إن داء السكري من بين إحدى أمراض التمثيل الغذائي شيوعًا وتتوافق معظم الحالات مع مرض السكري من النوع 2، وهو المرض المتعلق أساسا بنمط حياة المرء. ولكن هناك نوع آخر غير معروف تقريبًا، مرتبط بمشاكل في البنكرياس وبالالتهابات ومرض السرطان.
بحسب صحيفة “الكونفيدنسيال” الإسبانية،فإن مرضى السكري منتشرون في شتى أنحاء العالم وعددهم كبير جدا. فضلا عن أن الأرقام صادمة: حيث يوجد في العالم 537 مليون مصاب (خمسة ملايين في إسبانيا)، وقد يكون هناك المزيد من المرضى لأن الكثيرين لم يتم تشخيصهم بعد، وفقًا للبيانات التي يعالجها الاتحاد الدولي للسكري.
تقول الصحيفة إن الغالبية العظمى (أكثر من 90٪) تعاني من مرض السكري من النوع 2 (البالغين) وأقل من 5٪ يعانون من داء السكري من النوع 1 (يظهر في الطفولة والمراهقة). كما يمكن أن يؤثر الحمل وبعض الأدوية أيضًا على استقلاب الجلوكوز ويسبب مرض السكري. لكن لا يزال هناك الكثير من مرضى السكري خارج هذا التصنيف وهذا يؤثر على علاجهم.
ووفقا لما ترجمته “وطن” نقلا عن تقول الدكتورة جيما رودريغيز كارنيرو، من مجمع مستشفى جامعة سانتياغو (CHUS) إن إحدى أنواع مرض السكري الذي لا يشك به الأطباء هو النوع 3c (DMT3c)، وهي حالة نادرًا ما تظهر في إرشادات الممارسة السريرية أو في التجارب”. النتيجة المباشرة هي التشخيص الخاطئ، ما يؤدي ما يؤدي إلى علاج غير مناسب وزيادة خطر حدوث مضاعفات.
الأثار
داء السكري من نوع DMT3c (أو البنكرياس) يمثل ما بين 5 و 10 ٪ من مرض السكري المشخص ويعود أصله من الأمراض الالتهابية للبنكرياس والتي تعيق إنتاج الأنسولين. ومع ذلك، تخفي هذه التقديرات البعد الحقيقي للمشكلة.
وطبقا للطبيبة رودريغيز: “غالبًا ما يصنف على أنه مرض السكري من النوع 2، لذلك يمكن أن يمثل حقًا 20٪ من الحالات أو أكثر، تماما كما يمكن استنتاجه من دراسة أجريت على 1800 مريض في المستشفى والتي أظهرت أن ما يصل إلى 49٪ من المصابين بداء السكري من النوع DMT3c ج قد تم تصنيفهم بشكل خاطئ”.
وتبعا لتجرجمة “وطن”، فإن التهاب البنكرياس المزمن هو السبب الأكثر شيوعًا لمرض السكري من النوع 3c وهو وراء 79 ٪ من الحالات، وفقًا للخبير، لكن داء ترسب الأصبغة الدموية والتليف الكيسي وسرطان البنكرياس يؤدي أيضًا إلى اضطراب التمثيل الغذائي.
من جهتها تؤكد الطبيبة جيما: “أهم شيء هو أن يؤخذ في الاعتبار عند مرضى البنكرياس أنهم قد يكونون مصابين بالسكري من النوع 3. فوضع هذا المرض كاحتمال كبير أمر ضروري لحسن تشخيصه”.
في الحقيقة لا يوجد اليوم أدلة علمية ثابتة متعلقة بعلاج داء السكري من النوع 3DMT، وذلك نظرًا لعدم وجود دراسات طويلة الأمد أو تجارب إكلينيكية لعقاقير سكر الدم التي تشمل هؤلاء المرضى. لذلك تستند معظم الأدلة إلى رأي الخبراء، الذين يوصون بأدوية الميتفورمين والأنسولين” (عادةً بهذا الترتيب).
بالإضافة إلى الأدوية، تؤكد الطبيبة المختصة في الغدد الصماء على أنه “يجب التعامل مع جميع المرضى من منظور التغذية والتمارين البدنية، لأنه بالإضافة إلى المساعدة في التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم، فإنه يوفر أيضًا فوائد تحسن من التمثيل الغذائي”.
مرض مزمن
إن تطوير مرض DMT3c بعد التهاب البنكرياس يعادل المعاناة من مرض مزمن، لأن الالتهاب الثانوي لالتهاب البنكرياس يؤدي إلى تليف وتدمير غدة البنكرياس، ما يتسبب في تطور هذا النوع من مرض السكري.
في حالة عدم وجود معلومات، من المتوقع أن يتسبب مرض السكري من نوع 3cDMT في نفس مضاعفات الدورة الدموية (الدقيقة والأوعية الدموية الكبيرة) مثل مرض السكري من النوع 2 و إذا كان المريض المصاب بالتهاب البنكرياس المزمن مصابًا أيضًا بمرض السكري، فسيكون لديه مخاطر أعلى للوفاة مقارنة بأولئك الذين يعانون من التهاب البنكرياس المزمن فقط (لا يشكون من مرض السكري)”.
فرصة جيدة
داء السكري من نوع DMT3c له جانب إيجابي فيما يتعلق بسرطان البنكرياس، وهو أحد الأورام ذات التشخيص الأسوأ، من بين أسباب أخرى لأنه يتم اكتشافه عادة عندما يكون متقدمًا للغاية وغير قابل للشفاء. بالإضافة إلى قلة الأعراض، هناك نقص في العلامات التي تؤدي إلى الشك في أن الورم يتشكل.
بيد أن مجموعة العلماء بقيادة نوريا مالاتس، من المركز القومي لأبحاث السرطان (CNIO) حثّت في مقال نُشر في مجلة “Gut” ، على تحسين تصنيف الأنواع المختلفة لمرض السكري، لأن النوع 3c يمكن أن يكون مظهرا من مظاهر سرطان البنكرياس.
علاوى على ذلك، وجد المؤلفون أن سرطان البنكرياس هو سبب تطور مرض السكري من النوع 3c في 26٪ من الحالات. كما تدافع مالاتس عن أن “هذا الاكتشاف يمكن نقله إلى النظم الصحية الوطنية كعامل يؤخذ في الاعتبار للكشف المبكر عن سرطان البنكرياس”.
داء السكري الآخر الأقل شهرة
يعد مرض السكري من نوع DMT3c-نظرًا للافتقار الكبير للمعلومات بشأنه- إحدى الأمراض التي كشف عنها المؤتمر الأخير لجمعية السكري الإسبانية. لكنه لم يكن مرض السكري النادر الوحيد. كان هناك أيضًا حديث عن:
- مرض السكري الناجم عن الأدوية: يُذكر أن الكورتيكوستيرويدات ومضادات الفيروسات القهقرية لفيروس نقص المناعة البشرية والعلاج المناعي للسرطان، تساعد على تطوير اضطراب التمثيل الغذائي. ولأن الستيرويدات تزيد من مقاومة الأنسولين وإنتاج الجلوكوز، كما تقلل مضادات الفيروسات القهقرية أيضًا من إفراز الأنسولين وتسبب التهابًا مزمنًا ويدمر العلاج المناعي خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
- مرض السكري المرتبط بالضمور الشحمي (الغياب الكلي أو الجزئي للأنسجة الدهنية): يتعلق بمقاومة الأنسولين الشديدة التي يعاني منها هؤلاء المرضى.
إن معرفة جميع أشكال مرض السكري الموجودة وأسبابها هي خطوة كبيرة نحو القدرة على وقف التقدم الاستثنائي لهذا المرض الذي سيعاني منه بحلول عام 2030 643 مليون شخص ويتسبب في أكثر من 6 ملايين حالة وفاة سنويًا.