أظهرت دراسة حديثة أنّ تناول المراهقين للطعام مع أصدقائهم بشكل متكرر يقلّل من علامات الاكتئاب والتوتر والقلق.
وعلى الرغم من أنّ العشاء مع العائلة يمكن أن يكون قيمة ثابتة وركيزة أساسية، فإن تناول الطعام مع الأصدقاء مفيد أيضًا بشكل خاص للصحة العقلية للمراهقين.
ولقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Clinical Nutrition، أنّ الشباب الذين يتشاركون وجبة مع مجموعة من الأصدقاء، يعرّضون بصفة أقل للاضطرابات النفسية، على غرار: الاكتئاب والقلق والتوتر، بحسب ما أفاد به تقرير لموقع “بوركوا دكتور” الفرنسي.
يساعد تناول الطعام مع الأصدقاء في التخلص من القلق والتوتر
لتحديد تأثير الوجبات العائلية أو الاجتماعية على الأشخاص (أي مع الأشخاص المقربين المختارين: الأصدقاء والأقران وما إلى ذلك)، أنشأ الباحثون عينة تمثيلية من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا (لقد عاشوا جميعًا في Valle de Ricote في إسبانيا) وتضمنت مجموعة الدراسة ما مجموعه 649 فتاة مراهقة (متوسط العمر: 14 سنة)، منهن 56.7٪ من الفتيات، وفق ما ترجمته “وطن“.
وكان على المتطوعين الإجابة على استبيان حول تواتر وجباتهم العائلية أو مع الأصدقاء بالإضافة إلى طبيعة الوجبات التي يلتقون على إثرها (الإفطار والغداء والعشاء). كما طُلب منهم إبداء رأيهم في عبارات مثل: “أحب الجلوس مع عائلتي أو أصدقائي وتناول وجبة معًا”، أو “أتناول العشاء عادةً مع أشخاص آخرين”، أو “من المهم الجلوس وتناول الطعام في وجبة واحدة على الأقل في اليوم مع أشخاص آخرين (العائلة أو الأصدقاء)”.
بالإضافة إلى ذلك، تمّ تقييم مستوى الاكتئاب والقلق والتوتر لديهم باستخدام اختبار DASS-21. وقد أظهر تحليل الردود أن تناول الطعام مع الأصدقاء يقلل من علامات القلق والاكتئاب أكثر من الوجبات العائلية لدى المراهقين.
الصحة النفسية: يجب تشجيع الشباب على تناول الطعام مع أحبائهم
بينما يُظهر تناول الطعام في الخارج مع العائلة فائدة صغيرة ضد الاكتئاب والقلق، فإن الآثار المفيدة تكون أكبر بكثير عندما يتمّ منح المراهقين الفرصة لاختيار مرافقيهم لتناول الطعام.
من جانبهم، كتب مؤلفو الدراسة الاستنتاجَ الآتي: “من الممكن أن يؤدي الوعي بأهمية تناول الغذاء مع أشخاص آخرين (أي زيادة الوعي بأهمية تناول الطعام مع الأقران أو العائلة) إلى انخفاض مخاطر الإبلاغ عن أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر“.
وأضاف الخبراء أنه سيكون من الجيد أن تشجّع السلطات العامة المراهقين على قضاء الوقت في تناول الطعام مع أحبائهم، لأن هذه العادة لها فوائد ليس فقط من الناحية التغذوية، ولكن أيضًا على الصحة العقلية”.
