو البدء من جديد. المثابرة والاستمرار في العمل والقتال ورفع رأسك دائما، لا سيما عندما تسوء الأمور أو تصبح صعبة، يتيح لك النمو وتحقيق أهدافك وتجنب الوقوع في ذات الخطأ.
الطريق إلى أهدافك ونجاحك طويل ومتعرج: لن تصل إلى خط النهاية إلا من خلال مواصلة العمل الجاد.