وفقا لدراسة حديثة، فإن عنصر الغلوتين يمكن أن يؤدي إلى التهاب الدماغ. وبفضل الباحثين، أصبح من الممكن معرفة المزيد عن مدى تأثير الغلوتين على الجسم الإنسان.
وفي الواقع، وفقًا للعمل على الفئران الذي أجراه فريق من العلماء من جامعة أوتاغو في نيوزيلندا ونشر في مجلة Neuroendocrinology، يمكن أن يسبب الغلوتين التهابًا في الدماغ، وفق ما نقله موقع “بوركوا دكتور” الفرنسي.
الغلوتين سيكون له نفس تأثير نظام غذائي عالي الدهون على الدماغ
الغلوتين عبارة عن مجموعة من البروتينات الموجودة في بعض الحبوب، على غرار: (القمح، الجاودار، الشعير، الشوفان، الحنطة، حبوب الكاموت أو سلالاتها المهجنة) وكذلك في المنتجات المصنوعة من هذه الحبوب و 70٪ من المنتجات المصنعة.
من جهة أخرى، يعاني 1٪ من سكان فرنسا من عدم القدرة على تحمل الغلوتين، المعروف أيضًا باسم مرض الاضطرابات الهضمية، وهو حالة من أمراض المناعة الذاتية لا يوجد علاج لها سوى الابتعاد التام عن الغلوتين والملوثات المحتملة في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، اكتشف العلماء ظاهرة جديدة، إذ قال الباحث الرئيسي أليكس توبس، الأستاذ المساعد في جامعة أوتاجو: “يمتلك الدماغ نوعين من الخلايا المناعية تشبه البلاعم في الدم؛ وهي الخلايا النجمية والخلايا الدبقية الصغيرة”.
كما أوضح: “وجدنا أن الغلوتين والنظام الغذائي الغني بالدهون يزيدان من عدد هذه الخلايا المناعية. وقد أدى تأثير الغلوتين المضاف إلى النظام الغذائي العادي إلى زيادة عدد الخلايا بنفس القدر كما لو أن الفئران قد تم تغذيتها بنظام غذائي غني بالدهون، إذ إنه عندما أضيف الغلوتين إلى النظام الغذائي عالي الدهون، زاد عدد الخلايا بشكل أكبر”.
قد يتسبب الغلوتين في تلف الدماغ
لا يعرف الباحثون سبب حدوث هذا الالتهاب. ومع ذلك، يمكن أن يكون بسبب مكونات الغلوتين المقاومة للهضم التي تسبب استجابة مناعية – مماثلة لتلك التي تظهر في مرضى الاضطرابات الهضمية – لتظهر فيما بعد في الدماغ،
وخلص الباحثون إلى أنه “إذا أدى الغلوتين إلى التهاب منطقة ما تحت المهاد لدى البشر، ما يؤدي إلى تلف في الدماغ، فقد يكون لذلك آثار ضارة طويلة المدى، مثل زيادة وزن الجسم وضعف تنظيم نسبة السكر في الدم. وإذا استمرت هذه التأثيرات، فقد تؤدي إلى تفاقم المخاطر، على سبيل المثال، ضعف الذاكرة، المرتبط بضعف تنظيم نسبة السكر في الدم”.