أتاحت 796 شركة يابانية خدمة تطبيق “أيل غوين” Aill goen لموظفيها، بما في ذلك عملاق الاتصالات “إن تي تي دوكومو” NTT DoCoMo وبنك ميزوهو Mizuho وخطوط “أول نيبون” الجوية All Nippon وصحيفة “ماينيشي شيمبون” اليومية Mainichi Shinbun.
ويعمل هذا التطبيق على تحليل أذواق المستخدمين وتحسين خياراتهم ومساعدة الموظفين على إيجاد شريكات حياتهم، والذي بدأ العمل به بداية يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي تقرير نشرته صحيفة “لوموند” (lemonde) الفرنسية، يقول الكاتب فيليب مسمر إنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي كان 76% من المستخدمين على هذا التطبيق قادرين على ترتيب لقاءات فيما بينهم، وذلك وفقا لتحقيق أجرته شركة “أيل” الناشئة التي يقع مقرها طوكيو والمسؤولة عن إنشاء تطبيق ما يسمى “المواعدة” بين موظفي الشركات.
وتقول الرئيسة التنفيذية للشركة تشينا تويوشيما في تصريح لوكالة “كيودو” للأنباء “أردت إنشاء منصة للموظفين بهدف تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة بسهولة، وهو ما يضمن في نفس الوقت نمو الشركات”. وخطرت لها فكرة إنشاء هذا التطبيق عام 2018، عندما كانت مسؤولة في شركة بقطاع الصيدلة.
في خدمة العزّاب
ذكر الكاتب أن غالبية النساء اللاتي يتقلدن مناصب عليا عازبات ولديهن فرصة ضئيلة للبحث عن شريك. وتقول تويوشيما “تريد الشركات من موظفيها إظهار روح المبادرة. غالبا ما يعاني الموظفون بسبب عبء العمل الزائد لدرجة أنهم لا يجدون الوقت الكافي للاعتناء بحياتهم الشخصية”.
وتضيف “مع ظهور كوفيد-19، لم يتحسن الوضع وأصبح أرباب العمل أكثر قلقا بشأن الصحة العقلية لموظفيهم الذين غالبا ما يكونوا منعزلين في منازلهم ويفتقرون إلى أي تفاعل جسدي مع الآخرين”.
خدمة “أيل غوين” قائمة على تقنية الذكاء الاصطناعي. ومن بين ميزات هذا التطبيق تحليل مدى توافق كل طرفين بالتفصيل، وتقدير مستوى إعجاب الشريك المحتمل عن طريق دراسة تطور المحادثات.
كما أن هذا التطبيق مصمم ليتصرف مثل صديق موثوق به، ولا يتردد في التدخل خلال تبادل الرسائل النصية لطلب لقاء بين الطرفين اللذين يحاولان التعارف. كما يقترح على المستخدمين أسئلة يمكن طرحها لتسهيل المحادثات.
ويقول موظف (27 عامًا) على موقع الشركة الناشئة “بعد يوم عمل، يكون التفكير أثناء إجراء المحادثة أمرًا معقدًا أحيانا. وهذا التطبيق مفيد لأنه يقترح ردودًا أثناء المحادثات ويحاول تسييرها. وفي النهاية، يتم تحديد اللقاء بشكل طبيعي تمامًا”.
خدمة اجتماعية
يكلف الانخراط بهذه الخدمة 6 آلاف ين (46 يورو) شهريًا، لكن غالبية الشركات أضافته إلى المزايا المقدمة للموظفين. وقد عمل اتحاد كيوشو الاقتصادي على تكييف الخدمة لتضم جميع موظفي الشركات الأعضاء فيه.
وتؤكد إحدى الموظفات (26 عاما) “لم أستخدم مواقع التعارف من قبل. لكني أستخدم هذا التطبيق بكل ثقة، لأنه خدمة اجتماعية خاصة بالشركة”.
ونجاح “أيل غوين” دليل على أن الشركات تهتم دائمًا بخصوصية موظفيها حتى لو كان ذلك يعني لعب دور يشبه “الخاطبة”. وحتى أوائل ثمانينيات القرن الماضي، قامت كبرى الشركات بتوظيف سيدات ينحدرن من عائلات ميسورة الحال، لكن هدفهن لم يكن بناء مسيرة مهنية في صلب هذه الشركات وإنما الزواج من موظف وترك وظائفهن بمجرد الزواج والتفرغ الكامل لرعاية أسرهن الجديدة.
في نظر المجتمع الياباني الذي لا يزال محافظًا، الزواج أمر مهم في حياة الفرد. وحسب الأخصائية الاجتماعية موريل جوليفيت “عدم الزواج يعني في هذا المجتمع أن الشخص فاشل”.
ويساعد تطبيق مثل “أيل غوين” في التعامل مع مشكلة مجتمعية شائكة، وهي انخفاض عدد الزيجات بنسبة 12.3% عام 2020 والمواليد 2.8%، وهو ما يزيد من تفاقم ظاهرة تهرّم السكّان التي تستمر في التسارع.
