أكد علماء آثار -في دراسة نشرت حديثا- أنهم وجدوا أدلة جديدة على مضغ البشر التبغ منذ أكثر من 12 ألف عام، أي أقدم بـ9 آلاف عام مما كان يعتقده العلماء سابقا.
في تقرير نشرته مجلة “نيوزويك” (news week) الأميركية، تقول الكاتبة أنابيل دولينير إن التبغ الذي يعد الحشوة الأساسية للسجائر في وقتنا الحاضر، هو في الأساس أحد مشتقات نبتة “النيكوتيانا”، وموطنه الأصلي أميركا الشمالية والجنوبية، حيث دجن السكان الأصليون النبتة قبل آلاف السنين، وغالبا ما تم استخدامه في المناسبات الدينية والاحتفالات، إضافة إلى الاستخدامات الطبية. ويشير أقدم سجل معروف لاستخدام التبغ إلى أنه تم تدخينه بواسطة الغليون.
وذكر مؤلفو الدراسة -التي نشرت قبل أيام بمجلة “السلوك الإنساني الطبيعي” (Nature Human Behaviour)- أن التبغ كان يملك “التأثير الاجتماعي والاقتصادي الأكثر أهمية” من بين جميع “النباتات المنشطة التي يفضلها البشر”.
وقد وجد فريق من الباحثين بقيادة دارون ديوك -المؤلف الرئيسي للدراسة- 4 بذور متفحمة من مجموعة متنوعة من التبغ الصحراوي المعروف باسم “نيكوتيانا أتيوانا”، خلال عملية بحث وتنقيب موسعة أجراها الفريق في موقع “عظم الترقوة” في صحراء بحيرة سولت ليك الكبرى بولاية يوتا في الولايات المتحدة.
وقال ديوك إن “هذا النوع لم يتم تدجينه قط، رغم أن السكان الأصليين لا يزالون يستخدمونه في المنطقة حتى يومنا هذا”.
ويشير العثور على هذه البذور في بقايا موقد قديم إلى أن البشر في تلك الحقبة كانوا يستخدمون التبغ. وحسب الدراسة، فإن “البذور التي تم العثور عليها في مواقد ما قبل التاريخ تمثل على الأرجح دليلا على الاستخدام البشري، ما لم يكن ذلك بسبب عوامل طبيعية”.
وتضيف الكاتبة أن فريق الباحثين أصبح متأكدا من أن البشر كانوا يستخدمون التبغ منذ ذلك التاريخ، إلا أن طريقة استهلاكه لا تزال غير معروفة.
وأكدّ ديوك وزملاؤه أنه “لا يمكن تحديد طريقة الاستخدام البشري للتبغ في الموقع المكتشف على وجه الدقة، ولكن بعض الاعتبارات مفيدة لتقليص عدد الاحتمالات الممكنة. نملكُ حاليًا فكرة واحدة، وهي أن التبغ كان يستخدم باعتباره نشاطا بشريا قرب الموقد بجانب عملية إعداد الطعام”.
ويوضح ديوك “نحن نعرف القليل جدا عن ثقافتهم.. الشيء الذي يثير اهتمامي أكثر حول هذا الاكتشاف هو النافذة الاجتماعية التي يفتحها لنا هذا النشاط البسيط لفهم ماض غير موثق”.
نيوزويك