خلص بحث جديد من جامعة باث إلى أن التخلي على وسائل التواصل الاجتماعي يقلل من أعراض الاكتئاب والقلق.
يستخدم 80٪ من الإسبان شبكات التواصل الاجتماعي يوميًا. ويقضون ما يصل إلى ساعتين من كل يوم منغمسين في صور أشخاص آخرين. بالإضافة إلى التعليقات وردود الأفعال المشينة وإجراء محادثات مبتذلة.
هذا الوجود القوي لـمواقع الـ Facebook أو Instagram أو TikTok أو Twitter، في حياتنا قد أثر على صحتنا العقلية أكثر مما كنا نعتقد. وفق ما أظهرت عشرات الدراسات.
خلص بحث جديد من جامعة باث (المملكة المتحدة) إلى أن الانفصال عن الشبكات الاجتماعية لمدة أسبوع يكفي لتجربة آثار إيجابية على الصحة العقلية.
على وجه التحديد، حددت الدراسة المنشورة في “علم النفس السيبراني والسلوك والشبكات الاجتماعية” أن التخلي عنها يقلل من أعراض الاكتئاب والقلق، حسبما نشرته صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية.
مشاركة 154 شخصًا في الدراسة
قام الباحثون بشكل عشوائي بتقسيم 154 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 72 عامًا -كانوا يستخدمين يوميًا وسائل التواصل الاجتماعي- إلى مجموعتين.
طُلب من أعضاء مجموعة التوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع والأخرى مواصلة استخدامها كالمعتاد. في بداية الدراسة، تم أخذ المقاييس الأساسية للقلق والاكتئاب والرفاهية.
بعد مرور أسبوع، وجد الباحثون أن الأشخاص الخاضعين للدراسة الذين استغنوا عن مواقع مثل Instagram أو Twitter أو Facebook، شهدوا تحسينات كبيرة في مستويات الرفاهية والاكتئاب والقلق.
وبشكل أكثر تحديدًا، سجلوا تحسنًا بمقدار 4.9 نقطة في الحالة المزاجية. بالإضافة إلى انخفاض بنسبة 2.2 في أعراض الاكتئاب و 1.7 في القلق، وفق ما ترجمته “وطن”.
تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة جيف لامبرت: “نحن نعلم أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فاق الحدود. وأن هناك مخاوف متزايدة بشأن آثارها على الصحة العقلية. لذلك أردنا من خلال هذه الدراسة معرفة ما إذا كان مجرد مطالبة الناس بأخذ استراحة لمدة أسبوع يمكن أن يجلب فوائد للصحة العقلية”.
وتوضح” “شهد العديد من المشاركين آثارًا إيجابية لابتعادهم عن وسائل التواصل الاجتماعي، مع تحسن الحالة المزاجية وانخفاض القلق بشكل عام. هذا يشير إلى أنه حتى الاستراحة القصيرة يمكن أن يكون لها تأثير”.
القلق والاكتئاب والشبكات الاجتماعية
عندما سئل عالم النفس سيرجيو غارسيا سوريانو عما إذا كانت الشبكات الاجتماعية يمكن أن تسبب الاكتئاب والقلق، أوضح أن ذلك يكون “اعتمادًا على معدل الاستخدام”.
وهذا ما قاله اختصاصي الإدمان للصحيفة: “هناك فرضية مفادها أننا إذا أسأنا استخدام الشبكات الاجتماعية وجعلناها روتينية. بدلاً عن عيش الحياة بطريقة أكثر انفتاحًا تجاه العالم، يمكن أن يجعلنا ذلك أشخاصًا صارمين. وهذه الخاصية سترتبط بالاكتئاب والقلق وانعدام الرفاهية”.
فيما يتعلق بالمجموعات السكانية التي قد تتأثر صحتها العقلية بموقع إنستغرام أو فيسبوك، يشير الطبيب النفسي إلى الفئة الشبابية.
ويوضح” “قد يكون استخدام المواطنون للمواقع الرقمية مفرطًا، لذلك قد يكونون أكثر عرضة لطريقة استخدام غير مسؤولة”. لكنه يوضح أيضًا أن هذا الجيل لديه أدوات لا يتعين على الآخرين مواجهتها وفهم الإنترنت.
من ناحية أخرى، نظرًا للحجة المعاكسة التي مفادها أن طرق التدريس على وسائل التواصل الاجتماعي قد تم إجراؤها مع الشباب، يشير غارسيا إلى أن كبار السن يمكن أن يتأثروا أيضًا.
“بالنسبة لهم، تعد الشبكات أمرًا مهمًا لدرجة أنهم يتعاملون معها بسلسلة من الشرائع الصارمة للغاية، لا سيما عندما يكتشفون ارتفاع نسبة الأدرينالين لديهم. فضلا عن أنهم يمتلكون موارد أقل بكثير من الشباب للتعامل مع هذه المواقع عاطفيا”.