تعد البطاطس من المواد الغذائية التي يتم استهلاكها بشكل شائع والتي تساهم بالعناصر الغذائية الرئيسية في النظام الغذائي بما في ذلك فيتامين C والبوتاسيوم والألياف الغذائية ولكن ماذا عن الدرنات زرقاء اللون؟
وعلى الرغم من قيمتها الغذائية، إلا أن درنات البطاطس التي تبدو زرقاء اللون قد تضر بصحة الإنسان بسبب احتوائها على الجليكوالكالويدات السامة (السولانين).
والسولانين باللاتينية: Solanine مركب سام من المواد الكيميائية وأحد الأيضات الثانوية بالإنجليزية: Secondary metabolites العديدة التي تنتجها بعض النباتات ومنها البطاطس يمكن أن يحدث بشكل طبيعي في أي جزء من النبات، بما في ذلك الأوراق والفاكهة والدرنات.
أضرار البطاطس الخضراء والزرقاء
وتشير البطاطس الخضراء إلى وجود مادة سامة يمكن أن تسبب ضائقة في الجهاز الهضمي أو تسبب غيبوبة تصل إلى الموت في غضون 24 ساعة من الاستهلاك.
وتتمثل أعراض التسمم بالسولانين في المقام الأول عن طريق اضطرابات الجهاز الهضمي والعصبي.
وتشمل الأعراض الغثيان والإسهال والقيء وتشنجات المعدة وحرقان الحلق وعدم انتظام ضربات القلب والصداع والدوخة.
وتم الإبلاغ عن الهلوسة وفقدان الإحساس والشلل والحمى واليرقان واتساع حدقة العين وانخفاض حرارة الجسم في الحالات الأكثر شدة.
وتشير إحدى الدراسات إلى أن الجرعات التي تتراوح بين 2 إلى 5 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم يمكن أن تسبب أعراضًا سامة، وأن الجرعات التي تتراوح بين 3 إلى 6 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم يمكن أن تكون قاتلة.
وبحسب دراسة علمية لموقع chemeurope المهتم بالدراسات الكيميائية في أوروبا تظهر أعراض السولانين عادة بعد 8 إلى 12 ساعة من تناول الطعام.
ولكنها قد تحدث بسرعة تصل إلى 30 دقيقة بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السولانين.
وتظهر بعض الدراسات وجود علاقة بين استهلاك البطاطس التي تعاني من اللفحة المتأخرة (مما يزيد من مستويات السولانين ومستويات الجليكوالكالويد الأخرى) وحدوث السنسنة المشقوقة الخلقية لدى البشر.
ومع ذلك، فقد أظهرت دراسات أخرى عدم وجود علاقة بين استهلاك البطاطس وحدوث العيوب الخلقية.
السولانين في البطاطس
ويتواجد السولانين بشكل طبيعي في جميع أنواع الباذنجانيات، بما في ذلك الطماطم والفلفل والتبغ والباذنجان، بالإضافة إلى نباتات من الأنواع الأخرى.
وتنتج البطاطس بشكل طبيعي مادة السولانين والشاكونين، وهي مادة قلوية غليكوالية ذات صلة، كآلية دفاع ضد الحشرات والأمراض والحيوانات المفترسة.
وتحتوي أوراق وسيقان وبراعم البطاطس بشكل طبيعي على نسبة عالية من الجليكوالكالويدات، وعندما تتعرض درنات البطاطس للضوء، فإنها تتحول إلى اللون الأخضر وتزيد من إنتاج الجليكوالكالويد.
ويعد هذا دفاعًا طبيعيًا للمساعدة في منع أكل الدرنة المكشوفة.
واللون الأخضر هو من الكلوروفيل، وهو في حد ذاته غير ضار، ومع ذلك، فهذا مؤشر على احتمال وجود زيادة في مستوى السولانين والشاكونين.
التعرض للضوء
ويتم فحص الأصناف التجارية من البطاطس في المخابر المتخصصة للتأكد من مستويات السولانين، ومعظمها يحتوي على محتوى السولانين أقل من 0.2 ملجم/جم.
ومع ذلك، فإن البطاطس التي تعرضت للضوء وبدأت في التحول إلى اللون الأخضر يمكن أن تظهر تركيزات تبلغ 1 مجم/جم أو أكثر.
وفي هذه الحالات يمكن أن تؤدي حبة بطاطس واحدة غير مقشرة إلى جرعة خطيرة.
وفي درنات البطاطس، يتطور 30-80% من السولانين داخل الجلد وبالقرب منه.
وبحسب دراسة لمنظمة الصحة العالمية فإن السولانين يمكن أن يسبب آثارا صحية ضارة ومخاطر على صحة الإنسان والحيوان.
ولفتت الدراسة إلى أن ظهور اللون الأخضر تحت الجلد يشير بقوة إلى تراكم مادة السولانين في البطاطس على الرغم من أن كل عملية يمكن أن تحدث دون الأخرى. ويعد الطعم المر في البطاطس مؤشرًا آخر أكثر موثوقية للسمية.
وقد تكون بعض هذه السموم شديدة، لذا فإن تناول هذه الخضار الخضراء بكميات كبيرة قد يسبب آلام شديدة في المعدة وإسهال وجفاف، الحلق ، والعواقب الصحية طويلة المدى تشمل التأثير على الجهاز المناعي أو التناسلي أو العصبي.
وأصدرت تعليمات لرئيس لجنة سلامة الغذاء عبر مجموعة “Jet in the Lokma” بتجنب شراء ثمار البطاطس الخضراء.
وأشارت إلى أنه من الأفضل حفظ البطاطس في مكان بارد وجاف ومظلم، مع ضرورة عدم وضعها في الشرفة، لأن الضوء يسبب إفراز تلك المادة مع الكلوروفيل.