من الشائع القيام بالمهام الصعبة يوميًا، ولا شكّ في أنه بات أمراً اعتيادياً وطبيعياً بالنسبة للجميع، طالما أظهر العلم أن القيام بمهمة واحدة صعبة في اليوم من شأنه أن يحسّن الصحة العقلية والمزاج، ما يجعلنا متفائلين بشأن المستقبل (القريب أو البعيد)
فبعض المهام مثل: التنظيف، والرياضة، والإدارة؛ تثير توترنا وتجعلنا قلقين ومتذمرين معظم الوقت. ومع ذلك، فإن القيام بمهمة واحدة على الأقل في اليوم، يساعد في تحسين صحتنا العقلية، وفق ما نشرته مجلة “فيمينا” الفرنسية.
الشعور بالرضا
بقدر ما قد يبدو مفاجئًا، من الممكن تحسين صحتك العقلية من خلال أداء مهمة تكرهها. ووفقًا للدكتورة آنا ليمبك، وهي طبيبة نفسية أجرت مقابلة مع مجلة Stylist UK، فإن الشعور بالرضا بعد حذف هذه المهمة من قائمة مهامنا بعد القيام بها، يزيد من إفراز الهرمونات في دماغنا، وبالتالي يرفع معنوياتنا.
وتوضح آنا ليمبك هذا السياق، أن السعي وراء اللذة يؤدي إلى الألم، والألم بجميع أشكاله يعزز قدرتنا على الشعور بالمتعة. وفي الواقع، يُصبح دماغنا مشروطًا بما يسمى بـ”نظام المكافأة” في الدماغ منذ الطفولة. وهنا، يشعر المرء بالرضا عن قيامه بمهمة صعبة ويكافئ المرء نفسه من خلال الانغماس في نفسه بطريقة ما.
هذا هو تعريف عبارة “بعد بذل الجهد، نشعر بالراحة”. كل هذا ممكن بفضل الهرمونات التي تحفّز بيولوجيًا الكائن الحي. في الواقع، عندما يشعر الجسم بالألم أو عدم الراحة على المستوى الجسدي و/أو العقلي، فإنه يفرز الدوبامين والسيروتونين؛ وهي هرمونات السعادة.
احرص على عدم تعريض نفسك للخطر
إذا كانت الهرمونات تعتمد على الألم، فنحن لا نتحدث بالضرورة عن القيام بمهام مؤلمة أو حتى خطيرة بشكل خاص، فهذا لا يُطلق على الدوبامين والسيروتونين. لذلك لا فائدة من ممارسة نشاط مفرط. لكن، من خلال تفعيل “نظام المكافآت” بانتظام، فإننا نجازف بعدم الشعور بالآثار بنفس القدر.
من جانبها، طبقت الدكتورة آنا ليمبك، في روتينها الصباحي، علاجًا مضادًا للقلق والاكتئاب، لمدة 24 ساعة. على سبيل المثال: تجبر الطبيبة نفسها على الاستيقاظ في المرة الأولى التي يرن فيها المنبه وتخرج في نزهة على الأقدام أو لركوب الدراجة أو السباحة كل صباح. وهكذا، يجب على الجميع أن يعثروا على المهمة الصعبة في حياتهم ليقوموا بها دون تذمّر، والتي ستمنحهم في ذات الوقت الرضا.