هل يمكن لشيء بسيط – وإن كان غريبًا – مثل إغلاق فمك أثناء النوم أن يحل عددًا كبيرًا من المشكلات الصحية الشائعة، بدءًا من رائحة الفم الكريهة وحتى الشخير؟
في الواقع، فإن الادعاءات التي تجتاح منصة التواصل الاجتماعي “تيك توك”، بشأن جنون النصيحة الصحية الجديدة لا تتوقف عند هذا الحد.
شريط الفم
يقال إن ربط الفم يساعد في التخلص من الذقن المزدوجة، ويعزز خطوط الفك المترهلة – بل ويساعدك على الجري بشكل أسرع.
طوال فصل الصيف، كان مستخدمو “تيك توك” ينشرون مقاطع فيديو تتحدث عن فوائد شريط الفم. والذي يتضمن إما لصق الشريط عموديًا (عبر الشفاه) أو قطريًا عبر الفم (على شكل صليب). مما اجتذب أكثر من 25 مليون مشاهدة.
ادعت إحدى المستخدمات أنها حصلت على “أفضل ليلة نوم منذ سنوات” بعد استخدام الشريط اللاصق على الفم.
بينما ذكرت معلمة “أنها كانت شديدة التركيز في اليوم التالي” بعد الشريط اللاصق على الفم. حتى أنها تقترح تدريس التنفس الأنفي في المدارس.
وفي الأسبوع الماضي، كشفت المذيعة التليفزيونية جوليا برادبري عن تجربتها، وكذلك فعل مهاجم مانشستر سيتي إيرلينج هالاند.
التنفس عن طريق الأنف
بحسب تقرير “ديلي ميل“، يعتمد ربط الفم على مبدأ أن التنفس عن طريق الأنف – الشهيق والزفير من خلال الأنف – أفضل بالنسبة لك. لأنه يشجع على إطلاق أكسيد النيتريك. وهي مادة كيميائية تفتح المسالك الهوائية.
ويعتقد أيضًا أنها تساعد الجسم على مقاومة الالتهابات (لا يتم إنتاج أكسيد النيتريك عند التنفس عن طريق الفم).
ولكن هل هناك أي أساس علمي لهذا الجنون الجديد؟
ليس هناك شك في أن أكسيد النيتريك نفسه له فوائد صحية عديدة.
على سبيل المثال، فهو يريح العضلات الداخلية للأوعية الدموية، مما يزيد من تدفق الدم، مما يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم .
أكسيد النيتريك
ويتفق الخبراء على أن التنفس من الأنف يساعد في الاحتفاظ بالمزيد من أكسيد النيتريك.
يقول روبن ماكنيليس، أخصائي العلاج الطبيعي للرئة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في لندن: “عندما تزفر من خلال أنفك.. يتم ترسيب 75% من أكسيد النيتريك الناتج وإعادة تدويره في الأنف.. ولكن إذا قمت بالزفير من خلال فمك، فسيتم فقدان أكثر من 75% من أكسيد النيتريك”.
لكن الأمر لا يتعلق فقط بأكسيد النيتريك، ويضيف: “مع التنفس عن طريق الأنف، يمر الهواء عبر هياكل الأنف.. ويلتقط الكثير من الحرارة والرطوبة”.
وتابع: “هذا مفيد لأنك تحتاج إلى أكسجين تصل درجة حرارته إلى 37 درجة مئوية ومشبع بالرطوبة.. وذلك ليتم امتصاصه في أنسجة الرئة”.
يقوم الأنف أيضًا بتصفية البكتيريا وحبوب اللقاح والملوثات.
طريقة الرياضيين
يقول ماكنيليس: “ولكن إذا كنت تتنفس من خلال الفم، يكون الهواء أكثر جفافًا وبرودة.. مما يعني أنه يجب أن ينتقل إلى أسفل القصبات الهوائية قبل أن يتم امتصاصه – وهذا يمكن أن يشجع على فرط التنفس والتنفس الزائد”.
يستخدم بعض الرياضيين لاصق الفم ليلاً لتحسين سرعتهم وقدرتهم على التحمل.
يقول السيد ماكنيليس إن ربط الفم قد يكون مفيدًا للأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل طبية كامنة.
لكنه يضيف: “سترغب دائمًا في محاولة اكتشاف السبب الكامن وراء التنفس عن طريق الفم وعلاجه”.
مخاوف من الاختناق
ولكن إذا كان التنفس من الأنف أفضل للصحة العامة وربما للأداء الرياضي.. فعندما يتعلق الأمر بالنوم المضطرب أو الشخير، يقول الخبراء إن ربط الفم ليس هو الحل الذي قد يأمله الناس.
يقول غاي ليشزينر، أستاذ علم الأعصاب وطب النوم: “لا أعتقد أن الكثير من الأشخاص سيؤيدون ذلك.. الأفضل هو أن تفهم سبب ضعف نومك وسبب شخيرك بدلاً من استخدام هذه التقنيات التي قد تجعلك تتجاهل الحالات الطبية الأساسية.”
ويشعر البروفيسور ليشزينر بالقلق من أن ربط الفم يمكن أن يؤدي عن غير قصد إلى “حدوث مشاكل مثل توقف التنفس أثناء النوم”. ويحذر من أنه قد يجعل التنفس أكثر صعوبة بالنسبة لشخص يعاني من احتقان الأنف، مما يؤدي إلى “سوء نوعية النوم”.