يحذر الأهالي أطفالهم دائما من إطالة النظر إلى الشاشات لما قد تسببه من ضرر على صحة عيونهم. وقد تبين أن مخاوف الأهالي محقة في هذا الخصوص، بعد أن أثبتت الدراسات أن الإضاءة التي تنبعث من الشاشات على اختلافها سواء شاشات الأجهزة الذكية أو التلفاز أو الحاسوب، تؤذي العين وتؤدي إلى قصر النظر أو حتى خسارته بشكل تدريجي.
وأكد مجموعة من الخبراء على أهمية ضوء النهار لنمو العين الطبيعي لدى الأطفال، وفقا للأكاديمية الأمريكية لطب العيون (AAO)، وأظهرت دراسة أخرى، أن كل ساعة إضافية يقضيها الأطفال في الهواء الطلق، كفيلة بخفض نسبة إصابتهم بقصر النظر. بحسب ما نشره موقع ساينس نيوز.
وفي هذا السياق، قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين إن قِصر النظر يعد من مشاكل العيون الشائعة لدى الأطفال، موضحة أن أسبابه تتمثل في قلة التعرض لضوء النهار بسبب قلة الحركة والاقتراب من شاشة التلفاز والكمبيوتر.
وقصر النظر هو عدم القدرة على رؤية الأجسام البعيدة بوضوح، ولتجنب إصابة الطفل بقِصر النظر يتعين على الآباء تحديد مدة استخدام الطفل للأجهزة الإلكترونية، مع الحرص على أن يتعرض الطفل كثيرا للضوء الطبيعي والإكثار من الأنشطة الحركية، وذلك من خلال اللعب في الهواء الطلق والانطلاق في نزهات إلى المساحات الخضراء.
ولكي يتطور نظر الطفل بشكل طبيعي، ينبغي أن يخضع الطفل لفحوصات العيون بدء من عمر ثلاث سنوات لاكتشاف إصابته بقِصر النظر مبكرا وعلاجه في الوقت المناسب بواسطة النظارات الطبية والعدسات اللاصقة وقطرة العين.
ويعد قصر النظر من مشاكل الرؤية الأكثر شيوعا في مرحلة الطفولة، إذ تؤكد الدراسات أن قرابة 9 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما، يعانون من قصر النظر ما يمنعهم من رؤية الأشياء عن قرب، ورغم أن تشخيص قصر النظر قد لا يبدو خطيرا، فمن المهم معالجته بالعدسات التصحيحية (النظارات أو العدسات اللاصقة) في أسرع وقت ممكن، لحماية الأطفال من الإصابة بحالات خطيرة تتعلق بالرؤية لاحقا مع تقدمهم بالسن.
وتتراوح درجات قصر النظر عند الأطفال بين البسيطة والشديدة، ففي المرحلة الأولى لا يتمكن الطفل في الحالة الأولى من التركيز على الأشياء البعيدة بسهولة مثل أي طفل لديه رؤية طبيعية، ومن ثم يحتاج إلى الوقوف قرب الشيء ليكون في بؤرة التركيز.
أما في الحالة الثانية، فيحدث قصر النظر الشديد عند إهمال علاج الطفل في المراحل الأولى من إصابته بقصر النظر ما يؤدي إلى تأثر العينين بشكل واضح، وقد يصل الأمر إلى إصابة مقلة العين ببعض المشكلات وتكوّن طبقة من المياه الزرقاء على العينين.
ومن العلامات الواضحة جدا التي تعرف بها الأم أن طفلها ليس على ما يرام، هي أن يقوم الطفل برمش عينيه وفركها كثيرًا ولا يرى الأشياء البعيدة، كما يلازم الصداع الطفل الذي يصاب بقصر النظر الشديد، ويزيد الصداع عندما يبدأ الطفل بالمراجعة أو القراءة أو التحديق في شيء ما.
وستلاحظ الأم أن طفلها تبدو عليه علامات غريبة وكأنها حول، وإذا رأت هذه العلامات يجب عليها الذهاب إلى الطبيب فورا لأن طفلها سيكون في حالة متدهورة للغاية، كما سيفقد بعض توازنه وستلاحظ أنه ينظر في اتجاه واحد فقط في الغالب، وستصبح لدى طفلها حساسية تجاه أي ضوء قوي يضيء بجانبه، وستقوم عينه بإفراز الكثير من الدموع في أوقات لا يبكي فيها بالفعل.
elwehda