في حادثة مروّعة لم تخلُ من الطرافة، اقتحمت مجموعة من الأفيال الضخمة مدينة غاروا في شمال الكاميرون بعد أن أصابها العطش بسبب الجفاف الشديد الذي يضرب المنطقة. الأمر الذي دفع المواطنين لاستدعاء السلطات المعنية للتعامل مع الموقف “الحرج والمخيف”، الذي وجدوا فيه أنفسهم.
مشهد مرعب لأفيال تقتحم مدينة كاميرونية
وحسب وسائل إعلام محلية، فقد أدى هذا الاقتحام إلى حالة من الذعر والفوضى بين السكان الذين هربوا من منازلهم ومحلاتهم، خوفاً من هجوم الأفيال عليهم (عددهم أربعة).
Emergency!!!!!!
Human-elephant conflict currently in North Cameroon APADIME has been alerted to an elephant herd attack in one community. pic.twitter.com/jvDYncaaNY— APADIME (@EwouleE) May 25, 2023
وقال شهود عيان، إن الأفيال الأربعة دخلت المدينة من اتجاه الغابات المجاورة، وبدأت تبحث عن مصادر للماء والطعام في الشوارع والحدائق والمزارع.
وتظهر في مقاطع فيديو متداولة، محاولة بعض رجال الأمن وفي أيديهم بنادق تقليدية وهم يحاولون تحييد مجموعة الأفيال عن المناطق المأهولة بالسكان تجنباً لأي أضرار بشرية. فيما هُرع آخرون لتوثيق المشاهد النادرة التي لم يسبق لأغلبهم (أو كلهم حتّى) رؤيتها.
وأوردت تقارير إعلامية محلية أنباءً عن سقوط ضحية جراء هذا الحادث، وهي امرأة لم يتمّ التعرّف على هويتها بعد.
لاحقاً، تدخلت قوات الأمن لإخلاء المدينة من الأفيال، وإعادتها إلى محمية طبيعية قريبة من المدينة، حيث تعيش هذه الحيوانات بشكل طبيعي.
وقال مسؤولون محليون إن هذه الحادثة نادرة جداً، وأنها تعكس تأثير التغير المناخي على البيئة والحياة البرية في المنطقة.
وأوضح أبو بكر أدامو، مسؤول التنمية المحلية في مؤسسة الحياة البرية الأفريقية: “عندما لا توجد مياه في مكان ما، فإنهم يهاجرون إلى أماكن أخرى حيث يمكنهم العثور على المياه والموارد الأخرى”، حسب تقرير لـ”رويترز“.
الوضع تحت السيطرة
أفاد جان نيميج، مسؤول الغابات والحياة البرية في المنطقة، أن أربعة أفيال أغارت هذا الأسبوع على مدينة “مروا” عاصمة منطقة الشمال الأقصى، وكانت الأفيال دهست طفلاً في إحدى القرى القريبة قبل ذلك.
وتابع المسؤول البيئي الكاميروني، في بيان نُشر عقِب الحادثة: “انتقلت الأفيال بحثاً عن الماء بسبب الطبيعة القاحلة للمنطقة”، مضيفاً أن القطيع رُصد لأول مرة قرب الحدود مع تشاد.
وقال نيميج في سياق سرده للحادثة، إن الحراس يحاولون إبعاد الأفيال وتوجيهها إلى متنزه وطني، يبعد نحو 120 كيلومتراً عن مدينة غاروا.
وبالفعل، فقد سيطرت سلطات إنفاذ القانون ووكلاء وزارة الغابات والحياة البرية على الوضع صباح أمس الأربعاء، حسب ما ذكر موقع “جورنال دي كاميرون” المحلي.
الانقراض يهدد الفيلة في الكاميرون والعالم
الأفيال في الكاميرون هي من بين أكثر الأنواع تهديداً بالانقراض في العالم، حيث تواجه خطر الصيد غير المشروع وفقدان الموائل والتغير المناخي.
وفقاً لتقرير صادر عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، يعيش ما يقدر بنحو 6830 فيلاً في الكاميرون، مما يجعلها واحدة من أكبر تجمعات الأنواع المهددة بالانقراض في إفريقيا.
وتشير التقديرات إلى أنّ هذا الرقم قد يستمر في التناقص إذا لم تتخذ إجراءات فورية لحماية هذه الحيوانات الرائعة والمُسالمة.
وتعمل بعض المنظمات غير الحكومية والسلطات المحلية على تعزيز جهود حفظ الأفيال في الكاميرون، من خلال مشاريع مثل توفير الملاذات الآمنة وزيادة الوعي وتشجيع التعاون بين المجتمعات المحلية والحكومة.
ومع ذلك، فإن هذه المبادرات لا تزال تواجه تحديات كبيرة نظراً لضعف التمويل والإمكانات والتنسيق. ولذلك، فإن دعم المجتمع الدولي مطلوب بشدة لإنقاذ الأفيال في الكاميرون من خطر الانقراض.
والكاميرون هي دولة أفريقية تقع على الساحل الغربي للقارة، وتُطِلّ على خليج غينيا والمحيط الأطلسي. تتميز الكاميرون بتنوّعها الجغرافي والثقافي، وتلقّب بـ”أفريقيا المصغرة”.
تبلغ مساحتها نحو 475 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها نحو 27 مليون نسمة. عاصمتها هي مدينة ياوندي، وهي ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد دوالا. يعتمد اقتصادها على الزراعة والتعدين والنفط والغاز.