يختلف السفر بالطائرة حاليًا بشكل كبير عما كان عليه قبل بضع سنوات، فقبل ظهور الشركات منخفضة التكلفة، يمكن للمسافر شراء تذكرة تتضمّن حمل حقيبة مسجّلة، مع اختيار مقعدك بنفسك، وحتى إعداد وجبتك بمفردك التي تستجيب لوقت ومدة رحلتك.
وكشفت دراسة سابقة أن حاسة التذوق لا تكون طبيعية عند الطيران على ارتفاع كبير. وأشارت الدراسة التي أجراها معهد “فراونهوفر” الألماني للبحوث الطبية إلى أنه مع ارتفاع يصل إلى 35 ألف قدم، أول ما يفقده الإنسان هو حاسة التذوق، بحسب ما أفاد به تقرير لصحيفة “أوك دياريو” الإسبانية.
لماذا يختلف طعم طعام الطائرة؟
لا شكّ في أن تجربة تناول الطعام المتاح على متن الطائرة، ليست جيّدة بالكيفية التي كنت تتوقعها. وعلى الرغم من أن بعض الناس لا يتذمّرون كثيرًا من سوء مذاق الطعام على متن الطائرة، فإنّ المسألة تبقى مسألة ذوق إلى حدٍّ ما. فضلاً عن أن أطباق بعض شركات الطيران تكون لذيذة وشركات أخرى ينعدم فيها المذاق الجيّد.
ووفقًا لما ترجمته “وطن“، فإنّ معظم الناس يتّفقون على أنه عند تذوّق الطعام المقدم على متن الطائرات، فإنك تلاحظ أنه ليس شبيهًا أبدًا بطعم الطعام “العادي”، وعلى سبيل المثال، فإن طبق المعكرونة البولونيز لا يمكن تذوق طعمه الأصلي على متن الطائرة.
من جهته، شرح الشيف Heinz Wuth في مقطع فيديو على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي TikTok (soycienciaycocina)، سبب فقدان حاسة التذوق على متن الطائرة، موضحًا أن كل شيء له علاقة بالرائحة، إذ تختلف الرائحة عند الطيران على ارتفاع آلاف الأمتار، ما يسبب ضغطًا في المقصورة، الأمر الذي يجعل البيئة جافة جدًا ومن ثمّ يُصاب الجهاز التنفسي بالجفاف بسبب قلة الرطوبة في الشعب الهوائية.
بالإضافة إلى الاهتزازات والضوضاء التي تؤثر على عمليّة إدراك النكهات، ما يجعل مذاق الطعام مخالفًا للمذاق المعتاد. وفي الواقع، إذا أعدت طبق الطعام هذا إلى الأرض، فسيختلف مذاقه تمامًا عما كان عليه في أثناء الرحلة.
واختلاف مكونات الطعام ليس له علاقة بمذاقه على متن الطائرة، فسواء كنت تتناول الأسماك أو اللحوم أو حتى المعكرونة، سيظهر طعمها كلها سيئاً عند تناولها داخل الطائرة مقارنة بتناولها على الأرض.
وأجرى المعهد اختباراً شمل تقديم أطعمة مختلفة على متن طائرات تحلق على مستوى مرتفع فوق سطح البحر، وأظهرت النتائج أن إدراك الركاب لدرجة الملوحة أو الحلاوة بالطعام ينخفض بنحو 30% في أثناء الطيران على هذا الارتفاع الكبير.
كما بيّنت أن انخفاض الرطوبة داخل الطائرة يتسبب في جفاف الأنف وتبلّد أجهزة الاستشعار الخاصة بحاسة الشم الضرورية لتذوق نكهات مختلف مكونات الطعام.
بالإضافة إلى ذلك، تتسبب الأجواء داخل الطائرة إلى جانب الهواء الجاف في “تبلد براعم التذوق“، وكأنّ الإنسان مصاب بالإنفلونزا.