الأطفال الذين يحبون القراءة تكون نتائجهم جيّدة في الاختبارات المعرفية في مرحلة المراهقة، مقارنة بالأطفال الذين لم يقرؤوا.
ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Psychological Medicine، فإن الأطفال الذين يقرؤون لمجرّد المتعة، وليس من منطلق الالتزام، يتمتعون بقدرات معرفية أكبر خلال فترة المراهقة. وهذا يشمل، على وجه الخصوص، اكتساب مهارات أكبر من حيث الذاكرة والتعلم وحتى النجاح في المدرسة بنتائج جيّدة.
وبحسب ما نشره موقع “بوركوا دكتور” الفرنسي، تستند هذه الدراسة إلى بيانات أكثر من 10000 طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و 13 عامًا، إذ قام الباحثون من جامعتي كامبريدج ووارويك في المملكة المتحدة وجامعة فودان في الصين، بتحليل معلومات مختلفة، على غرار: المقابلات السريرية والاختبارات المعرفية والتقييمات العقلية والسلوكية ومسح الدماغ، أي تصوير الدماغ.
كيف تحلل فوائد القراءة على القدرات المعرفية؟
كان الهدف من هذه التحليلات؛ هو المقارنة بين الشباب الذين بدأوا القراءة من أجل المتعة في سن مبكرة، بين سنتين وتسع سنوات، أي أولئك الذين أصبحت القراءة بالنسبة لهم متعة، وأولئك الذين لم يحبوا القراءة مطلقًا.
هذا ولقد أظهرت النتائج أن 48٪ من الأطفال لم يكن لهم تجارب إيجابية عند القراءة، بينما أولئك الذين أمضوا ما بين ثلاث إلى عشر سنوات من عمرهم في القراءة من أجل المتعة كانت تجاربهم إيجابية بأكثر من 50٪.
النوم والرفاهية والقدرات المعرفية: الفوائد المتعددة للقراءة
وجد المؤلفون أن الأطفال الذين يبدؤون القراءة من أجل المتعة في وقت مبكر من حياتهم يكون أداءهم في الاختبارات المعرفية وصحتهم عقلية أفضل عند دخولهم مرحلة المراهقة. كما يتمتع هؤلاء الأطفال أيضًا بصحة نفسيّة متوازنة، حيث تظهر عليهم علامات أقل للتوتر والاكتئاب، فضلاً عن تحسن الانتباه وتقليل المشكلات السلوكية مثل العدوانية أو العصيان،
علاوة على ذلك، فإن الشباب الذي قرؤوا في مرحلة مبكّرة من أجل المتعة يقضون وقتًا أقل أمام الشاشة خلال الأسبوع، وفي عطلات نهاية الأسبوع في فترة المراهقة، وينامون لفترة أطول.
عندما نظر الباحثون في فحوصات الدماغ، وجدوا أن المشاركين الذين قرؤوا من أجل المتعة في سن مبكرة لديهم مناطق وحجم دماغ أكبر إلى حد ما، بما في ذلك مناطق الدماغ التي تلعب أدوارًا حاسمة في الوظائف الإدراكية. ووفقًا للمؤلفين، يبدو أن 12 ساعة من القراءة في الأسبوع تعتبر عدد ساعات مثالية للحصول على أكبر قدر من الفوائد من حيث بنية الدماغ.
وفي الواقع، كان هناك تراجع تدريجي في الإدراك، والذي يمكن أن يكون سببه قضاء المزيد من الوقت في الجلوس ووقت أقل في القيام بالأنشطة الأخرى التي يمكن أن تكون مفيدة معرفيًا، بما في ذلك الرياضة والأنشطة الاجتماعية.
لماذا القراءة مهمة في أثناء الطفولة والمراهقة؟
في السياق ذاته، ذكر المؤلفون: “على عكس الاستماع واللغة المنطوقة التي تتطور بسرعة وسهولة لدى الأطفال الصغار، فإن القراءة هي مهارة تعليمية يتم اكتسابها وتطويرها بمرور الوقت”.
مع تطور الدماغ خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، يعتقد الباحثون أن هذا هو الوقت المثالي لاعتماد السلوكيات التي تدعم تطورنا المعرفي وتعزز صحة الدماغ، خاصة وأن القراءة لها تأثيرات إيجابية أخرى، فبحسب ما أوضحته باربرا ساهاكيان، الأستاذة في قسم الطب النفسي بجامعة كامبريدج والمؤلفة المشاركة للدراسة: “تساعدك القراءة على تطوير ملكة التفكير والإبداع، وتزيد من التعاطف وتقلل من التوتر“.
ومع بداية العطلة المدرسية، تبدو هذه الاستنتاجات وكأنها توصية، لذا من المهم أن تقرأ هذا الصيف!