قد يكون تأديب طفل صغير أحيانًا أشبه بالمعركة، وفي حين أنهم ليسوا مستعدين بعد لعواقب أفعالهم فمن المهم البدء في استخدام استراتيجيات الانضباط التي ستعلمهم كيفية إدارة سلوكهم.
يكون الأطفال في عمر السنتين شعلة من الطاقة لا تتوقف عن الجري والقفز واللعب، لذلك من المهم إيجاد طرق صحية لمساعدتهم على أن يكونوا حذرين، إذ يستكشف الأطفال الصغار بكل حواسهم خاصة حاسة اللمس، لكن تنمية مهاراتهم الحركية، جنبًا إلى جنب مع طبيعتهم المندفعة مهمة، لذلك من المهم تعليمهم كيفية لمس الأشياء بطريقة آمنة.
على الرغم من أن الأطفال الصغار يمكن أن يتطلبوا الكثير من الجهد إلا أن مشاهدتهم وهم يكبرون ويتطورون يمكن أن تكون رائعة وممتعة، لكن لإنجاح تحدي تعليمهم الانضباط نصح موقع (فيري ويل فاميلي) الأمريكي بعدد من الخطوات.
يكذب الأطفال الصغار أحيانًا لكنهم قد لا يفهمون أنهم يكذبون، ومن الشائع أن يقول الطفل الصغير “لا” عند طرح سؤال مباشر قد يكون ذلك ردًا على نبرة صوتك أو لغة جسدك، يصعب على الأطفال التعبير عن أنفسهم بكلماتهم وبدلًا من ذلك يميلون إلى استخدام أجسادهم لتُظهر كيف يشعرون.
يمكن أن تؤدي مهارات الاتصال اللفظي المحدودة للطفل إلى نوبات غضب عندما يكون منزعجًا أو غاضبًا ويمكن أن تحدث نوبات الغضب أيضًا عندما لا يستطيع الطفل التعامل مع عواطفه.
العدوان وارد أيضًا ويفتقر الأطفال الصغار إلى المهارات اللازمة لحل النزاع بشكل سلمي ولا يفهمون بعد كيف يمكن أن تؤثر اختياراتهم في الآخرين.
ينصح خبراء السلوك بوضع بعض القواعد المنزلية البسيطة وتطبيقها باستمرار ويحتاج الأطفال الصغار إلى التذكير المتكررة، واستخدام اللغة نفسها في كل مرة للمساعدة في تعزيز كيفية اتباع طفلك للقواعد.
بينما يجب أن تكون استراتيجيات الانضباط الخاصة بك مصممة وفقًا لاحتياجات طفلك، إلا أن هذه الأساليب فعالة بشكل عام للأطفال الصغار.
بدلًا من توجيه الأوامر له بالقيام بشيء معين ينصح بتعليمه عن طريق الممارسة في المرة الأولى والقيام بالأمر أمامه عبر شرح خطواته وتبسيطها، يمكن أن يكون الشعور بعدم قدرتهم على فعل الأمر محفزًا لنوبات الغضب.
إذا كان طفلك غير قادر على الحفاظ على الهدوء في متجر مثلًا أو في زيارة عائلية فقد تضطر إلى إنهائها في وقت مبكر، أو إذا كان طفلك لا يستمع إلى توجيهاتك في الحديقة فتوجه إلى المنزل وحاول مرة أخرى في يوم آخر.
يتقبل الجميع المديح، حتى الأطفال الصغار، لذلك ينصح أخصائيو التربية بمدح السلوك الجيد ويشجع ذلك طفلك على تكراره، امدحيه على اللعب بهدوء أو محاولة ارتداء ملابسه أو جمع ألعابه، وسيكون لديه الدافع لمواصلة العمل الجيد عندما يدركون أنك منتبه.
غالبًا ما يُظهر الأطفال الصغار سلوكًا يبحثون من خلاله عن الاهتمام، مثل نوبات الغضب والأنين واهتمامك بهذه التصرفات قد تجعله مدللًا، في بعض الأحيان يكون أفضل رد هو تجاهل سلوك البحث عن الإهتمام عن قصد، وبمجرد أن يحسن التصرف يمكنك البدء في الانتباه مرة أخرى.
إذا كان الطفل يسيء التصرف لأنه جائع أو متعب، فإن تجاهله لن يحل المشكلة، أما إذا كنت لا تستطيعين تجاهل طفلك تمامًا أو الابتعاد عنه أثناء نوبة غضبه، فاجعلي الأمر محدودًا.
لا يستطيع معظم الأطفال الصغار الجلوس على كرسي لفترة باعتبار أنهم يفتقرون إلى الصبر ومع ذلك قد تتمكنين من استخدام غرفة العقوبة، فقط تأكدي من أن الغرفة آمنة تمامًا للأطفال وضعي طفلك داخلها وأغلق الباب دون استخدام المفتاح، وأبقي طفلك في الداخل لمدة دقيقة واحدة لكل سنة من العمر.
لا تستخدمي غرفة نوم الطفل كمساحة للعقاب، يجب أن يكون سرير طفلك مكانًا آمنًا وهو شعور سيتعرض للتهديد إذا ارتبطت الغرفة بالعقاب.
يرى المتخصصون أنه من غير الطبيعي أن ننتظر من الطفل عدم لمس الأشياء الخطر، وما ينبغي فعله هو جعل البيئة المحيطة به مهيئة للعب والاستكشاف بأمان.
ينصح أيضًا بوضع جدول ليوم طفلك والالتزام بوقت القيلولة ووقت الوجبات الخفيفة ووقت اللعب ووقت النوم، وسيعتاد جسمه على ذلك.
من الأفضل إخبار الطفل بأن وقت اللعب أوشك على الانتهاء بدلًا من منحه “بضع دقائق أخرى” للعب، عبر عن الوقت بمصطلحات يمكن للطفل أن يفهمها.
يجمع خبراء التربية أن الطفل يتعلم كيف يتصرف من خلال مشاهدة الأشخاص من حوله، لدى ينصح بأن يقدِّم الآباء نموذجًا للسلوك الذي يريدون رؤيته ويمكن أن يكون أسرع طريقة لتعليم مهارات جديدة.
ينصح المتخصصون بتقديم تفسيرات موجزة لطفلك، إذ لا يتمتع الأطفال الصغار بالقدرة على الاهتمام طويلًا بما يكفي للاستماع إلى تفسيرات مطولة حول سبب عدم قيامهم بشيء ما.
يفضل أن تكون الجمل قصيرة ومع تطور لغة طفلك يمكنك البدء في استخدام تفسيرات أكثر تفصيلًا.
وبدل التذمر من إخبار طفلك عشرات المرات بفعل شيء معين من الأفضل الحفاظ على الهدوء عندما يكون الآباء قدوة لكيفية التعامل مع مشاعرهم بطريقة سليمة سيتعلم الطفل إدارة عواطفه بشكل أسرع.
يشدد متخصصو السلوك على عدم استخدام العقاب الجسدي أو الكلمات القاسية لتأديب الطفل، إذ أن ضرب الطفل أو توبيخه بصوت عال أو فضحه أمام الناس ليست فقط ردود فعل غير فعالة إنما يمكن أن يكون لها آثار دائمة على جسد الطفل وصحته النفسية والعقلية.
إذا كنت محبطًا من سلوك طفلك، خذ نفسًا عميقًا، وامنح نفسك مهلة أو عد إلى 10 قبل التعامل معه مرة أخرى، وتأكد من تخصيص وقت للعناية بنفسك حتى تضمن إدارة ضغوطك بطريقة صحية وتكون أفضل أب أو تكونين أفضل أم.
الجزيرة